«لقد خلقنا الله أحراراً ولن نورث أو نستعبد بعد اليوم». .. هذا ما قاله الزعيم أحمد عرابي أمام ساحة قصر عابدين منذ ما يقرب من 129 عاماً موجهاً كلامه للخديو توفيق.. وهو الشعار الذي استخدمه ناشطو وشباب القوي السياسية في مظاهرة الثلاثاء الماضي 21 سبتمبر.. وذلك في ظل دعوات لترشيح مبارك الابن- أمين لجنة سياسات الحزب الوطني- للرئاسة لوراثة والده والتي يقودها مجموعة من رجال الأعمال- وهم ليسوا برجال أعمال- الانتهازيين. في الوقت الذي لم يحسم فيه الرئيس مبارك ترشيحه لفترة سادسة وإن كان الحرس القديم المناوئ لأنصار مبارك الابن في الحزب الوطني يعلن صراحة أن مبارك مرشحهم الوحيد للرئاسة. كل ذلك رغم رفض القوي السياسية والشعبية للحالتين التمديد للرئيس.. وكفي أنه في السلطة ثلاثين عاماً.. شهد الوطن خلالها توطن الديكتاتورية والاستبداد.. وحكم الطوارئ وتزوير الانتخابات.. والدعوة إلي توريث الحكم. لقد ذهب نشطاء القوي السياسية وشبابها إلي ساحة قصر عابدين للتأكيد علي رفض التمديد والتوريث.. فوجدوا جحافل الأمن المركزي والقيادات الأمنية بالمرصاد رغم الدعوة إلي مظاهرة سلمية.. ومارس الأمن عنفه ضد المحتجين. فقد جري اختطاف الشباب واعتقالهم بشكل مؤقت.. ومنعهم من الذهاب إلي ساحة قصر عابدين للتعبير عن رأيهم. في الوقت نفسه تعامل بلطجية الأمن وفرق الكاراتيه بعنف شديد مع المتظاهرين وبرز مرة أخري ضابطات تعاملن بعنف أكثر مع الفتيات والسيدات اللاتي حرصن علي إعلان رفضهن التوريث والتمديد.. وقد وصل الأمر إلي الاعتداء علي الصحفيين والصحفيات واحتجاز مراسلي المحطات الفضائية لمنعهم من فضحهم علي شاشات العالم.. ومع هذا كانت فضيحتهم بجلاجل أمام العالم كله.. فرجال الأمن يدافعون بشدة عن التوريث. بالله عليكم.. لماذا يقبل الناس التمديد أو التوريث في ظل الظروف الأسوأ التي تمر بها البلاد حالياً ولم يعد المواطن فيها يجد قوت يومه.. في الوقت نفسه الذي يعيش فيه أغنياء النظام في ثراء فاحش؟! .. ولم يعد المواطن يجد من يعالجه. .. ولم يعد المواطن يجد تعليماً صالحاً لأبنائه وفي الوقت نفسه المطلوب منه أن يدفع جباية حتي علي مسكنه الذي يقيم فيه. فعلاً من حق الناس أن يعلنوا أنهم لن يورثوا بعد اليوم.