الزيارة تأتي وسط دعوات عراقية لدمشق بالوساطة لعدم تدخل طهران في تشكيل الحكومة العراقية بشار الأسد قام الرئيس السوري بشار الأسد السبت بزيارة إلى إيران لإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، تتركز على القضايا الإقليمية وأبرزها أزمة تشكيل الحكومة العراقية. ويضم الوفد المرافق للأسد وزير وليد المعلم وعدد من المسئولين، و قام الرئيس الايراني بتقليد الاسد "ميدالية الشجاعة" خلال زيارة الرئيس السوري تكريما له لمساندة القضية الفلسطينية،وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي ناشد فيه رئيس الحكومة العراقية السابق أياد علاوي الأربعاء الماضي الأسد خلال زيارة إلى دمشق أن يطلب من طهران "الكف عن التدخل في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة". كما تأتي زيارة الأسد إلى طهران قبل زيارة الرئيس الإيراني المقررة في 13 و14 من أكتوبر الحالي إلى لبنان، وفي وقت يشهد فيه لبنان تجاذبا سياسيا وإعلاميا حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وعقد الأسد لقائين هامين أولهما مع الرئيس نجاد وثانيهما مع مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، كما تناولت مباحثات الأسد العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين ومستجدات الساحتين الإقليمية والدولية، لكن مسألة تعثر تشكيل الحكومة العراقية شغلت الحيز الأكبر بحسب ما ذكرته الدوائر الإعلامية الإيرانية. وكان بيان رئاسي سوري ذكر أن "الأسد كان بحث مع نجاد في دمشق 18 من شهر سبتمبر الماضي ضرورة رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتنموي وخاصة في الموضوعات ذات الطابع الإستراتيجي كالنفط والغاز والسكك الحديدية وزيادة التواصل السياحي بين شعبي البلدين". وقال البيان الذي نشرته وسائل الإعلام السورية الرسمية الجمعة إن "الجانبين كانا أشارا خلال محادثاتهما إلى أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظاً على وحدته واستقراره وأمنه".
وتأتي زيارة الأسد إلى طهران بعد ثلاثة أيام من زيارة رئيس القائمة العراقية إياد علاوي الذي طلب من الرئيس السوري التدخل لدى إيران للتقريب بين الفرقاء العراقيين، "ووقف تدخلها في الشأن العراقي". ورجح مراقبون أن الوساطة السورية لدى إيران قد تثمر نتائج طيبة نظرا للعلاقات المميزة بين طهرانودمشق، لكن هناك من يرى أن التعويل على إيران مبالغ فيه في ظل دعمها التاريخي للائتلاف الوطني العراقي وتشهد العلاقات السورية الإيرانية تميزا ظهر بعقد عدد من الاتفاقات الثنائية في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتوجت في فبراير الماضي بتوقيع اتفاقية إلغاء سمات الدخول بين البلدين. وتأمل واشنطن في الحصول على مساعدة الرئيس الاسد في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتسعى الى ابعاد دمشق عن حليفتها ايران التي فرضت عليها عقوبات دولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.