انتقد الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي ازدواجية الدولة في التعامل مع مبدأ "الفصل بين الدين والسياسية " قائلا "الدولة لا تطبق ما تدعو إليه ولعل إبراز مثل لذلك هو استعانتها بداعية ممنوع من الخطابة في مصر منذ ثمان سنوات وحشدت له الآلاف في دائرة أحد الوزراء بالإسكندرية- في إشارة إلى عمرو خالد وعبد السلام محجوب-، وأضاف العوا : أن هناك العديد من الأمثلة التي تستغل فيها الدولة الدين ومنها الدعاية الانتخابية، فعندما يأم أحد الوزراء الناس في صلاة الجمعة فهذا من باب الدعاية الانتخابية خاصة وإذا كانت لم تعهد الناس منه ذلك. وحول شعار" الإسلام هو الحل "الذي ترفعه جماعة الإخوان المسلمين كشعار انتخابيا لها يقول العوا إنه شعار سياسى ويجوز استخدامه في الانتخابات وأن القضاء حكم بذلك وكرر العوا خلال صالون جمعية مصر للعلوم والثقافة التي يرأس مجلس إدارتها والمقام تحت عنوان "فتح الإسكندرية"- السبت- رفضه لعملية التزوير التي تشهدها الانتخابات البرلمانية والتي يخشي تكرارها هذا العام خلال الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 من الشهر الجاري حيث قال العوا: تزوير الانتخابات وتغيير إرادة الناس حرام شرعا وآثم من يفعل ويأمر بالتزوير، واستنكر العوا اسلوب تعامل الأجهزة الأمنية والذين يلجئون لاستخدام القوة والعنف مع المواطنين الذين يؤيدون الأحزاب المعارضة. علي جانب أخر كرر العوا قوله بإجازة تولي القبطي لحكم مصر وقال : أن هذا الأمر يجيزه الدستوري المصري الذي لا يمنع من تولي القبطي للحكم مؤكدا أن الشريعة الإسلامية لا تنص علي ذلك .
ولم يخل حديث العوا الذي استمر قرابة الساعة والنصف من الحديث عن الأقباط حيث قائلا : أن الأقباط فى مصر عندما قاتلوا مع الرومان ضد المسلمين كان ذلك بسبب إجبار الرومان لهم على ذلك، حيث لم يقاتل الأقباط المسلمين برغبتهم. وأشار إلى أن الأقباط لم يشعروا أثناء الفتح الإسلامي أنهم غرباء كما لم يشعر الأقباط بأن وجود المسلمين غزو لهم، ولكن كان تخليصا لهم من ظلم الرومان، مشددا على أن المسلمين فى مصر هم أهل البلاد الأصليين. وأضاف لو أن الفتح الإسلامي لمصر كان احتلالا لكننا خرجنا، لأن الاحتلال ظلم والمسلمون لا يتعمدون الظلم، وإذا وقع منهم ظلم يستغفرون الله، وأن الفتح خلص الأقباط من ظلم الرومان، وليس كما يدعى البعض أننا ضيوف على مصر، مشيرا إلى أن أكبر بلد نزل بها عدد من الصحابة هى مصر، حيث وصلوا إلى 350 صحابياً وصحابية. مستشهدا بشجاعة الصحابة فى فتح مصر وما قدموه من تضحيات لتخليص الأقباط من ظلم الرومان ونشر الدين الإسلامى، بموقف الشيخ حسن نصر الله حينما مات ابنه قال، "إنما نلد أبناءنا ليصبحوا شهداء" مما أدى إلى تصفيق حار من قبل الحاضرين.