وصلني بيان عبر البريد الالكتروني من مكتب الأخ أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد معمر القذافى ينفى فيه مجددا ما أشيع مؤخرا حول قيام قذاف الدم بأي عمل لصالح نظام القذافى. وقال قذاف الدم في بيانه أن موقفه المعلن من استقالته بتاريخ 23 فبراير 2011 لم يتغير, مشيرا إلى أن كل ما ينشر في بعض الصحف والمواقع الالكترونية وغير ذلك هي أخبار غير صحيحة.. وتمني قذاف الدم علي الجميع توخي الدقة في هذه الظروف بالغة الحساسية . وكان قذاف الدم قد أعلن استقالته من منصبه كمبعوث شخصي للقذافى وكمنسق للعلاقات المصرية الليبية, لكنه امتنع في المقابل عن توجيه أية انتقادات للنظام الليبي بعد الثورة الشعبية التي اندلعت في مختلف المدن الليبية للإطاحة بنظام حكم القذافى. وبدا بيان القذافى الذي يؤكد أنه مازال مقيما في القاهرة ولم يتوجه إلى العاصمة السورية دمشق كما أشيع مؤخرا, ردا على ما نشرته صحيفة 'ليبيا اليوم' عن أنه يتولى إجراء الاتصالات التي يحتاجها نظام القذافي لتوفير الأسلحة والمرتزقة، ويتكفل بعملية تحويل السيولة المالية التي يحتاجها القذافي خلال تحركاته الداخلية. تقتضى الأمانة والمصداقية أن أدعو جميع الإعلاميين والصحفيين الزملاء إلى كف أيديهم عن الرجل , وأعتقد جازما أنه ليس من النبل أن نستمر في مقاتلته وقد ترجل عن فرسه. أقول هذا وأنا لا تربطني به أي علاقة من أي نوع , وموقفي منه معروف للجميع فقد تقدمت ضده ببلاغ إلى النائب العام وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة , وكنت من الساعين إلى طلب اعتقاله أو منعه من دخول مصر والبقاء فيها لو ثبت تورطه في أي من الأنشطة المشبوهة, كما قدت حملة إعلامية وصحفية ضده. أتفهم مبرر صدور هذا البيان في هذا الوقت العصيب على ليبيا الحبيبة وشعبها البطل العظيم وافهم ما يعتمر في نفس صاحب البيان وما يختلج في صدره, فهو موزع الولاءات ما بين وطن يحترق ويراد جره إلى حرب أهلية والقفز به في الظلام, وما بين نظام يترأسه قريب له بالنسب والدم وخدمه لسنوات ويعرف تماما أنه لن يقبل سوى بتدمير ليبيا وتخريبها إذا كان هذا هو الثمن لخروجه ولتنحيه عن السلطة. واني لأشفق على صاحب البيان مما يتنازعه من هواجس ومخاوف, لكنى أعتقد أن التزامه الصمت في مثل هذه الظروف يبدو مريبا وعليه كسره, في وقت يحتشد فيه العالم لتمكين الليبيين ومساعدتهم للخلاص من النظام الذي كتم أنفاسهم وبدد ثرواتهم على مدى السنوات ال 42 الماضية. ليس بيني وبين السيد قذاف الدم أي خلاف شخصي , ذلك أنى أظن أن خلافي معه هو بالأساس خلاف منهجي وموضوعي, فلم أكن يوما من الطارقين لبابه أو المتحلقين حوله, وعلى الرغم من أنه هنا في القاهرة منذ سنوات ولدى رقم هاتفه الخاص فأنا لم أسعى للقائه ولم أفكر يوما في طلب الاجتماع معه أو محادثته. لكل منا وجهته, ولكل منا رؤاه, ومع أنى أعرف قدر الرجل وقيمته داخل النظام الليبي , وعلى الرغم من أنى أغطى الشئون الليبية منذ أكثر من 17 عاما متواصلة , فلم يدور بيننا يوما أى حوار أو اتصال. لست ممن يشتمون في الناس أو يتحينون الفرص للانقضاض عليهم , لكنى قلت للرجل في رسالة :" إن بيتي مفتوح لك إن ضاقت قلوب من تعرفهم ", وهذا أيضا ما كتبته على صفحتي على موقعي الفيس بوك وتويتر. إذا أراد قذاف الدم أن يبقى هنا فهذه بلده وموطنه وهو على الرحب والسعة طالما ابتعد عن نظام هو أكثر من يعرف مدى دمويته وشراسته الكرتونية. لقد توقفت عن ملاحقة الرجل إعلاميا وقضائيا بعدما نأى بنفسه عن نظام القذافى للمرة الثانية على التوالي, لكنى مستعد للعودة متى استلزم الأمر, وان عدتم عدنا , لكن العود أحمد!!