شهدت بلدة سلوان المقدسية الواقعة مباشرة جنوب المسجد الأقصى المبارك مساء اليوم مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وقوات كبيرة من جنود وشرطة الاحتلال في الوقت الذي حاول فيه جنود الاحتلال اقتحام مسجد العين في منطقة وادي حلوة سعيا إلى اعتقال شبان يتحصنون فيه. وذكر شهود عيان أن المواجهات تتركز في محيط خيمة الاعتصام فى حي البستان ومنطقة بئر أيوب وامتدت نحو حي بطن الهوى (الحارة الوسطى) ومنطقة عين اللوزة. وقد استخدمت قوات الاحتلال قنابل الدخان السامة المسيلة للدموع وقنابل الصوت الحارقة والرصاص الحي والمطاطي. وقال عضو لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو دياب فى تصريح له اليوم ان التواجد العسكري المكثف لجنود وشرطة الاحتلال منذ يوم أمس وحتى اليوم كان عاملا استفزازيا أثار المواطنين .. مشيرا إلى أن غالبية أبناء سلوان كبارا وصغارا يشاركون في المواجهات التي تدور وتمتد إلى معظم أحياء البلدة. كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت فجر اليوم ثلاثة أطفال قاصرين بعد اقتحام منازلهم في سلوان. وقد أصيب عدد من سكان حي البستان في سلوان بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال على المواطنين الذين يتصدون لمحاولة اقتحامهم خيمة حي البستان. من جهة أخرى، أفاد مصدر فلسطيني أن عددا كبيرا من المواطنين الفلسطينيين يحاصرون الآن قوة من جنود الاحتلال في محيط خيمة الاعتصام في حي البستان ويمطرونها بالحجارة والزجاجات الفارغة، وذلك بعد أن تمكن المواطنون من إخراج جنود الاحتلال الذين اقتحموا الخيمة خلال الاشتباكات التي ما زالت تدور حتى الآن في المنطقة. وقال فخري أبودياب عضو لجنة الدفاع عن سلوان إن جنود الاحتلال بدأوا يتصرفون بشكل هستيري وجنوني ويطلقون مئات من قنابل الدخان في محاولة لكسر الطوق والحصار حول الجنود الذين اضطروا إلى الانسحاب تحت تأثير مقاومة السكان. وأوضح أبودياب أن سلوان خرجت عن بكرة أبيها للتصدي لجنود الاحتلال بعد أن بلغت استفزازاتهم حدا لا يطاق. ولم تتمكن سيارات الإسعاف حتى الان من الدخول إلى سلوان لنقل المصابين وذلك بسبب إغلاق قوات الاحتلال للمدخل الرئيسي للبلدة من جهة حي وادي حلوة. من جانب آخر طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها اليوم الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بإدانة التصريحات العنصرية الأخيرة لوزير خارجيتها ليبرمان يوم أمس. ودعا البيان، الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى إدانة هذه المواقف المعادية للسلام، وطالب دول العالم ووزراء خارجيتها ومسئوليها بمقاطعة هذا المستوطن (ليبرمان) بسبب تحريضه على نشر العنصرية والفاشية وتهديد السلم الإقليمي والعالمي. ورفضت وزارة الخارجية الفلسطينية تعليق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه التصريحات الأخيرة واعتبرته تهربا من المسئولية ،موضحة أنه لا يحق لنتنياهو أن يدعي في كل مرة أن مواقف ليبرمان تعبر عن رأيه الشخصي وذلك لأن هذه التصريحات صدرت عن وزير خارجيته في اجتماع رسمي للسفراء الاسرائيليين في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية. كان ليبرمان قد قال أمس إن السلطة الوطنية الفلسطينية كيان غير شرعي خسر الانتخابات ويرفض إجراءها مجددا تخوفا من فوز حماس. من ناحية أخرى، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الممارسات العنصرية والاعتداءات الهمجية الإسرائيلية التي وقعت أمس ضد المتضامنين الأجانب من الفرنسيين وغيرهم أثناء قيامهم بمظاهرة سلمية تضامنا مع الشعب الفلسطيني أمام حاجز قلنديا وجدار الضم والتوسع العنصري. ونددت بإقدام جنود الاحتلال المدججين بالسلاح على محاصرة واعتقال الطفل عنان الشوبكي (12 عاما) .. مؤكدة أن هذا التصرف يكشف عن كل ما يعنيه مفهوم "إرهاب الدولة المنظم".