هناك حنين خاص يحمله المشاهد لحسن يوسف علي الدوام، وهناك رغبة حقيقية لدي الرجل في إمتاع هذا المشاهد. حسن يوسف هذا العام يفاجئنا بشخصية الحاج فرج أبو اليسر في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة"، وهو الرجل المزواج الذي يتاجر في المخدرات أو يتهم في المتاجرة فيها، ويحتفظ بعلامة داكنة فوق جبينه تشير إلي التقوي التي يتمتع بها، كما أن المسبحة لا تفارق يده، ثم بسهولة نكتشف أنه يخدع الجميع، ومن فرط اتقانه الدور كاد يخدع حتي نفسه. يؤدي حسن يوسف شخصية الحاج فرج بمنتهي الخفة، وبرشاقة في الأداء، وثقة لا تليق إلا بالكبار، وبالرغم من أن هناك أسبابا كثيرة لكراهية الشخصية التي يجسدها، لكن هناك شيئا ما في أداء الرجل يجعل الأمر مقبولا، بل وخفيفا جدا علي قلوبنا، خصوصا أن من يؤدي هذا الدور سيد من سادة الكوميديا الخفيفة التي رافقت موهبته الممتدة منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، والتي كلما أنفق منها يزيد بريقها أضعافا، ولاشك أن وجوده في فريق عمل المسلسل أضاف كثيرا، وأعطي للعمل ثقلا، فمجرد اسمه علي التتر كان كفيلا بأن يجعلنا ننتبه لهذا العمل، لنراقب اختيار حسن يوسف هذه المرة. نحن حتي الآن لا ندري ما الشيء الجاذب في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» الذي أقنع حسن يوسف بالتخلي عن الشخصيات المثالية التي امتهن تقديمها منذ سبع سنوات كاملة سواء من خلال الأعمال الدينية أو الاجتماعية التي شارك فيها، وكان قبلها قد مر بفترة احتجاب عاد بعدها متخذا قرارا ضمنيا بتغيير مسار أدواره لتقتصر علي الشخصيات الدينية أو الاجتماعية الهادفة مثلما كان يقول لكننا في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» وجدنا حسن يوسف أمامنا مرة واحدة يتاجر في المخدرات، بل ويتاجر بالدين، ويجعله ستارا لعمله، كما أنه أيضا لا يكتفي بامرأة واحدة. التساؤل عن أهمية المسلسل ليس له علاقة بقرار حسن يوسف بانتقاء نوعيات مختلفة من الأدوار، ولكنه يخص مستوي العمل عموما. أما حسن يوسف فهو كبير، وربما يكون مع كريمة مختار التي تؤدي دور والدة زهرة في المسلسل من الحسنات القليلة في عمل بلا حسنات تقريبا.