احتفل آلاف المستوطنين اليهود - مساء أمس الأول - بانتهاء فترة تجميد الاستيطان علي الأراضي الفلسطينية والتي استمرت ل10 أشهر، وهي الاحتفالات التي انتشرت خلالها أدوات البناء من خلاطات أسمنتية ومعدات ثقيلة في عدة مناطق بالضفة استعدادًا لمباشرة البناء وجاءت الاحتفالات بمشاركة المئات من ناشطي حزب الليكود الحاكم المتشدد والذين تجولوا بين المستوطنات المختلفة في الضفة الغربية لتقديم الدعم للمستوطنين. ويعد قرار تل أبيب بإعادة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية رفضًا عمليًا لمطالب السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي يطالب بين الحين والآخر بأن يكون وقف الاستيطان شرطًا لاستمرار المفاوضات المباشرة والتي شهدت افتتاح جولاتها أوائل هذا الشهر في الولاياتالمتحدة بمشاركة كل من مصر والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وهو ما يعطي مؤشرًا علي احتمال فشل هذه المفاوضات خلال الفترة المقبلة. وتمثلت احتفالات بداية الاستيطان بالضفة الغربية بوضع حجر الأساس لمبني جديد في مستوطنة «كريات نطفيم» الإسرائيلية، بالإضافة إلي تصريحات لعدد من البرلمانيين اليمينيين بالكنيست أكدت بدء بناء 2000 وحدة سكنية جديدة اليوم «الاثنين» في مختلف مستوطنات الضفة، وطالب البرلماني الإسرائيلي عتنيئيل شنلر كاديما السلطة الفلسطينية بعدم تحويل تجديد البناء إلي «حجة» لتخريب المفاوضات مع الفلسطينيين والعلاقات مع الولاياتالمتحدة والدول الغربية. وقال عتنيئيل في تصريحات للإذاعة العبرية: إنه «يجب علينا كمستوطنين شركاء في المشروع الصهيوني أن نتذكر أن العملية السياسية وخلق الأجواء المؤيدة لإسرائيل هو مصلحة صهيونية - وجودية من الدرجة الأولي» في الوقت نفسه قال يوحانان بلنسر العضو بالحزب نفسه إنه توجه لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي السبت الماضي بهدف وضع سياسة واضحة تميز بين مواصلة البناء في المستوطنات المعزولة والبناء في الكتل الاستيطانية. في المقابل تعهد محمود عباس - رئيس السلطة الفلسطينية - ببذل كل ما يمكن لإنجاح مفاوضات السلام مع إسرائيل وتفادي أي تهديدات مباشرة بالانسحاب من المفاوضات بسبب أزمة الاستيطان، مضيفًا في تصريحات له مساء أمس الأول: إنه سيبذل كل جهد من أجل الوصول إلي اتفاق سلام مع إسرائيل خلال عام، وذلك دون الإشارة في تصريحاته إلي موقف السلطة الفلسطينية إزاء إعادة البناء التوسعي بأراضي الضفة مكتفيًا بدعوته لتل أبيب إلي إيقاف كل أنشطتها الاستيطانية إذا ما كانت تريد إنجاح المفاوضات المباشرة قائلاً: «علي إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار الاستيطان».