دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مجدداً أمس- الجمعة- زعيم حركة طالبان أفغانستان الملا محمد عمر إلي إلقاء السلاح والانضمام إلي محادثات السلام التي تهدف إلي وضع حد للمعارك المستمرة منذ عقد تقريباً في البلاد، قائلاً "نأمل أن ينضم الملا عمر إلي عملية السلام وأن يكف عن تنفيذ الاعتداءات الانتحارية ضد إخوانه والتي توقع ضحايا من رجال ونساء وأطفال أفغانستان". وقد وجه كرزاي نداءات مشابهة إلي حركة طالبان منذ عام 2005، إلا أنها رفضت دعواته باستمرار إذ اشترطت انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وحذر الملا عمر هذا الأسبوع الأمريكيين مجدداً من مواصلة الحرب في أفغانستان، مؤكداً أنهم يواجهون "فشلا كاملا"، والملا عمر الفار منذ 2001 والذي لا توجد صور كثيرة له، هو زعيم طالبان الأفغانية التي تولت حكم أفغانستان من 1996 إلي نهاية 2001 وطبقت فيها قراءة متشددة للشريعة الإسلامية. وجاءت رسالة الملا عمر فيما أصدر حوالي 50 خبيراً ومخططاً سياسياً تقريراً اعتبروا فيه أنه علي الولاياتالمتحدة خفض قواتها وأهدافها في أفغانستان في وقت أعطت فيه حملتها العسكرية نتائج عكسية وأدت إلي تعزيز صفوف طالبان. وفي سياق متصل أعلنت الشرطة الباكستانية أن مقاتلي طالبان قطعوا رءوس ثلاثة من أعضاء لجنة محلية للسلام في شمال غرب باكستان، مهددين أي شخص يتعاون مع الحكومة بالمصير نفسه، وقال المصدر نفسه إن المتمردين الذين خطفوا في الشهر الأخير عشرة أعضاء في اللجنة التي شكلت في وادي كلش في جبال الهندوكوش تركوا جثث ثلاثة منهم مقطوعة الرءوس مساء أمس الأول- الخميس- علي الحدود الأفغانية. وأضاف عبد القيوم المسئول في الشرطة المحلية "عثرنا علي الجثث التي قطعت رءوسها قرب الحدود الأفغانية مع رسالة تهدد أي شخص يتعاون مع الجيش والشرطة بقتله بالطريقة نفسها"، مضيفا أن "حركة طالبان باكستان حررت الرسالة التي كتبت بلغة الباشتو"، موضحاً أنه لا يملك أي معلومات محددة عن مصير سبعة أعضاء آخرين في لجنة السلام ما زالوا محتجزين من قبل المتمردين. وتقع منطقة شيترال الجبلية قرب منطقة ملاكند حيث شن الجيش الباكستاني العام الماضي عدة هجمات علي طالبان خصوصاً في وادي سوات، وتقول السلطات المحلية إن طالبان قتلت في السنوات الأخيرة مئات المسئولين المحليين.