قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن أصداء ما شهدته تونس تدوي بقوة في جميع أنحاء العالم العربي الذي جلس يتابع بانبهار كيف سقط أحد أكثر الأنظمة العربية قمعا على يد قوة شعبية. وقالت الصحيفة البريطانية في التقرير الذي كتبه مراسلها في الشرق الأوسط أيان بلاك إن احتجاجات الشعوب ضد أسعار الغذاء والوقود قد أجبرت بعض الحكومات العربية على اتخاذ اجراءات اقتصادية عاجلة لاحتواء غضب المحتجين مثلما حدث في الأردن وليبيا والمغرب، وهو ما حدث نتيجة تأثير المشهد الدرامي الذي شهدته تونس، وهو الذي أثار مخاوف الأنظمة السلطوية التي تعاني شعوبها من البطالة وغياب الحريات من تأثير الدومينو الذي انطلق من تونس والذي يستيطع الاطاحة بهم. ونقلت الصحيفة البريطانية ما كتبه شاب مصري على موقع تويتر، والذي قال "القادة العرب يتابعون ما يجري في تونس وهم مرعوبون، وكل مواطن عربي يتابع ما يحدث بروح من الأمل والسعادة". وتابعت الصحيفة بالقول إن قوة تأثير ما حدث في تونس تنبع من أن الرئيس التونسي الهارب كان دائما ما يوصف بأحد أقوى المستبدين العرب، وجاء إعلانه عن عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى كتطور مهم في طريق الاصلاح أي كان ما سيحدث بعد ذلك. وأضافت أن ذلك التناقض الذي حدث في تونس ينطبق على مصر أيضاً، حيث يسعى الرئيس حسني مبارك البالغ 82 عاما الذي يبعد الاسلاميين بينما يسمح بمعارضة علمانية هشة مثلما كان يفعل بن علي يسعى لقترة رئاسية جديدة بعدما أمضى أكثر من ثلاثة عقود في الحكم. وقالت الصحيفة إن ما حدث لبن علي يمثل جرس انذار للسلالات الجمهورية في مصر وسوريا وليبيا مثلما ينذر أيضا ممالك الأمراء والملوك في الخليج والمغرب. وقالت الجارديان إن المثقفون العرب يشيرون دائما إلى التناقض في مواقف الدول الغربية حيث تساند وتؤيد قوى المعارضة الإيرانية بينما تدعم حكام العرب الديكتاتوريين، مشيرة إلى أن ما كشفته وثائق ويكيليكس عن الآراء والانطباعات الخاصة بالسفير الأمريكي في تونس والتي تحدث فيها عن غياب الحريات العامة والقمع قد مهدت الطريق أمام قيام الغضب الشعبي ضد نظام بن علي.