بعد أن تنفس المخرج "محمد خان" وكاتب السيناريو "مصطفى محرم" الصعداء وبدأ "خان" في اختيار مواقع التصوير لفيلمه "المسطول والقنبلة" فوجئ باعتراض من أمن الدولة ضد عدد من مشاهد الفيلم رغم موافقة الرقابة وهكذا تأجل التصوير لأجل غير مسمى؟! تستطيع أن تقول وأنت مطمئن أن على مدى خمس سنوات عمر هذا المشروع وأغلب نجوم مصر ومن كل الأجيال عرض عليهم بطولة فيلم "المسطول والقنبلة" الذي ينتجه جهاز السينما التابع لوزارة الإعلام المصرية!! تبدل على الترشيح لإخراج الفيلم المأخوذ عن قصة قصيرة لنجيب محفوظ ثلاثة مخرجين.. نقطة الانطلاق مع المخرج "سعيد مرزوق".. كان "سعيد" هو أول من رشح لإخراج "المسطول" وكان لديه طموح لإسناد الدور إلى "عادل إمام" وأسرفت الصحف وقتها في تناول الخبر على اعتبار أن هذا هو اللقاء الأول بين زعيم الرواية "نجيب" وزعيم الكوميديا "عادل" كما أنه أول لقاء يجمع بين "سعيد مرزوق" و "عادل إمام" إلا أن "سعيد" لم يتمكن من تنفيذ حلمه على أرض الواقع لأن "عادل" لم يتحمس للفكرة ثم تغيرت بوصلة الفيلم من "سعيد مرزوق" إلى المخرج "محمد فاضل" حيث اتجهت الأنظار إلى "محمود عبد العزيز" ورشحت أيضاً "ميرفت أمين" في نفس الخبر حتى تقطع الطريق على من يؤكدون أن المخرج كالعادة سوف يرشح زوجته الفنانة "فردوس عبد الحميد" للبطولة إلا أن الإجابة وأتصور أنها أيضاً قبل قراءة السيناريو هي الرفض من "محمود" و "ميرفت".. وبعد ذلك تعددت الأسماء بعد أن أعيد صياغة السيناريو ليصلح لمرحلة عمرية أصغر لتتسع الدائرة لجيل "السقا" و "كريم" و "شريف منير" وصولاً إلى "خالد صالح" ولكن كالعادة هناك دائماً الرفض المبدئي من نجم الشباك للأفلام التي ينتجها جهاز السينما لأن السياسة التي وضعها الجهاز تمنع تماماً تلك الأجور الخيالية التي يطالب بها كبار نجوم الشباك ولهذا مثلاً قد تجد تفسيراً لهذا السؤال لماذا يلعب "خالد أبو النجا" بطولة أغلب أفلام جهاز السينما؟ الإجابة هي لأنه بين كل النجوم من جيله يشعر بأنه لن يحاسبه أحد على إيراداته مهما تضاءلت في الشباك وهو أيضاً لم يحقق حتى الآن الإيرادات التي تجعله يخشى على نفسه من تحمل المسئولية أمام الجمهور ويرتضي "خالد" طبعاً لذلك بالأجور الأقل بالقياس لزملائه وأتصور أن معادلة إحجام النجوم عن الاشتراك في الفيلم لعب فيها اسم كمخرج سينمائي رد فعل سلبي.. "فاضل" بالطبع واحداً من أهم مخرجي الشاشة الصغيرة واسمه لا يحتاج إلى شهادتي لأن له بعض الابتكارات في الإخراج التليفزيوني التي قدمها قبل 40 عاماً في الفيديو تدرس الآن في المعاهد المتخصصة وهي تحمل اسمه ولكني أتحدث عن "فاضل" مخرج السينما الذي قدم 4 أفلام بالإضافة إلى مسرحيتين أعاد صياغتهما سينمائياً أنجح أفلامه "الحب في الزنزانة" لسعاد حسني و "عادل إمام" عرض قبل ربع قرن.. ويجب أن ننتبه إلى أ ن الإيقاع السينمائي الآن تغير وأعتقد أن رئيس الجهاز "الليثي" أدرك تلك الخطورة وهكذا وقع اختياره في المحطة الثالثة على "محمد خان" الذي كان قد أخرج لجهاز السينما من قبل فيلم "في شقة مصر الجديدة" بطولة "غادة عادل" وهو واحد من أهم الأفلام التي نجحت في السنوات الأخيرة وبالفعل رشح "خان" في البداية كل من "روبي" و "ميرفت أمين" على أن يلعب البطولة "أحمد الفيشاوي" في دور المسطول.. وافق "الفيشاوي" مبدئياً ثم تراجع بسبب بعض مشاهد عاطفية في الفيلم وجد أنه لن يستطيع أداءها ثم تم الاتفاق مع "آسر ياسين" لكي يلعب دور "المسطول".. و"آسر" واحد من الموهوبين في هذا الجيل وشاهدناه متألقاً مع "داود عبد السيد" في فيلم "رسائل بحر" ولكنه لم يتحقق حتى الآن كنجم شباك وربما لهذا السبب يوافق خاصة وأن اسم المخرج "محمد خان" يشكل بالتأكيد عامل جذب.. إلا أن قرار أمن الدولة جاء ليطيح بالفيلم إلى أجل غير مسمى؟!