إنه الهزل... أن نساق هكذا كالأغنام خلف الأحداث ونظن أننا مبصرون ويوهموننا بأننا مبصرون، ونحن كشعب نساق كالأغنام تحت سياسة غريزة القطيع، لم تكن مصر هكذا، كان من بينها المفكرون والمحللون للأحداث والمعترضون، وكان هناك الأسطوات في كل مجال، حتي في الفشل كان هناك أسطوات. الآن نعيش كالأغنام يسوقنا الخروف أبولية كما في الحكايات القديمة. أصبحنا ننشغل فقط بأكل العيش وهم يلعبون بحرفة في أكل العيش، فأصبح هو همنا ودمنا وروحنا، ونسينا الوطن.. الوطن الغالي الكبير المريض. ما يحدث في ذلك الوطن ما هو إلا لعبة كبري، لعبة الأمم المعتادة، عندما يمتلكها نظام فاسد، بداخله تيارات قادرة وغير قادرة، غير راضية عما يحدث نتلعب الألعاب العكسية. الهجمة المرتدة في الكرة، كثيراً ما تحرز الأهداف في الوقت القاتل. هناك شيء ما يتم في الخفاء نري نتيجته. في السياسة لكي تكون مبصراً فهمان. عليك أن تنظر للنتيجة ولا تشغل بالك بالأحداث. انظر الشكل النهائي لتعرف الغرض وإليك الأمثال، لماذا تم في هذا التوقيت نشر صور لابنة الدكتور البرادعي بملابس البحر. المتوفر والأكثر سخونة علي شواطئ مارينا التي يمتلكها. البعض ظن أنها حرب قذرة ضد الرجل وهي بداية اللعب القذر تجاه الرجل البعبع، وأري من زاوية أخري مع التدقيق في الجريدة التي نشرت الصور المنشورة أصلاً علي الفيس بوك بأنها تهيئة مناخ لعودة الرجل ولزيادة التعاطف والانتماء له لعبة. في ظاهرها الإساءة. ونتيجتها التعاطف والإحاطة به. الرجل سافر طويلاً وجرت مياه كثيرة في النهر، وكان لابد أن يعود ليكمل الخطة المرسومة بعناية، عاد الرجل وفي استقباله فضيحة سلمية. كذبة بيضاء لا تضر. لكنها شديدة النفع، شديدة التأثير، حتي إن بعض الكتاب المهاجمين له تعاطفوا معه ودافعوا عنه تحت بند الحرية والحيادية، هناك من يلعب للرجل. في البدء هاجمه كتاب النظام، فاكتسب الشرعية وكان مسالماً. والآن افتعال فضيحة ليغير الرجل من لهجة تصريحاته ليصبح حاداً متوعداً متحدياً إنها تهيئة مناخ أريد عاقلاً في هذا البلد أن يشرح لي مفسراً لماذا كل القضايا الجماهيرية معلقة هكذاً؟ قضايا الفتنة الطائفية علي رأسها الست كاميليا وقضية هشام طلعت وقضية عقد مدينتي الذي لن يغلق حتي بعد صدور الحكم الأخير وقضايا سيناء، وذلك الإصرار بعد الأحكام الأخيرة أن تكون سيناء مشتعلة طوال الوقت لصراع أجهزة أمنية عليها، وتظل كذلك قضايا مياه النيل ونواب العلاج، أريد عاقلاً أن يقول لي: ما حكاية الملصقات ذات الاتجاهات المختلفة حول تأييد الرئيس القادم لمصر ورئيسها الفعلي ما زال علي قيد الحياة، المضحك لحد الدموع أن الجميع يقول لا نعرف من أين أتت هذه الملصقات رغم أن بعضها بصور لشخص لم تنشر من قبل والكل يتعجب قائلاً: من صاحب هذه الملصقات؟، نحن لا نعرف عنها شيئاً ولن نقف وراءها، وبعضهم قال قلة أدب، وبعضهم قال سفالة، وبعضهم رفع حاجبيه مستغرباً كأنه لا يعرف شيئاً، أظن أن اللهو الخفي هو صاحب كل هذه الملصقات وهو روبين هود علي الطريقة المصرية يسرق ليطبع ملصقات تأييد رئاسية الآن. كل يوم تقريباً تظهر كارثة إهمال أريد أن نتفق مسبقاً أنه لا شيء صدفة في السياسة. كارثة كل يوم ويتم التضخيم فيها لتظهر البلد مفككة متعفنة الفساد يضربها في كل جانب وفي كل قطعة. نعم مصر تعوم علي بحر من الفساد. لكنه قديم قدم النظام الحاكم. لكن أن تكون هناك انتفاضة كوارث مرة واحدة. الواحدة تلو الأخري لا يمكن أن تدخل علي عاقل يتحسس الأحداث ويربطها ببعضها البعض ويضعها بجانب بعضها فتعطيك الصورة الكاملة. والصورة - كما أراها - هي تحضير البلد لمن هو قادم، ليكتسب الشعبية بسهولة ويسر وسرعة، الوطن الآن يبدو للجميع أنه في حالة غرق ينتظر «الهيرو» ليمد يده وينتشله من الطوفان. تحضير الوطن ليتعطش لمنقذ، ويبدو كما أري وأتوقع أن القادم إما فاقد للشعبية فيتم التحضير له ليكتسب الشعبية المفقودة وما عليه إلا الصبر والمقاومة ليفوز بالعرش، أو التحضير لغامض لا نعرف عنه شيئاً ولا أحد يعرفه في الشارع فيأتي ليمد يده ويصدر قراراته السريعة ليلحق الوطن الغارق. وأنا أميل للفرض الثاني باعتبارها أمنية في داخلي نبعت من حب هذا الوطن ومن إشارات بعض الكتاب بعينهم يرسلون بين الحين والآخر رسائل تحضير وتبليغ وأحياناً تحذير. تلك الرسائل مرسلة لأشخاص بعينهم. يقصقصونها في ملفات تحمل اسم كاتبها.. وقد رأيت هذا بعيني عند أحد أهم صناع القرار في الحزب الوطني.. ويحللونها ويسهرون في فك اللغة وطلاسم سطورها ليصلوا لنتيجة ويتم الرد عليها بالفعل لا بالقول. وهو ما يفسر لنا إطلاق النار المتبادل بين الحرس القديم بكل رجاله وأجهزته التابع لها. والحرس الجديد وشلته الموالسة له. طلقة بطلقة، رجل برجل. والأكثر قوة وعدداً وتشابك مصالح. هو الفائز. فقد أعد كل فريق ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل يرهبونهم. لكن الطلقة الأخيرة لم تطلق بعد. طلقة القلب التي تخرج من الناحية الأخري لتقتل. وقتها لم يأت بعد. الكف علي الطبنجة ينتظر الإشارة وأعتقد أن الإشارة قريبة جداً وقتها سنسمع صوت طلقة نار واحدة. دون هرج ومرج لتنتهي القصة العبثية. وتدخل مصر عصراً جديداً لم تشهده من قبل!!