..في حديث شريف رواه الإمام البخاري بلفظ قريب قول سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - الآتي: ..«لكل امرئ شيطانه، حتي أنا غير أن الله أعانني عليه فأسلم».. ..وعن أبي هريرة، قال - صلي الله عليه وسلم -: «قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين». ..وعن أحمد النسائي، يقول - عليه الصلاة والسلام -: «في رمضان تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين، وينادي فيه ملك يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر». ..وإذا كنا استقبلنا شهر رمضان الكريم، بالشعور بالأمن والأمان عن قناعة وإيمان بأن الشياطين قد غلت أياديها وقيد فعلها وعملها. ..وإذا كنا نؤمن بأن الرئيس إنسان من شأنه شأن كل إنسان، له شيطانه، يوسوس له في نفسه، فيريه الحق باطلاً والباطل حقاً، ويعينه الله عليه أحياناً فيكبله ويغل يديه، وفي أحيان أخري، يطلق مستشارو السوء، يدي شيطان الرئيس، ويسخرونه فيما ينفعهم، ويضر بالناس والرئيس في الدنيا والآخرة!! ..فهل لنا ونحن في العشر الأواخر من شهر الرحمة والهدي، أن نطمح في أن يستعيذ الرئيس بالله العظيم، ليعينه علي شيطانه، ويسخر له من ينصحه نصيحة صدق؟! وإنا لها لفاعلون. ..إذا استعاذ الرئيس، من شيطانه وتخلص من شياطين الإنس حوله، وحملة المباخر، وأصحاب النصائح والكلام المعفي من جمارك العقل والضمير لابد أن الرئيس سيري بعضاً من الحقائق المحجوبة عنه بفعل تكاثف سحب التضليل والكذب التي لبدت سماء مصر في معظم سنوات حكمه، خاصة الأخيرة منها. ..إذا تخلص الرئيس من تلبيس إبليس وتبريرات الأبالسة، وحجج الأجهزة ومخاوف وأطماع لجنة السياسات سيري صورة مصر الحقيقية ويعرف ما ينبغي عليه أن يفعله كي يلامس أبواب النجاة أمام التاريخ وقبله أمام الله!! ..سيعرف الرئيس أن مصر أصبحت مصرين.. مصر التي يعرفها من البيانات التي يحررها له رجاله ليلقيها في خطبه ويراها في زياراته المصنوعة تحت الحصار!! ومصر أخري علي حافة انفجار نراه ولا نتمناه!! ..إذا تخلص الرئيس من شيطانه في رمضان وخرج من أسر المخاوف والأوهام التي يروجها له شياطين الإنس حوله، لأدرك فوراً، أن المؤامرة الوحيدة والخطيرة التي تتهدد مصر ليست من خارجها، ولا داخلها، لكنها من داخل هذا النظام الذي تجرد من المشاعر ونجح في تحويل القطاعات الأعرض من المجتمع لخصوم وأعداء.. وضحايا!! ..سيدرك الرئيس أن الفقر، يولد الكفر، ويهدد آدمية البشر، زد عليه القهر والظلم، وغياب العدالة في كل شيء وبجميع صورها فلم يعد أحد في هذا الوطن يؤمن بإمكانية التعايش مع هذا الواقع.. الكل ينظر للسماء في انتظار لحظة الفرج!! ..سيعرف الرئيس أن النجاح ليس أن تبقي للأبد، بل النجاح الحقيقي أن تدرك متي ينبغي ألا تبقي؟! ومتي ينبغي أن تفسح الطريق لأجيال جديدة ودماء مختلفة، تتدفق من قلب الأمة.. ولا تهبط عليها من أعلي، أو تفرض بقرار جمهوري أو إعلان وراثة!! ..فالرحيل ليس اختياراً، بل هو طبيعة الأشياء ومآل كل الأحياء، مهما طال الزمان أو اختلفت الأسباب. قطايف ..قال الصادق الصدوق: «من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» صدق رسول الله - صلي الله عليه وسلم.. ..اللهم قد بلغت اللهم فاشهد «!!»