المصريون الساخطون يعملون بقوة لاستغلال الفترة الحالية لتحريك المياه الراكدة اهتمام عالمي بمحاولات التغيير السياسي في مصر قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في تقرير نشرته علي موقعها عبر الإنترنت إن النخب والواعين سياسيا في مصر يدركون أن البلاد دخلت مرحلة غير مسبوقة من عدم اليقين، وهو ما يمثل، ربما، فرصة للتغيير، وقالت الصحيفة إن هناك مصريين غير راضين بالجلوس دون حول ولا قوة ومراقبة النظام وهو يتدبر أمر خليفة الرئيس حسني مبارك. وربما تحدث أصواتهم الفارق أخيرًا، مشيرة إلي أنهم يعملون بقوة لاستغلال الفترة الحالية لتحريك المياه الراكدة، وبفضل الإعلام المفتوح وشبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت وحملة البرادعي للتغيير، تمكن النشطاء من إدراك أهمية الفرصة السانحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة للتعبير عن سخطهم. وتابعت أن التابوهات تتحطم الآن، وأوضحت أن الكثيرين يعربون عن معارضتهم لخلافة جمال مبارك علي نطاق واسع. وأضافت أنه كلما دفع الحرس الجديد في الحزب الوطني تجاه خلافة نجل الرئيس علت الاحتجاجات ضد توريث الحكم. وتابعت الصحيفة أن السخط الاجتماعي أيضا يتم التعبير عنه في نبرة تصاعدية بقوة أخيرًا. وأوضحت أن الاحتجاجات العمالية المطالبة برفع الأجور أصبحت أمرًا متكرر الحدوث وسببت صداعًا جديدًا للسلطات. وأشارت الصحيفة إلي أن هذه الأحداث تعكس حالة الإحباط الذي تشارك فيه الجماعات التي تنظم الاحتجاجات والمظاهرات، فهي لا تمثل حركة جماهيرية ضخمة وربما لن تكون كذلك، لكن الانتخابات الرئاسية يبقي عليها عام، فهناك الكثير من الفرص للمعارضة لتحاول جعل نفسها عاملا في صناعة القرار فيما يتعلق بمستقبل الخلافة، واعتبرت الصحيفة أن التغيير السياسي في مصر قد يفتح الباب أمام التغيير في العالم العربي، مشيرة إلي أن الشعوب العربية ترقب ما يحدث في مصر باهتمام، علي الرغم من أن دور مصر الإقليمي ليس علي الأهمية التي كان عليها في السابق، وبحسب الصحيفة فإن النظام سيجد الخليفة المناسب رغم الصراع داخل الحزب الوطني بين المؤيدين والمعارضين لترشيح جمال مبارك نجل الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، واعتبرت الصحيفة أن نجل الرئيس والوزير عمر سليمان - مدير جهاز المخابرات العامة - هما خيارا الرئيس مبارك للخلافة. علي الرغم من تزايد المعارضة لخلافة جمال في أوساط الحرس القديم. وقالت الصحيفة إنه للمرة الأولي منذ ثلاثين عاما ربما لن يتمكن الرئيس المريض حسني مبارك من خوص الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل. لكن لا أحد متيقن ممن سيخلفه، فمبارك لم يعين نائبا كما أنه لم يشر إلي مرشح مفضل. وأشارت الصحيفة إلي أن نجل الرئيس يرتقي بقوة في الحزب الحاكم بدفع من الحرس الجديد وربما بدفع من والده أيضًا، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الحرس القديم متوافقين عليه أم لا. ولفتت الصحيفة إلي التقارير الغربية عن تزايد الصراع علي السلطة داخل الحزب الحاكم لضمان مستقبل نجل الرئيس السياسي. وذكرت الصحيفة أن الموقف المعلن للحكومة هو أنه لا داعي للقلق من الانتخابات الرئاسية المقبلة وأن هناك نظامًا يضمن انتقال السلطة. وهو ما يعني - بحسب الصحيفة - أن الجيش والحزب، وهما العمود الفقري للنظام، سيجدان خليفة مناسبا لمبارك.