المتهمان الأول والثاني يواصلان الإنكار.. والمتهم الثالث: كنا نوجه الأسلحة تجاه الأرض لإصابتهم في أقدامهم لكن التدافع تسبب في الوفيات آثار الاشتباكات التي وقعت في شوارع نجع حمادي واصلت نيابة قنا الكلية برئاسة أحمد عبد الباقي تحقيقاتها مع المتهمين الثلاثة بارتكاب جريمة نجع حمادي تحت إشراف المستشار أحمد حسن عطية المحامي العام الأول. واستمعت النيابة بعد ظهر أمس إلي أقوال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي الذي مثل أمام النيابة في الواحدة ظهراً بصحبة اثنين من المحامين وأدلي بأقواله باعتباره شاهد عيان إضافة لتفاصيل التهديدات التي تلقاها قبل وقوع الحادث، وقال إنها جاءته من مجهولين هددوا بقتله عقاباً له وللأقباط علي حادثة فرشوط التي تم فيها اغتصاب طفلة مسلمة علي يد شاب مسيحي. من جهة أخري لايزال الغموض يكثف دوافع المتهمين بارتكاب الجريمة ولايزال المتهمان الأول والثاني وهما محمد سيد حسن الشهير ب«حمام الكموني» وقرشي أبو الحجاج متمسكين بإنكار الواقعة في حين أدلي المتهم الثالث هنداوي سيد حسن بتفاصيل شبه كاملة حول دوره في الواقعة. وقال المتهم أمام النيابة إن حمام وقرشي ارتكبا الواقعة ونفي علمه بدوافعهما وحكي تفصيليا ما حدث بقوله إنه فوجئ بحمام وقرشي يطرقان باب بيته بمنطقة الساحل في الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء الماضي وكانا يستقلان سيارة «حمام» التي كان يقودها بنفسه وطلبا منه الركوب معهما وعندما سألهما عن السبب رفضا الإفصاح له عن أي شيء مما دفعه للرفض، لكنهما - علي حد قوله- هدداه بالقتل فاضطر لركوب معهما وإنطلقت السيارة إلي منطقة زراعية وغادر حمام السيارة وأجري اتصالاً هاتفياً فخرج شخص ملثم من وسط الزراعات حاملاً جوالاً وسلمه لحمام ثم انصرف وعاد حمام إلي السيارة وأفرغ محتويات الجوال، فشاهد 3 بنادق آليه والعديد من خزائن الرصاص. وأضاف هنداوي إن حمام قاد السيارة بعد ذلك واتجه إلي شارع بورسعيد بمدينة نجع حمادي ودخل ناحية البحر وتوقف بالسيارة في تقاطع شارعي حسني مبارك وبورسعيد، فقام حمام بفتح زجاج السيارة وفعل مثله قرشي وقاما بإخراج فوهات الأسلحة الآلية وأطلقا النار باتجاه الأرض بغرض إصابة أقدام شباب أقباط وإخافتهم فقط لكن صوت الطلقات أحدث هرجاً ومرجاً وتدافعاً شديداً أدي لوقوع عدد منهم فأصابته الطلقات في مقتل. وواصل هنداوي اعترافاته قائلاً تحرك حمام بالسيارة وسار في امتداد شارع بورسعيد وفعل نفس الشيء مع مجموعة من الشباب المسيحيين الذين كانوا يقفون علي ناصية الشارع، ثم سار 100 متر ناحية مدرسة الزراعة ودخل ناحية الجبل في الطريق المؤدي إلي دير الأنبا بضاضبا وقبل الدير بمسافة 20 متراً اصطدم بسيارة أخري وعندما نزل سائقها لمعاتبته هدده بالقتل، ثم اقترب من تجمع للشباب بينهم الأنبا كيرلس وأطلق النار ثم انطلق بالسيارة ناحية كوبري نجع حمادي في الطريق المؤدي لعزبة «هو» ثم إلي الطريق الصحراوي الغربي وتمت محاصرتهم والقبض عليهم بعد ذلك بساعات بعد أن اضطروا لتسليم أنفسهم. وقد أمرت النيابة بعرض المتهمين الثلاثة علي الطب الشرعي واستعجال تقارير فحص السلاح والذخيرة، ومن المنتظر أن تستمع النيابة إلي أقوال المصابين وشهود العيان ومواجهتهم بالمتهمين. كما ستقوم النيابة في وقت لاحق بمواجهة المتهمين ببعضهم البعض، حيث لم يشاهد أي منهم الآخر منذ القبض عليهم، فضلاً عن احتجازهم بمديرية أمن قنا كل منهم في غرفة بمفرده تحت حراسة مشددة. وعلي صعيد الوضع الميداني مازالت حالة من الهدوء الحذر تسيطر علي مدينة نجع حمادي أمس الاثنين. بينما ألقت قوات الشرطة القبض علي 15 شخصاً آخرين علي خلفية أحداث قرية البهجورة، حيث حاصرت قوات كبيرة من الشرطة القرية مساء أمس الأول الأحد وشنت حملة مداهمات لمنازل وألقت القبض علي من اتهمتهم أجهزة البحث الجنائي بالاشتراك في أحداث العنف التي شهدتها القرية مساء الجمعة بين المسلمين والأقباط ليرتفع عدد المقبوض عليهم علي خلفية أحداث الجمعة بنجع حمادي وبهجورة إلي57 شخصاً. وانتقدت اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالصعيد علي لسان منسقها محمد صالح استمرار احتجاز 57 شخصاً داخل مركز شرطة نجع حمادي دون توجيه الاتهام لهم أو إحالتهم للنيابة، حيث طالب محمد صالح بإطلاق سراح المحتجزين من مسيحيين ومسلمين أو إحالتهم إلي النيابة لمباشرة التحقيق معهم. إلي ذلك شهدت كنائس نجع حمادي ومحافظات ومدن الصعيد وجميع الكنائس الأرثوذكسية في مصر والعالم صلوات الترحم علي الضحايا فيما بين الساعة الثامنة وحتي التاسعة من مساء أمس الأول الأحد.