لعب منتخب مصر مباراة جيدة في المجمل أمام نيجيريا واستحق الفوز بثلاثة أهداف علي الرغم من الأداء المتوسط في الشوط الأول، وذلك بعد الانتفاضة التي حدثت للاعبين في الشوط الثاني وجعلتهم يتفوقون علي النسور. كان لمصر بعض الفرص في الشوط الأول، لكن معظمها جاء من مجهودات فردية، سواء تسديدة زيدان المبكرة أو هدف عماد متعب بعد تمريرة أحمد حسن الرائعة. لكن في الشوط الثاني تفوقت مصر بوضوح بسبب التغييرات، سواء التي حدثت بالدفع بلاعبين من بين البدلاء أو تغيير المهام والمراكز داخل الملعب نفسه. أهم التغييرات كان الدفع بأحمد المحمدي بدلا من حسام غالي، وهو التغيير الذي تغير علي إثره مركز أحمد فتحي من الظهير الأيمن إلي لاعب الارتكاز. انضمام فتحي إلي منتصف الملعب ضبط إيقاع الفريق بجوار حسني عبد ربه بينما لعب المحمدي دورا هجوميا كبيرا بانطلاقاته المتكررة وعرضياته الخطيرة، وهو ما لم نره في الشوط الأول لعدم تقدم فتحي إلي منتصف ملعب نيجيريا. لكنني أود هنا الإشارة إلي أن مستوي حسام غالي سيرتفع من مباراة إلي أخري، وربما يكون ابتعاده عن المنتخب منذ فترة طويلة وعدم انضمامه إلا في المعسكر الأخير سببا في عدم إبراز كل مهاراته وقدراته أمام منافس في قوة النسور. أما التغيير الثاني، فأعتقد أنه يتحدث عن نفسه لأن جدو لعب بصورة جيدة، واستطاع إحراز هدف تأمين الفوز، علي الرغم من أنه يلعب المباراة الدولية الرسمية الأولي له في مشواره الكروي. وأعتقد أن هذا الهدف سيزيح عبئا كبيرا عن كاهل جدو، الذي سجل في أول ظهور له أمام مالي وديا، والآن يسجل أمام الفريق النيجيري الكبير، وهو ما سيجعله يلعب دون ضغط لإظهار مهاراته في المباريات المقبلة، وأؤكد أن لديه الكثير لأنه لاعب موهوب وسيكون مفاجأة للمتابعين. أشعر بسعادة كبيرة أيضا بسبب هدف عماد متعب، لأنني سبق وتوقعت أن يكون أحد هدافي البطولة، وها هو يبدأ مشوار التسجيل منذ المباراة الأولي. ومتعب قدم مستوي رائعًا في بطولة غانا 2008 علي الرغم من عدم تسجيل أي هدف، لكنه ساهم في صناعة أهداف أخري كثيرة لزملائه، لكنه من نوعية اللاعبين القناصين، الذين قد يسجلون من «نصف فرصة» مثلما نقول. وسأذكركم برصيد أهداف متعب في نهاية البطولة، لأنها عندما «تفتح مع متعب» فإنه لا يتوقف عن التسجيل! وما سيساعد متعب أيضا علي التألق والتسجيل هو مستوي محمد زيدان الذي يرتفع من مباراة لأخري، سواء مع منتخب مصر أم مع بروسيا دورتموند في الدوري الألماني. وكان زيدان أحد نجوم المباراة سواء بتحركاته، أم سرعته التي أرهقت لاعبي نيجيريا، ثم محاولاته علي المرمي، وصناعة الفرص لزملائه، التي جاء منها الهدف الثاني. تبقي كلمة إشادة بأحمد حسن الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة عن جدارة واستحقاق كاملين. أحمد حسن يقوم بأدوار مختلفة سواء دفاعية أو هجومية بمهارة فائقة، كما أنه لا يتوقف عن الجري وبذل المجهود طوال المباراة علي الرغم من كونه أحد أكبر اللاعبين في المنتخب، ويجعل من حوله يشعر بالغيرة ويرغب في تقديم هذا الأداء الراقي. ويرسل أحمد حسن بهذا الأداء رسالة للاعبين الشباب معناها أن الأداء والتألق ليس بالسن لكنه يحسب بالجدية والعطاء في الملعب. نقلاً عن موقع في الجول