فيما بدا أنه توجه جديد لإدارة شئون الدولة وبمثابة تحضير مبكر لحملته للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ترأس الرئيس حسني مبارك أمس اجتماعًا لمجلس المحافظين بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بحضور الدكتور أحمد نظيف -رئيس مجلس الوزراء- ووزراء المالية والبيئة والإسكان والتجارة والصناعة والتضامن الاجتماعي والصحة والتنمية المحلية والأسرة والسكان والتربية والتعليم. وقالت مصادر الرئاسة إنه تم خلال الاجتماع استعراض عدد من القضايا الجماهيرية المحلية وفي مقدمتها الارتقاء بالخدمات الجماهيرية في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق بتوفير مياه الشرب ومشروعات الصرف الصحي والطرق والإنارة وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية . ووصف مصدر مقرب من الرئاسة ل«الدستور» الاجتماع بأنه بمثابة تجريدة أو كشف حساب لعمل الوزراء والمحافظين، مشيرًا إلي أن الرئيس بعدما استمع إلي شكاوي المثقفين والفنانين التي تعبر في جزء كبير منها عن هموم ومشاكل الشارع المصري قام بنقلها إلي الحكومة والمحافظين مطالبًا بحلها في أسرع وقت ممكن. وكشف النقاب عن تحول جديد في علاقة الرئيس بالوزراء والمحافظين قائلا:" الآن المسألة لم تعد أن تتم محاسبة الوزير أو المحافظ المقصر في عمله بشكل روتيني، من الآن فصاعدًا الرئيس بنفسه شخصيًا هو من سيتولي محاسبة المقصرين. وأضاف: «إذا أخطأ وزير أو محافظ فلن يذهب إلي الدكتور نظيف باعتباره رئيس الحكومة أو عبد السلام محجوب مسئول الإدارة المحلية، الرئيس بنفسه هو جهة المحاسبة، ما يعني أن الأمر سيكون علي أعلي مستوي من المسئولية والدقة». وتعليقًا علي النشاط المكثف للرئيس قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الرئيس مبارك يستهدف توجيه رسالتين إلي الشعب المصري، الأولي أنه مازال سيد البلاد ومن بيده عملية اتخاذ القرار السياسي بلا منازع، والثانية أنه في أوج نشاطه الذهني والبدني ما يجعل ترشحه لتولي فترة رئاسة سادسة أمرًا مفروغ منه. وقال دبلوماسي غربي مخضرم في القاهرة ل«الدستور»: ساعات عمل «الرئيس» مبارك لم تتغير، بل زادت وشملت عقد اجتماعات مطولة مع قطاعات مختلفة من المصريين، الرئيس مبارك يريد أن يقول أنا هنا». ولم يستبعد الدبلوماسي الذي طلب عدم تعريفه أن يكون تحرك مبارك المكثف مؤخرًا نتاجًا لتقارير واقعية تلقاها من مختلف الأجهزة الرقابية والأمنية في البلاد التي تحذر من مغبة تآكل الدولة ومؤسساتها وانقطاعها عن مشاكل وهموم المواطن العادي». ورأي دبلوماسي آخر أن مبارك يفعل الآن مجددا ما كان يفعله لدي توليه السلطة للمرة الأولي عام 1981 . وبدا أن اجتماع الأمس هو استكمال لاجتماع الرئيس مع مجلس الوزراء بكامل هيئته شهر أغسطس الماضي، وفي إطار متابعة سياسات وبرامج الحكومة علي المستوي المركزي وعلي مستوي المحليات، ومتابعة تنفيذ برنامجه الانتخابي وتحقيق أهدافه. وعلي مدي ثلاث ساعات .. أجري الرئيس مع مجلس المحافظين نقاشًا مكثفًا حول قضايا العمل الوطني ذات الأولوية خلال المرحلتين الحالية والمقبلة، وذلك بحضور وزراء المالية، والتجارة والصناعة، والصحة، والتربية والتعليم، والإسكان، والتضامن الاجتماعي، وشئون البيئة، والأسرة والسكان، والتنمية المحلية. وشدد الرئيس في مستهل الاجتماع -كما ذكر بيان صحفي صدر عقب الاجتماع- علي أهمية مواصلة تنفيذ برنامجه الانتخابي خاصة فيما يتعلق بالخدمات العامة من صحة وتعليم ومرافق أساسية في الريف والحضر .. وكذلك الاستمرار في دفع معدلات النمو والتشغيل ومحاصرة الفقر .. وشدد سيادته علي الدور المهم للمحافظات والأجهزة التنفيذية والشعبية بالإسراع في بمعدلات تنفيذ البرنامج .. وأكد أنه سوف يتابع التنفيذ بجميع المحافظات.