عادت أزمة حرق قش الأرز والتي تصاحبها السحابة السوداء مجددا إلي محافظة كفر الشيخ بعدما استغل المزارعون أجازة العيد وقاموا بحرق عشرات الأفدنة بعيدا عن أعين الأجهزة الرقابية مثل مديرية الزراعة والوحدات المحلية وأفراد الأمن. ورغم تأكيد المهندس أحمد رمزي وكيل مديرية الزراعة بكفر الشيخ وجود «نوبتجيات» لمديرية الزراعة حتي منتصف الليل طوال أجازة عيد الفطر، فإن ذلك لم يمنع تحويل ليل مدن وقري كفر الشيخ إلي نهار بفعل حرائق قش الأرز، حيث يشدد رمزي علي أن هناك طواقم من الموظفين للعمل في موسم حصاد الأرز للحد من حرائق القش وذلك بالتعاون مع الوحدات المحلية والحماية المدنية، لكنه أوضح أن المزارعين يستغلون أجازة العيد خاصة فترات الليل لإشعال عشرات الأفدنة وهو ما يصعب مهمة الأجهزة المعنية في السيطرة علي الحريق علما بأن كفر الشيخ تزرع ثلث مساحة الأرز بمصر. وتابع وكيل مديرية الزراعة أنه بالرغم من عمل دورات للفلاحين لتعريفهم بفوائد قش الأرز ووجود مكابس لتحويله إلي غذاء للمواشي بعد خلطه بالبرسيم فإن المزارعين يستسهلون ويقومون بالحرق. أما المزارعون فقد كانت لهم وجهة نظر مختلفة، حيث يقول عكاشة علي، مزارع من سيدي سالم، إن دورات الزراعة حبر علي ورق، فالموظفون يقومون بعمل دورات وهمية يقبضون مقابلها دون تقديم أي خدمة للفلاحين، فيما أكد إسماعيل فتحي، مزارع من قلين، أن ثمن كبس الفدان الواحد 200 جنيه وليس مجانا كما تدعي مديرية الزراعة بخلاف بقشيش العمال. أما الدكتور محمد علي مبروك أستاذ أمراض الصدر فقد أكد خطورة حرق قش الأرز علي صحة المواطنين خاصة الأطفال والذين يعانون من ضيق شديد في التنفس نتيجة تطاير الدخان وكذلك انتشار الربو والالتهاب الرئوي، ونصح المواطنين بغلق النوافذ جيداً والابتعاد عن مصادر الحرائق. وفي نفس السياق ناشد محمود ريحان سائق علي خط طنطاكفر الشيخ المسئولين القضاء علي الظاهرة خاصة علي طرق الخطوط السريعة وذلك لأن الدخان يحجب الرؤية ويؤدي إلي وقوع حوداث الطرق طوال فترة حرق قش الأرز.