الداخلية رفضت حضور الأهالي لتسلم جثامين المتوفين وأرسلتهم مع مندوبين إلي قراهم وحولت المصابين إلي مستشفي الشرطة عائلات الضحايا في مستشفى دار السلام «عماد ابني الوحيد كان فاضل له شهر وتنتهي فترة تجنيده التي استمرت ثلاث سنوات ويعمل مزارعاً بقرية منشأة الأمير وكنت في انتظار الاحتفال بزواجه بعد شهرين» هذه الكلمات هي أول ما نطق بها الحاج جمال محمد حمودة- مزارع بمحافظة الفيوم- متحدثاً عن ابنه عماد الذي يرقد بمستشفي السلام العام فاقداً الوعي داخل غرفة الرعاية المركزة بين الحياة والموت نتيجة إصابته بحروق بالغة بجميع أنحاء جسده، بالإضافة إلي الاختناق الذي تعرض له جراء الحريق الذي شب في ساعة مبكرة من صباح يوم وقفة العيد بأحد عنابر مجندي الأمن المركزي بالمرج الذي أسفر عن مصرع 11 مجنداً وإصابة ثمانية آخرين بحروق متفرقة إلا أن حالة المصابين كانت بسيطة وخرجوا من المستشفي بعد تلقي العلاج إلا حالة عماد التي وصفها الأطباء بالخطيرة جداً ونسبة شفائه ضئيلة ولا تتعدي ال 5%. التقت «الدستور» أسرة المجني عليه بحديقة مستشفي السلام التي ينامون بها منذ يوم الحادث منتظرين خروج نجلهم، حيث يقول الحاج «جمال»- والد عماد- إنه علم بالكارثة من زميل نجله مصطفي وأخبره ظهر الخميس أن عماد يرقد السلام ومصاب بحروق بسيطة، وأضاف جمال أنه بعد حضوره ومعه أهل القرية للاطمئنان علي نجله فوجئوا بأن حالته خطيرة جداً وليست كما قال زميله، واكتشف أن معظم جسده محترق ولا يستطيع الكلام وفاقد للوعي حتي هذه اللحظة،ومن جهة أخري، استنكر أمير محمد- عم المجني عليه- كثرة الأدوية التي يطلبها منهم المستشفي، مشيراً إلي أنه يقوم بشراء أدوية وحقن يصل سعر الحقنة الواحدة إلي 250 جنيهاً ولذلك طلبنا من إدارة المستشفي أن تقوم بإرساله إلي مستشفي الشرطة متسائلاً: كيف يكون مستشفي حكومي ونتحمل تكاليف علاجه؟! .. وأكد مصدر طبي ل «الدستور» أن حالة المصاب خطيرة جداً واحتمالات الوفاة في مثل هذه الحالة تتعدي ال 90% وذلك لأن الهواء الساخن واللهب الذي يستنشقه المصاب ويدخل إلي رئته يحدث ورماً في القصبة الهوائية وتقرحات في الشعب الهوائية وتصبح حالة المريض خطيرة جداً وفي الغالب تؤدي هذه الإصابات إلي الوفاة كما حدث مع ثلاثة من المجني عليهم وهم: عزام السمري ومحمود محمد ومحمود محمد علي وكان سبب وفاتهم استنشاقهم الدخان ومعه اللهب، الأمر الذي أدي إلي إصابتهم بالمضاعفات السابقة، مما أدي إلي اختناقهم في الحال، أما الثمانية الآخرون فكان سبب وفاتهم إصابتهم بحروق بنسبة 90%. وأضاف المصدر أنه لم يحضر للمستشفي أي من أقارب ال 11 المتوفين وذلك لأن رجال الداخلية أحضروا جثث المجندين لتغسيلهم فقط ثم خرجت الجثث بعد ذلك بمعرفة ضباط الداخلية الذين أرسلوها إلي أهالي المتوفين بالمحافظات، وبالنسبة لباقي المصابين فتم تحويلهم إلي مستشفي الشرطة وهذا يعتبر إجراء روتينياً لأن حالاتهم بسيطة جداً وإصاباتهم كانت نتيجة التدافع ومنهم رمضان حسن ومحمد أحمد عبدالباري، اللذان أكدا أنهما استيقظا علي الحريق وأن النيران بدأت من جوار باب العنبر واستطاعا الخروج بسرعة من الباب قبل أن تسد النيران طريق الخروج والبعض تمكن من الخروج عبر النوافذ قبل أن تلتهمهم النيران مما جعل الخروج صعبا لباقي المجندين وفقد الباقي وعيهم نتيجة الدخان الكثيف. فيما أكد المصدر عدم وجود شبهة جنائية في الحريق وأنه اندلع بسبب ماس كهربائي داخل العنبر وأتي علي محتوياته وظلت النيران مشتعلة أكثر من ساعة ونصف الساعة وبدأ اشتعال النيران في باب العنبر مما صعب مهمة خروج الضحايا وعملية إنقاذهم، وأضاف أن العنبر الذي نشب فيه الحريق كان يقيم فيه 50 مجنداًَ من قوات الأمن المركزي ولكن عندما شب الحريق كان يوجد فيه الضحايا لأنهم كانوا يقومون بالعمل في مخبز الشرطة وعندما انتهت فترة عملهم ذهبوا إلي العنبر لكي يستريحوا وأن الحريق شب في العنبر أثناء نومهم مما صعب عليهم مهمة الخروج من العنبر بعد نشوب الحريق وتمكن المصابون من كسر شباك العنبر والخروج منه ولكن الضحايا لم يتمكنوا من ذلك. وكشفت المعاينة التصويرية لمكان الحادث أن سبب الحريق ماس كهربائي بمروحة السقف داخل العنبر بسبب عطل بالمروحة نتج عنه تطاير الماس.