بعد نحو تسعة أشهر من الفراغ السياسي، أدى الرئيس العراقي جلال الطالباني اليمين الدستورية رئيسا للعراق لفترة رئاسية ثانية، ثم كلف نوري المالكي بتشكيل حكومة جديدة، بينما انتخب أسامة النجيفي رئيسا للبرلمان، وذلك في ظل أزمة أدت إلى انسحاب معظم نواب كتلة العراقية التي اتهمت التحالف الوطني بالانقلاب على اتفاق الشراكة السياسية. وكان مجلس النواب العراقي أعاد الخميس انتخاب الطالباني رئيسا للجمهورية لولاية ثانية، في جلسة حاسمة تخللها انسحاب نواب قائمة العراقية يتقدمهم رئيسها إياد علاوي من القاعة احتجاجا على عدم إدراج وثيقة تخص إلغاء قرارات المساءلة والعدالة في حق عدد من أعضاء القائمة. وقد أدى الطالباني بعد ذلك اليمين الدستورية رئيسا للعراق، ثم كلف مرشح أكبر كتلة سياسية في البرلمان وهو المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة. وألقى الطالباني كلمة بالمناسبة اعتبر فيها أن جلسة أمس وضعت البلاد في سلسلة إجراءات دستورية لتشكيل الحكومة الجديدة، معتبرا أن الكتل السياسية أثبتت أن الإرادة العراقية المستقلة تبقى قادرة على حل المعضلات التي تواجهها. في هذه الأثناء بدأت أطراف سياسية عدة في مقدمتها رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني محاولات للوساطه بين الجانبين. وتعد مشكلة انسحاب نواب العراقية الأولى من نوعها التي يواجهها مجلس النواب العراقي في دورته الجديدة، مما يعطي انطباعا بأن الثقة بين الكتل السياسية ما زالت محل شك، وأن العمل وفق حكومة شراكة وطنية أمر صعب في ظل المعطيات التي ظهرت في الجلسة. وكان النائب عن العراقية أسامة النجيفي فاز بمنصب رئيس مجلس النواب مرشحا وحيدا للمنصب بعد حصوله على 227 صوتا من 295 صوتا من النواب الحاضرين، بينها 68 بطاقة اقتراع باطلة. وأعقب ذلك فوز النائبين قصي السهيل من التيار الصدري وعارف طيفور من التحالف الكردستاني بمنصبيْ النائب الأول والثاني لرئيس مجلس النواب العراقي ب253 صوتا للأول و225 صوتا للثاني، بينما ألغيت 44 ورقة اقتراع باعتبارها باطلة. من جهته، رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بما اعتبره تقدماً في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد إعادة انتخاب الطالباني رئيسا وتكليف المالكي المنتهية ولايته بتشكيل الحكومة الجديدة. وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس "يشعر بتفاؤل للتقدم المهم الذي تحقق في تشكيل حكومة تمثل الشعب العراقي ونتائج الانتخابات التي جرت هذا العام". وقالت واشنطن إن أوباما تحدث تليفونيا مع عدد من الزعماء العراقيين في الأيام القليلة الماضية، وأكد أنه يجب أن تكون كل الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية ممثلة في القيادة الجديدة.