قال المهندس مصطفي صالح -مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس -إن القناة تتابع عن قرب الخط البحري الشمالي الجديد لنقل مصادر الطاقة الروسية إلي الصين وأنه لا يمكن خلال الفترة الحالية الجزم بتأثير الخط في حركة شحن الغاز والطاقة المارة عبر قناة السويس. وأضاف أنه لا بديل عن قناة السويس وأن هذا الخط غير مستديم ويعمل بشكل موسمي في ظل المتغيرات المناخية. وتابع أن الخط حتي الآن غير قائم وأن عبور سفينة واحدة لا يعني وجوده بشكل مؤثر وبالتالي فإن تأثيره منعدم في قناة السويس. وقال إن نسبة كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط المار بقناة السويس تأتي من الخليج في طريقها لشمال غرب أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وأعلنت روسيا عن نجاح مرور ناقلة الغاز الطبيعي «بالتيكا » في المحيط المتجمد الشمالي بين روسيا والصين عبر الطريق المحاذي لسواحل البلاد الشمالية من المحيط المتجمد الشمالي كخط بديل لنقل مصادر الطاقة الروسية إلي الصين خاصة أن الطريق الجديد من مورمانسك إلي أسواق شرق آسيا أقصر 5 آلاف ميل بحري وأقل تكلفة للوقود بنحو مليون دولار وأقصر وقتاً بنحو 40 يوما عن قناة السويس. وقال صالح نمنح تخفيضات لناقلات الغاز تصل إلي 35 %، إضافة إلي تخفيضات أخري، طبقاً لكميات الغاز المنقول ساعدت علي انتعاش حركة شحن الغاز الطبيعي عبر قناة السويس. وقال الخبير البحري سمير معوض المتخصص في الاقتصاد البحري وصناعة اللوجيستيات العالمية إن الطريق الجديد يعد سلسلة من طرق جديدة منافسة لقناة السويس في الفترة الراهنة والمستقبلية. وأضاف أن الثلاث سنوات القادمة ستشهد تطوراً في هذا الطريق في حركة التجارة الدولية عبر خطوط الملاحة البحرية، مشيراً إلي أن التطورات المناخية التي أذابت الجليد في القطب الشمالي كانت وراء فتح هذا الطريق الجديد والذي ستستخدمه أوروبا وأمريكا للوصول إلي الصين ودول جنوب شرق آسيا. وطالب معوض إدارة قناة السويس بإعادة النظر في سياسة رسوم المرور واتباع المرونة في التعامل مع العملاء خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن توفير الوقت والجهد والنفقات هي العناصر المؤثرة في صناعات اللوجيستيات العالمية. وحققت حركة شحن الغاز الطبيعي والنفط المارة بقناة السويس نمواً ملحوظاً خلال النصف الأول من العام الحالي بلغت نسبته 6.4% بالنسبة لناقلات النفط، و114.7% بالنسبة للغاز الطبيعي. وبينت إحصاءات هيئة قناة السويس التي أصدرها قسم الإحصاء والمعلومات بهيئة قناة السويس أن إجمالي عدد ناقلات الغاز الطبيعي المارة بالقناة خلال الفترة من أول يناير وحتي نهاية يونيو بلغ 389 ناقلة حمولتها 41 مليوناً و91 ألف طن، مقابل 196 ناقلة، حمولتها 19 مليوناً و142 ألف طن خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. وبينت الإحصاءات أن إجمالي عدد ناقلات النفط المارة خلال الفترة نفسها بلغ 1692 ناقلة، حمولتها 55 مليوناً و264 ألف طن، مقابل 1733 ناقلة حمولتها 51 مليوناً و931 ألف طن العام الماضي. واعتبرت روسيا نجاح ناقلة الغاز «بالتيكا» في تنفيذ أول مرحلة من مهمتها لنقل الغاز المكثف من مورمانسك الروسية إلي شنغهاي الصينية عبر الطريق الموازي لسواحل البلاد الشمالية من المحيط المتجمد الشمالي بداية لأفق مستقبلي لنقل مصادر الطاقة الروسية شرقا وغربا، وأكدت أن فتح الطريق الجديد سيكون بديلاً عن استخدام الطريق الجنوبي عبر قناة السويس. وكانت الناقلة قد انطلقت من مدينة مورمانسك الروسية في 14 أغسطس متوجهة إلي الصين في أول رحلة تجريبية بهذا الطريق الجديد. وكان علي متنها 70 ألف طن من مكثفات الغاز، وقد قطعت 2500 ميل بحري خلال 11 يوماً، حتي المحطة الأولي في ميناء بيفيك (تشوكوتكا) عبر مياه المحيط المتجمد الشمالي ورافقتها كاسحة الجليد الذرية 50 عاماً علي النصر.