هل كانت هند صبري تتصور عندما حضرت إلي مصر منذ عشر سنوات أنها ستصبح أصغر سفيرة في منظمة الأغذية بالأممالمتحدة في وقت قريب كهذا؟! صحيح أن الكثيرين تنبأوا لها بمستقبل كبير بعد أن قدمت أول أفلامها في مصر «مواطن ومخبر وحرامي» مع المخرج داوود عبد السيد، لكن اختيارها كسفيرة لمكافحة الجوع في المنظمة كان هو الحدث الأهم في تاريخ هند صبري، ولعل هذا كان السبب في التوتر الذي بدا واضحًا عليها قبيل بدء المؤتمر الصحفي الذي عقدته للتحدث عن منصبها الجديد. التقينا هند صبري لنتحدث معها عن مهامها الجديدة وعن شعورها باختيار الأممالمتحدة لها وكذلك عن خططها المستقبلية كما تراها حالياً. هل خطر ببالك عندما حضرت لمصر منذ عشر سنوات أن يتم تعيينك في منصب مثل هذا في ذلك الوقت القياسي؟ - التفكير في هذا الأمر كان هو المسيطر عليّ في الدقائق الأخيرة قبيل بدء المؤتمر الصحفي حيث كنت أفكر أنني عندما وصلت مصر منذ عشر سنوات لم تكن لي شعبية في هذا البلد.. صحيح أنني كنت ممثلة في بلدي تونس، لكنني كنت وجهًا جديدًا علي المصريين، وتذكرت بشكل سريع الأحداث التي مررت بها خلال السنوات العشر التي قضيتها في مصر.. وقتها بس حسيت إن تعبي طوال هذه السنوات ماراحش هدر. ماذا كانت ردود فعل عائلتك بعد تعيينك في المنصب؟ - والدتي مازالت تبكي من الفرحة حتي هذه اللحظة، فهي أقرب شخص لي وأكتر واحدة شافت التعب اللي أنا تعبته في شغلي وكيف كنت أعاني وأنا بعيدة عن أهلي وناسي في البداية وكيف تحملت بعض من هاجموني، أما والدي فكان مصدومًا وما صدقش الخبر في البداية، وزوجي فخور بيّ جدًا ومعتز بكوني أصبحت سفيرة في هذه السن الصغيرة، ويناديني في البيت «يا سعادة السفيرة».. مش هاقول إن الحاجات دي ما بتفرقش معايا، بالعكس فهذه اللقطات الصغيرة بتفرق معايا أنا جدًا وبترفع من روحي المعنوية. لماذا اخترت أن يكون نشاطك الأول بعيدًا عن الفن عملاً إنسانيًا وليس سياسيًا مثلاً؟ - لأنني مع احترامي للجميع أؤمن بأن العمل الإنساني هو أسرع وسيلة لتغيير المجتمع المدني، فالعمل الإنساني أهم من تصريحات مليون رجل سياسة. بصراحة اللي بتعمله إنجيلينا جولي أهم من اللي بيعمله مليون رجل سياسة. هل لسفير البرنامج الحق في اختيار المناطق التي يقدم لها البرنامج مساعداته أم هو مجرد منفذ فقط لما يقترحه البرنامج؟ - البرنامج هو الذي يختار الأماكن، لكن بالتشاور مع السفير، فأنا من حقي أن أقول أنا عايزة أروح فين، وأنا اخترت الدول العربية لأزورها في البداية.. اخترت اليمن وغزة ولبنان، كذلك اخترت أن أزور الصومال ودارفور. لماذا يتهم البعض الفنانين الذين يتولون هذه المناصب بأنها مجرد هالات إعلامية لا تقدم مساعدات حقيقية؟ - هذه المناصب تشبه السكينة ممكن تستخدمها في تقطيع الأكل وممكن تقتل بيها إنسان، فليس معني أن عددًا من السفراء لم تكن نياتهم صادقة، أن كل السفراء يتصرفون بالشكل نفسه، وليّ وجهة نظر مختلفة في هذا الأمر، فالمنصب وحده يعد تشريفًا لصاحبه، فما بالك لو بذل مجهودًا لتقديم المساعدة للناس، وأنا لا أقول إنني سأقضي علي الجوع في العالم.. لا الجوع هيزيد لأسباب أكبر مني لها علاقة بالظلم في الطبيعة البشرية، لكنني أحاول أن أساعد الناس بقدر المستطاع.. علشان نبقي عملنا اللي علينا.