.. فى أيقونه من أثمن وأحلى أيقونات السينما المصريه .. وهى التى إجتمعت فيها إرادة البلد فى حاله نادره .. على كلمة واحده .. عندما خرج الضمير الشعبى من الأعماق فى نفس واحد .. أن جواز عتريس من فؤاده باطل .. وفى الخلفيه بااااطل بااااطل .. كان شئ من الخوف .. وليس كل الخوف .. كل ماعانت منه الدهاشنه وكل الويل والثبور اللذان سامهما عتريس لأهل هذه القريه .. كان مجرد شئ من الخوف !.. فى هذه الحاله الفنيه الإستثنائيه متفردة العبقريه ... ومع كثير من التأمل والخيال العميق ... و تداعيات القصه الحالمه بين فؤاده وعتريس منذ الطفوله .. حتى أوصلتهما الظروف إلى أن يقفا وجها لوجه وبينهما هويس الكراهيه .. الذى فتحته شاديه فى تحدى سافر لإرادة محمود مرسى ... ورغم كل القتامه والأسى إلا أن روعة عتريس وجبروته وقوة فؤاده وثقتها .. مع ضعف وجبن كل أهل البلد ..يضعك أمام حاله من المتعه واللذه وانت تتابع ماجرى فى هذه القريه المصريه حصريا والتى تحمل إسم الدهاشنه .... وتبادر إلى ذهنى سؤال محورى .. إجابته هى المفتاح السحرى لكل ما إستغلق على الفهم .وهو الحل الناجع لعقدة هذه الروايه .. والسؤال هو .. ماهو المشهد الماستر ؟ الذى تتمحور حوله العقده ويشكل الأهميه القصوى فى البناء الدرامى والمنطقى للقصه ؟؟؟ والذى يصنع نهايه ولا أجمل لكل الخوف فى شئ من الخوف ؟ وللخوض فى التفاصيل الدراميه .. وكنوع من إستفزاز أفكارك عزيزى .. سأطرح عليك بعض الخيارات التى قد تتبادر الى ذهنك .. هل هو مشهد فتح فؤاده للهويس الذى أغلقه عتريس ليعاقب أهل الدهاشنه ؟ الإجابه . لا ليس هو هذا المشهد رغم قوته ودلالاته . وكميات المياه التى اندفعت بعد فتح الهويس .. قد يكون مشهد ذبح اليمامه بيد عتريس الكبير أمام حفيده عتريس الصغير ولطمه بالدماء على وجهه ليزرع داخله القسوه منذ طفولته وليعده للتوريث ؟ الإجابه . أيضا لا ليس هو هذا المنظر رغم قسوته .ورغم كل الدماء . هل هو مشهد كوميديا الجبن الغير محدود عندما دخل إمام المسجد وشيخ البلد ليأخذا رأى فؤاده فى جوازها من عتريس .. وهما يكادا يموتان رعبا فيما الأب محمد توفيق معهماوقد أسقط بين يديه .. واتخاذهم قرارا مصيريا بالكذب إتقاء لغضبة عتريس .. ليخرجوا ويقولوا انها وافقت ووكلت أبوها ..؟ فيما هى لم تفعل ذلك .. وهكذا أصبح جواز عتريس من فؤاده بااااطل بااااطل ...هل هو هذا الشوت ؟ الإجابه رغم عبقريته الشديده ... لا ليس هو . الواقع ان هذا الفيلم المتخم بالدلالات ملئ بالمشاهد المحوريه ,..و نعم نعم ... قد يكون هو مشهد قتل محمود ابن الشيخ ابراهيم اللى مهيج البلد .. فى يوم فرحه .. وهى الجريمه التى على أثرها إنفجرت غضبة أهل الدهاشنه وتمردوا على الخوف وإنطلقوا كحمم بركان ثائر لا تبقى ولا تذر فى طريقها أى أحد حتى ولوكان عتريس ورجالته ؟؟ نعم يبدو مشهدا هاما ومؤثرا وقويا .. ولكنه ليس المقصود .. إذا هل تعلمون كنه هذا المشهد المحورى الماستر فى حل العقده ووضع النهايه !!.. عندما هب أهل الدهاشنه حاملين جثة محمود .. وهم يرددون الهتاف الجامع المانع .. خلف الشيخ ابراهيم أبو القتيل محمود .. وهو لمن نسى ... الذى يهيج أهل البلد .. كان يصرخ بلوعة فراق إبنه وبكل الغضب المكتوم .. وبكل عظمة وتمكن أداء يحيى شاهين .. جواز عتريس من فؤاده باطل .. وأهل الدهاشنه كلهم من خلفه باااطل باااطل .. ومنظر المشاعل فى أياديهم تضع توترا فوق توتر وخوفا على خوف .. فيما رجالة عتريس حول زعيمهم لا يعرفون كيف يتصرفون وهم يرون الأمور تفلت من بين أيديهم .. وزعيمهم لا يحير حراكا .. وقد بدأ يفقد أعصابه ورباطة جأشه وهم ينسلون من حوله هاربين .. ونرى فى الخلفيه فؤاده أيضا تنتهز الفرصه لتهرب بجلدها وترتمى فى أحضان أهلها خارج القصر الرئاسى .. لننتبه جيدا .. يصعد عتريس إلى أعلى مناديا على فؤاده بكل لوعه.. ويدخل حجرته وينظر إلى الغضبه الكبرى ونيران الثوره المتأججه من خلف شباكه .. وهنا ... نأتى للمشهد العبقرى الذى يستحق أن يكون هو صاحب السعفه الذهبيه .. من حيث أهميته ومحوريته فى النهايه ... يعود إسماعيل الذراع اليمنى لعتريس الأول .. ولعتريس الحالى أيضا ( من الحرس القديم ) .. وهو العبقرى صلاح نظمى .. وكان قد هرب مع الهاربين .. ولكنه فى لمحه عبقرية الذكاء ومتميزة اللماحيه عاد مسرعا .. وصعد سلم القصر الرئاسى بسرعه وذهب لحجرة الزعيم عتريس ليغلقها عليه بالمفتاح من الخارج فيحول بذلك دون هروبه .. ويؤكد نهايته بنيران غضب أهل الدهاشنه .. هل رأيتم مثل ذلك ؟! وهل أحسستم بقيمة فعلة صلاح نظمى ؟! لقد أنهى الحدوته تماما وأكد النهايه دون شك .. يجب أن يموت عتريس ... وسوف يموت .. لأن كفايه كده بقى .. هكذا فكر فيها صلاح نظمى .. وقطع دابر الخوف فلم يعد هناك ..... شئ من الخوف ..