الفتاة العانس في المسلسل بلهاء ومعتوهة ومثيرة للشفقة! هند صبري تحولت شخصية العانس في مسلسل «عايزه أتجوز» علي يد «هند صبري» إلي شخصية بلهاء معتوهة ناقصها شعرة وتبقي مجنونة.. لا ينقصها سوي أن تفعل مثل «نبيلة السيد» في فيلم «البحث عن فضيحة»، حيث تمسك بأي رجل مسكة مخبر محترف وهي تصرخ لوالدها: «عريس يا بووي». تتصرف الدكتورة علا وتتحدث بعقلية فتاة غير متعلمة.. عقلها فوت وحتموت عشان تتجوز.. هناك فارق كبير بين الأداء الكاريكاتوري الكوميدي الساخر، وبين المبالغة المزعجة و«الهيبرة» التي تقوم بها «هند صبري» باستمرار من أجل استجداء الضحك، وهذا الفارق هو نفسه الفارق بين الكوميديا الراقية والافتعال الكوميدي.. بدت فكرة المسلسل في البداية مبشرة، فهو مأخوذ عن مدونة كتبتها شابة مصرية بتلقائية تحكي فيها عن تجربتها في الارتباط والزواج، وإذا كان صدق المدونات يقدم الفرصة لحكايات إنسانية من الواقع تحلل وترصد وتنتقد وتسخر، فإن الناتج النهائي الحقيقي للمسلسل حتي الآن هو مجموعة حكايات يغلب عليها الافتعال.. مجموعة اسكتشات كوميدية لم تصل إلي خفة حلقات السيت كوم، ولم تصل إلي شكل المسلسل الكوميدي المترابط،..نحن يومياً أمام حدث درامي محروق ومتوقع سلفاً، وهو فشل علا في مشروع الزواج رغم أنها ليست قبيحة. السيناريو لم يخلص للفكرة الرئيسية، وهي رصد الواقع وعرضه بسخرية، كما أن هم علا هو البحث عن زوج تحت ضغوط الأهل والمجتمع، بينما لم يظهر المسلسل أحاسيسها ومشاعرها كإنسانة تبحث عن الحب. الرصد الساخر لقضية العنوسة وتفاصيل الارتباط والزواج هو الشكل الذي كان متوقعاً من هذا المسلسل.. انتقاد سلوكيات الشاب الشرقي وكذلك العائلة المصرية فيما يتعلق بأفكارهم البالية حول الزواج أو الارتباط هي الأمور المنتظرة من هذا السيناريو الذي تحولت كل حلقة منه إلي اسكتش فكاهي متوسط القيمة حول فتاة تحاول اصطياد عريس، وأم تدفعها لذلك، ولأن الرغبة في الإضحاك غلبت الفكرة، والموضوع يصل بالأمر الي حد التفاهة والابتذال في بعض الحلقات كما نري في حلقة العريس القزم، أو حلقة الأولاد الأشقياء الذين تتركهم صديقة علا في رعايتها. نماذج العرسان اعتمدت في أغلبها علي اختيار نماذج مريضة، وليست نماذج تعاني من عيوب بهدف نقدها، ويبدو أحياناً أن هناك هدفا من خلال كشف عيوب العريس، ولكن بعد أن يتم إفسادها بشكل متعمد وهزلي، فشخصية العريس البخيل موضوع إحدي الحلقات تتحول إلي حلقة مسيئة للأقزام، حيث يتم السخرية من الممثل القزم بنفس الطريقة التي تقدمها الأفلام الهابطة، وهنا تضيع قيمة النقد الساخر تماماً، أيضاً العريس الطبيب النفسي الذي يرغب في الزواج من الدكتوره علا فقط ليعالجها من 6 أنواع من الفوبيا يري أنها مصابة بها، وهي الحلقة التي قامت في نهايتها البطلة الدكتوره بخلع حذائها وضرب عريسها ومطاردته علي السلم، وفي حلقة الاثنين الماضي التي تدور حول الشاب الملتحي المتدين الذي يتقدم لها وبصحبته زوجتيه تقدم «هند صبري» فاصلا من التهريج غير المبرر حينما دخلت غرفة عمليات بصحبة إحدي زوجات العريس، وأمسكت الزوجة الحامل التي تعاني آلام الوضع بخناقها وظلت تسقط علي الأرض. الصورة التي ظهر بها المسلسل تشوه قضية الفتاة العانس، وتقدم نموذجاً رديئاً سخيفاً لشابة صيدلانية ترغب في الزواج بأي شكل وأي صورة، وهي منساقة تماماً خلف أمها التي تردد في كل حلقة وسط أي تجمع به شباب: «أنا جاية هنا أصطاد لبنتي عريس«، قد يكون مفهوماً أن يكون هذا نموذج الأم السلبي الذي يضغط علي الابنة للزواج من العرسان التي تأتي هي بهم، ولكن الابنة بطلة المسلسل لا تقل عن أمها سطحية في التفكير بحيث لا يمكن تصديق أن هذه هي عقلية الشابة الجامعية في القرن الواحد والعشرين.. إنها أشبه بعقلية شابة من عصر الحريم، فيما قبل عصر المرحوم «قاسم أمين« محرر المرأة.