لقد نزل علينا الخبر كالصاعقة: 1- تم إزالة برنامج الحزب الوطني - اللي كنت باتسلى عليه - من الشبكة الإلكترونية. ذلك إمعانا في إصابتي بالنكد، وإحباطا لعمليتي التخريبية المنظمة المتمثلة في سلسلة مقالات: الله أكبر في اللا مؤاخذة. ده غير إن البرنامج كان يضحكني هم ولا يريدونني أن أضحك. 2- أخيرا قرأت مقال الدكتور يوسف بطرس غالي - الذي كنت حفظته على الحاسوب - والمنشور في الواشنطن بوست بتاريخ 5 نوفمبر 2010. لا أخفيكم سرا، فقد كنت نسيت المقال بعد حفظه، إلا أن الصحفي والمدون محمد جمال اتصل بي خصيصا وتوسل إلي بصوت متهدج: أبوس إيدك إقري المقال. المقال هو عبارة عن تجديد دوري لأوراق النظام الحاكم لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. نداء إلى أصحاب القلوب الرحيمة: الجميع يعلم بتبعية النظام الحاكم للولايات المتحدةالأمريكية، لكن راعوا مشاعرنا، المقال الذي خطه الدكتور يوسف بطرس غالي بصفته - كما قال عن نفسه - مسيحي ووزير مالية وعضو في الحزب الوطني، مقال مهين، متزلف، جرح كرامتي الوطنية بشكل شخصي، وأنا واحدة ماليش إلا كرامتي وموبايلي. لا أعلم أين دعاة الثورة لكرامة مصر ضد الجزائر لأن منتخبها هزم منتخبنا من هذا المقال؟ ما هذا الابتذال والتزلف؟ اسمعوا معي: - بعض السياسيين الأمريكيين يتهمون النظام السياسي المصري بالركود ورفض التغيير، إلا أن العاملين في الحكومة المصرية يعلمون تمام العلم أن المواطن المصري العادي لا يعبأ إلا بمستواه المعيشي. (ترجمة الأستاذ فاروق يزد الحونين مال الهوى: ده شعب ما يهموش إلا بطنه). - نحن (أعضاء الحزب الوطني) نؤمن أننا الحزب الوحيد الذي يمتلك الرؤية والخطة لتحقيق نمو مصر وازدهارها، البديل الوحيد لنا هو التيار الذي يبتعد بمصر عن تحرر السوق، والتسامح الديني، والتقدم الاجتماعي، ويتجه بها نحو الأصولية، والدولة الدينية، في بلد طالما اتسمت بالتعددية. تخيل للحظة أن مصر وقعت في أيدي الملالي الأصوليين، لتثير عدم الاستقرار في المنطقة، وتتحالف مع الأنظمة المارقة. وسأتوقف قليلا عند النقطة الأخيرة، وتاخد زي ما تاخد، لأنني لن أترك يوسف بطرس غالي في حاله من الآن فصاعدا. أولا: إيه الكدب ده؟ أين هم الملالي المرشحون لحكم مصر؟ الأخوان المسلمون ليسوا ملالي، ونحن نسخر من الجهل الأمريكي الذي يخلط بين القاعدة وحزب الله، وحماس وجبهة الإنقاذ الجزائرية، فلماذا يقوم الدكتور يوسف بطرس غالي بترسيخ تلك المفاهيم المغلوطة لدى الأسياد الذين يقدم أوراق اعتماد نظامه لديهم؟ ونحن هنا لسنا بصدد المفاضلة بين النظام الإيراني وبرنامج الأخوان المسلمين، لكن قليل من الدقة العلمية يا دكتور، ما وجه التشابه بين النظام الإيراني والأخوان المسلمين سواء من حيث المنهج، أو المنطلق، أو البرنامج، أو نظم الإدارة أو أو أو؟ آه.. الاثنان نظم إسلامية، طب حتى في ذلك هما مختلفان، الملالي شيعة والأخوان سنة، مبالغين في سنيتهم أحيانا. ثانيا: هل هذا مقال كتبه وزير مالية أم مندوب مبيعات؟ باتنين ونص.. كل حاجة باتنين ونص.. ثالثا: عرض مغر بحق.. ويحتوي على بلاغ أمني صريح، وكأن الدكتور غالي لا يكتفي بأن يقدم أوراق اعتماد نظامه وحزبه للولايات المتحدةالأمريكية، ويهين أكثر من ثمانين مليون مواطن في كرامتهم وعزتهم الوطنية، ورغبتهم الحقيقية في استقلالية قرارهم، وإنما هو أيضا يتقدم ببلاغ للأف بي آي، علها تتبع التيارات الدينية في مصر، وتقوم بدورها الإنساني المحترم، إما بالهبوط على مصر واختطاف عناصر الأخوان المسلمين والزج بهم في جوانتانمو، أو تسليط عناصر من كلب حراستها - إسرائيل - ليغتالوهم كما اغتالوا المبحوح في وضح النهار، أو إعطاء المزيد من الدعم للنظام الحاكم لممارسة المزيد من القمع. رابعا: ما هي هذه الأنظمة المارقة التي سيقوم "ملالي مصر" بإقامة تحالفات معها؟ سوريا توأم مصر الروحي؟ أم إيران الدولة الصاعدة بسرعة الصاروخ، والكيان الوحيد في المنطقة الذي يمكنه التصدي لإسرائيل؟ أم أن الدكتور يحذر الأمريكيين من أن أي نظام مصري آخر غير النظام القائم سيدعم وحدة السودان، ولن يقبل بتقسيمها كما تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية، ذلك لأن أي نظام آخر، مهما كان، سيحرص على الحفاظ على الأمن المائي للمواطن المصري المسكين الذي لا يلقي أحدا له بالا؟ لم أنته بعد، والمقال محفوظ لدي ومطبوع، شيلوه من على النت براحتكم بقى.