أقرب مسافة ما بين الشاشة الصغيرة وبين قلوب المشاهدين في الصراع الرمضاني المحتدم كانت مع مسلسل «الحارة» وصولاً لحلقته السادسة والعشرين، ومن خلال متابعتك لأحداث الحلقة سيكون سهلاً للجميع استخلاص وصفة النجاح.. بدون فذلكة وبانسيابية مطلقة جاء تعامل المخرج «سامح عبد العزيز» مع «الحارة» وشخوصها.. واقعية مطلقة في الصورة التي نشاهدها، فطاقم عمل الحارة زنق نفسه وسط عشرات الشقق الضيقة بعيدًا عن المساحات الوهمية التي يلجأ إليها المخرجون هذه الأيام حتي يكون دخولهم علينا واقعيًا.. ربط الشخصيات والأحداث ببعضها البعض كانت مهمة أحمد عبد الله التي يواصلها بنجاح حتي الآن، فلم نشاهد حتي الآن حلقة تتميز بإيقاع هابط حتي فترات النقلات الدرامية التي تأخذ الأحداث فيها شكلاً عرضيًا كان يملأها بعشرات التفاصيل الحميمية التي بالفعل وضعتنا في قلب الحارة المصرية.. أهم ما ميز الحلقة الدسامة الدرامية المفرطة، فعشرات التصاعدات الدرامية تتوالي مع المتألق «محمود عبد المغني» الذي يعاني لإقناع زوجته بالعودة للمنزل بعد أن اكتشفت قيامه ببيع التاكسي الذي يعول أسرته للتنقيب عن الآثار، وصولا للرشيق فنًيا «حمدي أحمد» الذي تتوالي شكوكه في زوجته «علا غانم» بعد حملها و«نيللي كريم» التي كان ظهورها محدودًا في الحلقة ولكنها تركت فراغًا كبيرًا، فعيون الجميع تبحث عنها دائمًا. في «الحارة» كانت البساطة والواقعية والإتقان والاحترافية وتكامل الأداء هي العناصر المُقدمة لنا، فكان المُقابل العادل هو احترام عميق من الجميع لكل صُناع الحارة.