"الدستور" مثل الزمالك! كلاهما ذهب ومن الصعب أن يعود، ف"الزمالك" ذهب منذ سنوات و"الدستور" ذهبت منذ أيام لكن شاء القدر أن يكونا وجهان لعملة واحدة وأن تجمع بينهما أشياء كثيرة أهمها "إخلاص الجماهير"! لا تندهش فجماهير "الزمالك" مثل قراء "الدستور" يحبون دون أن ينتظروا النتيجة أو المقابل، وينتقدون على قدر حبهم، ويعلنون غضبهم من فريقهم ثم يذهبون لتشجيعه فى اليوم التالى، وأنا واحد من هذه الجماهير التى تجمع بين حب الزمالك والدستور ولا أجد نفسى إلا مشجع درجة ثالثة يجلس فى مقاعد الألتراس، ولا يعنيه إن كان فريقه فى المركز الأول أو الأخير، لكن كل ما يريده أن يكون بجواره تحت أي ظرف وأن يدافع عنه بعنف حتى وإن كان ينتقده بحده!
وهذا سر أزمتي مع الدستور التى فكرت أن اتركها مئات المرات مثلما فكرت فى اعتزال تشجيع الزمالك لأننى أظن – وبعض الظن إثم- أن حبى لها (وللزمالك) مرض يجب الشفاء منه ، فأنا أنتظرها مساء كل ليلة عند بائع الجرائد (حتى فى المصيف) رغم أنى لو انتظرت لصباح اليوم التالى لحصلت عليها مجانا، لكننى –للأسف- لم أستطع. والدستور –عندى- لا يعنى سوى أستاذى "إبراهيم عيسى" ليس لأنه رئيس تحريرها أو مؤسسها لكن لأنه "مفكرها" فهو صاحب كل الأفكار اللامعة بها، فتجده كاتبا سياسيا وفى الوقت نفسه ناقدا فنيا وتراه أديبا وفى الوقت ذاته ناقدا رياضيا (زملكاويا) ، وهذه قدرة مذهلة يحسده عليها كل من يعرفه، وهذه هى مشكلة الدستور الحقيقية التى أدركها عن قرب، فلو اجتمع شياطين الصحافة مع ملائكتها لن يستطيعون الوصول إلى سر خلطتها، وبالتالى لو وافق "إدوارد" على كل مطالب الصحفيين ورفض عودة إبراهيم عيسى فلا فائدة ستعود على قارئ مثلى يشجع "الدستور" وينتظر رؤية "صانع ألعابها وهدافها الأوحد" أقصد رئيس تحريرها وصانعها أستاذي إبراهيم عيسى الذى منذ أن عملت معه وأنا متهم بحبه، وهى تهمة لا أنكرها وشرف لا ادعيه، بل إننى أقر واعترف أنى كنت "الفتى المدلل" له وبسبب "تدليلى" تحمل الكثير من المتاعب و"وجع الدماغ" لذلك كنت لا أستطيع الذهاب إلي الجريدة طوال سنوات عملى فيها، وهو غير موجودا بها!