«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توماس جورجسيان يكتب: ياريت.. نوسع الدايرة شوية!!
نشر في الدستور الأصلي يوم 26 - 12 - 2010

"نحن نعمل في ظل ثقافة كانت منذ ألف عام تقبل ما لا تقبله اليوم، لأنها كانت أقل خوفاً وأكثر ثقة في نفسها" تقولها الكاتبة رضوى عاشور وتضيف: " أما الآن فنحن نعيش في ظل ثقافة مضطربة خائفة لا تثق في نفسها." وبالطبع نحن من جانبنا نتساءل - هل في مثل هذه الحالة علينا المواجهة ومكاشفة النفس مهما كانت التداعيات؟ أم نكتفي بالاحتماء بالمبرر الشائع والسائد .. بأن الزمن كفيل باصلاح حالنا واضطرابنا وازاحة خوفنا واعادة ثقتنا بأنفسنا؟! يااااه شكلنا هننتظر كتيير!!
أما العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينج فينصح أبناءه قائلا "انظر الى أعلى حيث النجوم وليس الى أسفل حيث قدميك". العبقرية العلمية هوكينج (68 عاما) رهين الكرسي المتحرك والأجهزة الموصولة بأعضاء جسده لم يتردد للحظة في أن يتمسك بالارادة الانسانية وينطلق بتفكيره ليغوص في أعماق الكون ويضيف آفاقا جديدة للمعرفة. والدرس الأهم ألا تنظر فقط الى تحت حيث موطئ قدميك بل أن تنظر الى فوق .. لترى النجوم في السماء!
ويرى الفنان عدلي رزق الله : "أي تصور بأن الجديد كله ردئ ولامعنى له هو تصور أقل ما يوصف به بأنه ساذج، وسطحي وينقصه الفهم " ويضيف: " الزمن كفيل بالغربلة، وما سيبقى هو الجيد. وما سيلمع هو العبقري، ولكل جيل عباقرته، ولكل جيل أدعياؤه" واذا كان ما يقوله الفنان العزيز مقنعا فان علينا أن نستقبل ونغربل وأن نتقبل الجديد والمتجدد بدون عقد وكلاكيع .. وهكذا ستتجدد حياتنا ودنيانا.
####################
وبما أننا في نهاية عام قديم وبداية عام جديد فلا شك أن مشاعرعديدة تتصادم وتتصارع بداخلنا كلما جاء ذكر القديم الذي ولى أو الجديد الذي أتى أو قد يأتي. شعور بالحنين والترقب والاشتياق والتخوف والتطلع والحذر والانطلاق والتجدد و" من فات قديمه تاه" و"اقلب الصفحة يا فتى..". صدام مشاعر وأحاسيس لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها.
والأمر المهم في خضم هذه المشاعر – كما ينبهنا حكماء الحياة – " ألا تفوتك لحظة التأمل والاستمتاع" أو اللحظة التي في يدك ( مش اللي عالشجرة) .. نعم، اللحظة الآنية التى ستمضي سريعا – "في غمضة عين".ونعم ، انها القدرة على الالتقاط والالتفات "قبل فوات الآوان". ثم انها الرغبة في ضم ومعانقة كل ما هو جميل من حولنا ليزداد الجمال في داخلنا. وهنا يتدخل العم حسين كعادته لينبهنا: "بأقوللك ايه .. هي كلمة واحدة - ما تخنقش نفسك باللي انت فيه وبعدين تقول أنا مش قادر اتنفس" ويضيف: "كل ما تحس ان الدايرة اللي حواليك بتضيق وسعها أكثر ووسعها بنفسك .. علشان تقدر تتنفس وتعيش"
ويأتي أيضا- ولكن من الغرب- صوت الكاتب الأمريكي مارك توين ليقول : "عندما تجد نفسك في صفوف الأغلبية من البشرعليك أن تتوقف للحظة وتعيد النظر فيما تفعله في حياتك". والمقصود هنا بالطبع الأغلبية بمفهومها الانساني (أو ما يسميه البعض التيار العام وأحيانا ..القطيع) وليس بمفهومها السياسي المحدود (والعياذ بالله). وان كانت النتائج والتداعيات في كلتا الحالتين لا تختلف كثيرا – عندما يصبح كله زي كله أو زي بعضه وتتشابه وتتطابق الآراء وتنعدم التعددية وتتردد وتتكرر النغمة العالية والمفضلة اياها "تنويعات على نغمة واحدة"( ياسلاااام). وبالطبع يثير هذا "الطغيان النغمي" قلق وانزعاج العزيزة نسمة فترفع يدها معارضة: "لا توجد موسيقى بنغمة واحدة ولا لوحة بلون واحد .. ولا ربيع بزهرة واحدة أو زهور عديدة بلون واحد..هكذا علمتنا الحياة وهكذا تكون الحياة" وتكمل: "أكيد ربنا مش عايزنا زي بعض والا ما كانش خلقنا كلنا بأشكال وطباع مختلفة وألوان متعددة وأفكار متباينة .. انه ثراء الحياة وغناها"
ولا أحد بالطبع يريد أن يجد أيامه متشابهة ومتكررة .. وحياته مملة وأصبحت "نغمة واحدة" أو "اسطوانة مشروخة". "عليك أن تفكر كيف أن تعيش أكثر و.. تندم أقل" يطرحها كفكرة قابلة للتنفيذ جو روبنسون صاحب كتاب " لا تفوتك حياتك". وروبنسون يوصف بأنه استشاري وخبير ومدرب خلق التوازن بين عملك وحياتك (ربنا يزيد ويبارك). وينصحنا روبنسون من ضمن ما ينصح ألا نجمد أنفسنا فيما هو آمن ومضمون وأن نغامر ونخاطر ونخرج عن الخط وعن المألوف من أجل أن نكتشف ذاتنا ونعطي بعد جديد لحياتنا وعمق أفضل لدنيانا. وينبهنا الى أن كل شئ في دماغنا – خوفنا وقلقنا وندمنا وكلها تتراكم مع مرور الأيام. وأننا عادة نشعر بالندم تجاه ما لم نفعله وليس تجاه ما فعلنا أو حاولنا فعله وفشلنا. اذن فلنستفيد من كل دقيقة في يومنا وحياتنا ولنخرج من قوقعة ذاتنا وقلقنا وخوفنا ونعيش حياتنا- هكذا ينصحنا روبنسون ليذكرنا في النهاية :" الحياة قصيرة .. والندم دائم"
ولعل ليوناردو دافنتشي ( 1452- 1519) الفنان والعبقري يعد تجسيدا حيا لانسان لم يدع أن تفوته الحياة – ولا فتفوتة منها. واسمه وسيرته في البال حتى هذه اللحظة – حتى بعد مرور نحو 500 سنة على رسم لوحته الشهيرة "مونا ليزا" أو الجيوكنده. وقد جاء ذكر هذه اللوحة أخيرا عندما تناقلت وكالات الأنباء والصحف خبر اكتشاف باحث ايطالي اسمه سيلفانو فنسيتي لحرفين ورموز في عيني الشخصية المجسدة في اللوحة الشهيرة (طول اللوحة 77 سم وعرضها 53 سم). وطبعا قيل أن هذا الاكتشاف قد يفك "شفرة دافنتشي" فيما يخص هوية شخصية اللوحة نفسها. قد قيل الكثير عن هوية موناليزا صاحبة النظرة الموحية والابتسامة الساحرة – هل هي امراة عشقها دافنتشي؟ وهل كانت امراة معروفة في المجتمع ؟ وهل كانت ليزا غيرارديني زوجة تاجر حرير بفلورنسا؟ وربما زوجة وفية لزوجها؟ ولذا رسم دافنتشي وضع يدها اليمنى فوق اليسرى أو .. ربما قد رسم دافنتشي نفسه أو كما يري نفسه ان كان امراة؟!!. منذ شهور قليلة ابتسامة موناليزالشهيرة – وفلنقل شفتاها كانتا موضع تسليط أضواء اذ تبين من خلال دراسة فريق عمل بحثي فرنسي من مركز الأبحاث والترميم بمتاحف فرنسا - أن الفنان وهو لم يكمل اللوحة أو لم يعلن أنها اكتملت قد زار شفتاها بفرشاته العديد من المرات ليضع لمسات رقيقة – طبقات رقيقة للغاية من الألوان على شفتيها وحولها ليضفي بعض الظلال أو بعض اللمعان – والكثير من الغموض والجاذبية لصاحبة تلك الابتسامة التى حيرت العالم كله. وقد ذكر أن عدد هذه الطبقات قد يصل الى الأربعين.وقد تم تشخيصها وتصنيفها بواسطة تكنولوجيا الأشعة. ولا شك أن زيارة لمتحف اللوفر بباريس والوقوف أمام هذه اللوحة (ومن حسن حظي عملتها) تجربة انسانية تستحق المحاولة والتأمل والاستغراق في التفكير – وأكيد ستضيف بعدا جديدا لفهمنا ونظرتنا لعظمة الفن وسحر المرأة وسرالابتسامة ومباهج الحياة وأغوارأنفسنا.
وكما يكتب الفنان والكاتب حسين بيكار عن "دافنتشي" ( من مواليد فلورنسا – ايطاليا) في كتابه "لكل فنان قصة":
"عندما انتهى "ليوناردو دافنشي" من وضع اللمسات الاخيرة في لوحة "الجيوكنده" تناول القلم بيده اليسرى، وكتب في كراسة مذكراته هذه الأسطر:
"ان جميع الحواس لتتمنى أن تلتهم صاحبة هذه اللوحة التهاما .. وخاصة هذا الفم الرشيق الذي يشتهي كل أن يكون له مثله! واستطرد الفنان في مدح لوحته كما لم يمتدحها أحد من مقرظيه من قبل ولا من بعد!
"ولا غرابة في أن يفتتن الفنان بروعة لوحته، التي استغرق في صنعها أربع سنوات كاملة، والتي كان يدعو الموسيقيين والمهرجين الى مرسمه ليبعثوا البهجة في نفس "موناليزا" أثناء جلوسها أمامه، حتى تظل عالقة بشفتيها أشهر وأجمل ابتسامة عرفها التاريخ..!!"
كما أن بيكار وهو يصف عبقرية دافنتشي يقول: "كان موسوعة من العلوم والفنون، تقمصت شخصا واحدا، لم ولن يجود الزمان بمثله" ثم يستطرد ---
"انكب الفنان العالم على العلم يكشف غوامضه، وعلى المشروعات يخطط لها، فكان أول من فكر في توصيل نهر "الأرنو" بقناة تخرج من مدينة (بيزا)، واقامة السدود وتحويل مجرى النهر لاستغلاله في استصلاح الأراضي.. وكانت غرفته مليئة بالسحالي، والحشرات، والصرارير، والأفاعي، والفراشات، والكثير من الأدوات والأجهزة، يجري عليها بحوثه.. وكان من أوائل من وضعوا أسس علم التشريح الفني، فكان يتردد على مستشفى "فيلاريني" القديم بميلانو، يشرح جثث الموتى، غير مبال ببشاعة منظرها ولا عفونة رائحتها!"
ويكتب أيضا: " ..وكان (دافنتشي) محبا للعزلة ، يقضي ساعات في التفكير والتأمل ..وكان يقضي أياما كاملة في الخلاء، يفحص الطبيعة وظواهرها، ويتسلق الجبال الشاهقة معرضا حياته للخطر، ويرقب الطيور أثناء تحليقها ، ويدرس حركاتها.. كما وضع تصميما لجناحين يثبتان حول الوسط ، ليستطيع الانسان بواسطتهما التحليق في الفضاء كالطائر!"
انها دروس في الحياة وللسير في دروبها نتلقاها من دافنتشي. ولا شك أن رغبة الطائر في التحليق في الفضاء هي رغبته ورغبتنا أيضا في الخروج من قفص المعتاد وسجن المجموع وكسرنا لقيود عقلية ونفسية القطيع. نعم انطلق وطير طالما لديك أجنحة – وبالتأكيد لا تزحف أبدا مهما كان الثمن.
ويعترف الروائي الأمريكي جوناثان فرانزن بأنه عندما يراقب الطيور فانه يرى نفسه ويرى نفسه في أحسن حالاته. ويتساءل من قال ان الطيور أحرار كما يذكر في الكثير من الأغاني اذ أن لديهم عمل للقيام به – أن تأكل وتتكاثر وتطير وتغرد- وانهم يفعلون ذلك. والأهم انهم ليسوا في حالة شلل بسبب محاسبة الذات أو عدم اتخاذ القرار.
وروايته الأخيرة Freedom ( حرية) اختارتها أكثر من مجلة أدبية وعامة كأفضل رواية نشرت في عام 2010. كما أن مجلة "تايم" الأمريكية اختارت جوناثان فرانزن نفسه – كموضوع للغلاف – واصفا اياه بأنه الروائي الأمريكى الكبير مبينا بأنه ليس الأغني أو الأشهر. كما أن شخصيات رواياته لا تفك الألغاز أو لها قوى سحرية أو تعيش في المستقبل. وأن فرانزن في روايته الجديدة "حرية" (كما قالت تايم) يبين لنا الحياة التي نعيشها الآن . والرواية – 576 صفحة – رواية أجيال وعلاقات انسانية متشابكة وحوارات مطولة وقصص تلاقي وتباعد وأجواء نفسية وطبعا هناك روائي يرصد كل هذا بحب – هكذا وصفت الرواية بقلم العديد من النقاد. البعض منهم لم يتردد في القول – بأنها رواية عظيمة وأن فرانزن – كما أشار أحد النقاد "تولستوينا"!! ( أي تولستوي أمريكا)
فرانزن ( من مواليد 1959) أصبح منذ فترة وجيزة ظاهرة أدبية واضحة المعالم يقف أمامها باعجاب وانبهار عشاق ومتذوقو الأدب والكلمة المكتوبة. وقد وصف ابداعه بأنه نتاج موهبة مبدع وتفانيه التام بالاضافة الى "حرفنته" وجمال صياغته الأدبية – يعني شغل جواهرجية. جوناثان فرانزن متواجد على الساحة ولافت للأنظار منذ عام 2001 الا أنه ليس بالمتواجد والصاخب اعلاميا (بملء ارادته). ويرى أن الكتابة هي حياته وتفرغه وهواه وعشقه ويومه وأسبوعه ومبرر وجوده وهدف حياته ( هكذا يقول وهكذا يقال عنه). روايته الرابعة "حرية" استغرقت كتابتها 9 سنوات وكانت روايته الثالثة الشهيرة The Corrections "التصويبات" قد أخذت 7 سنوات من عمره.
وليس غريبا ان نجد الروائي الأمريكي يقول أنه تيقن بأن سبب أو تبرير أو تفسير وجوده على هذا الأرض هو أن يكتب الروايات . وانه يشعر بأنه أكثر حرية عندما يكون مقيدا بمشروع كتابة – اذ كما يصف نفسه "أكون متحررا من الذنب والقلق والملل والغضب واللاهدف". فرانزن ( كما تكشف الكتابات التي تناولته ليس كأسطورة بل كغريب في زماننا هذا) يشعر بالالتزام تجاه الكتابة وليس تفاصيل الحياة أو مباهجها. وانه قد تخلص من كل شيء يثنيه ويبعده من الكتابة ويشتته. ليس له أي عمل آخر غير الكتابة ولا يأخذ اجازات. وهو الذي قال بصريح العبارة "لا أريد أن أتعامل مع الانترنت وأنا اكتب" ولذلك فصل وقطع وصلة النت من علي لابتوبه الشخصي. كما أن فرانزن الذي يكتب عن العائلة وأفرادها وتشابكات علاقاتها ليست له عائلته الخاصة فهو بعد أن طلق زوجته الأولي يعيش منذ فترة بصحبة صديقة. وقد ذكر في أحد أحاديثه الصحفية أنه فكر في وقت ما أن يتبنى طفلا من أيتام العراق الا أن الفكرة سرعان ما تلاشت وسط انشغاله التام بالعملية الابداعية.
فرانزن ينشر مقالات من حين لحين في مجلة "نيويوركر" وقد نشر البعض منها في كتاب بعنوان"كيف تكون بمفردك". وفي السنوات الأخيرة بدأ يعشق ما يسمي مشاهدة ومراقبة الطيور وذلك بالعين المجردة وبالمنظار المقرب – وهو يشاهدها ويراقبها وهي تهبط على الأرض أو .. تحلق في السماء.
###########
وفي كل الأحوال
مهما كان ترددنا أو تخوفنا من الخروج من حالنا .. وشللنا
فان الدايرة المحيطة لنا وأحيانا الخانقة لنا – يجب أن تتسع أكثر وأكثر
طبعا علشان نعرف نتنفس وناخد راحتنا في الحياة
ايوه الدايرة اياها – الطوق والأسورة
الزينة .. والخنقة
يا ريت تقوم أنت بنفسك وتوسع الدايرة شوية
وايوه هما الشويتين دول أكيد حيفرقوا معاك
وسع الدايرة وأكيد ربنا حيفتحها في وشك
وحيفرجها ان شاء الله
ولو كنت حاسس انك مخنوق ومزنوق ومحشور ومحبط في دايرتك
وسعها وكبرها أو حتي أكسرها يا سيدي
لتسع لكل أحلامك وطموحاتك و.. امتداد يديك
ايوه لازم توسع من دايرة اهتماماتك وأفكارك .. ومن دايرة قلبك وعقلك
وتوسع من دايرة يومك العادي
علشان تعرف تستوعب ناس أكتر ونشاطات أكبر في حياتك
وكمان تساهم أكتر في حياتنا
أن توسع دايرة معارفك ودايرة أصدقاءك ودايرة معرفتك واقبالك عالحياة
وزي ما بنسمع كتير في نقاشاتنا العامة بأن المطلوب هو الارادة السياسية
فان المطلوب لتوسيع الدايرة – أي دايرة في حياتنا هو الارادة الانسانية
"عايز ولا مش عايز ؟؟" حدد موقفك
وأكيد أنت الكسبان والمنطلق والمتجدد والمبدع و"مين قدك"
وبالمناسبة عام جديد عالأبواب
في انتظارك .. وفي انتظارنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.