صفاء أبو السعود بتتكلم مع جوزها خالد زكي باللغة العربية الفصحي! مشهد من مسلسل اغتيال شمس حلقة واحدة فقط من مسلسل «اغتيال شمس» كافية جدا ليعرف المشاهد كل الأحداث التي سبقتها، وكل الأحداث التي تلي هذه الحلقة.. بداية المسلسل ونهايته وملامح أبطاله وشخصياتهم ومواقفهم الماضية، والمستقبلية أيضا، بل والتغيرات التي ستطرأ علي كل شخصية.. كل هذه التفاصيل لا تحتاج من المشاهد سوي متابعة حلقة واحدة فقط. المشكلة في الحلقة نفسها، كيف سيتحمل المشاهد مرارة متابعة حلقة كاملة من مسلسل شاف أحداثه قبل كده أكتر من مائة وخمسين مرة، في أفلام قام ببطولتها نخبة من كبار النجوم مثل زكي رستم وفريد شوقي واستيفان روستي وتوفيق الدقن وغيرهم. ومع ذلك فالأمر ليس صعبا كما يتخيل البعض، هو فقط يتطلب من المشاهد إرادة وعزيمة وجلدًا وقدرة علي المواصلة حتي نزول تتر النهاية. الدكتور شمس -خالد زكي- عالم يعمل علي اكتشاف الجديد في مجال الهندسة الوراثية سيغير مجري التاريخ وسيوفر للبشرية وللدول النامية آلاف الأطنان من القمح، وزوجته الدكتورة «أحلام« - صفاء أبو السعود- تساعده لتحقيق أحلامه.. زوجان مثاليان من الدرجة الأولي تقريبا.. مابيغلطوش أبدا.. بيعاملوا الخدامة بتاعتهم أحسن معاملة، وبيتكلموا باللغة العربية الفصحي في حواراتهما داخل المنزل وخارجه.. أحلام في عملها شخصية مستقيمة ترفض التحايل علي القانون وتنادي زميلها في العمل بسيد فلان، وتصرخ فيه قائلة: «النار هتحرق المنحرفين يا سيد فادي.. مش هتحرقني أنا»، وفي المنزل هي سيدة رومانسية تعشق زوجها وتهمس له بهيام: «إنت مصدر قوتي يا شمس».. ترفض التطاول علي الآخرين، وعندما تطلب منها الخادمة أن تعلمها بعض الشتائم باللغة الإنجليزية، تقول لها اللي يشتمك بالإنجليزي ردي عليه وقولي له: «thank you». كانت حياة «العصفورين» أحلام وشمس تسير في هدوء، حتي جاءت تلك اللحظة التي رن فيها جرس الباب، فسألته أحلام ذلك السؤال اللي مالوش أي معني: «انت منتظر حد يا حبيبي؟»، وكانت تلك هي اللحظة الحاسمة في حياتهما التي بدأت بعدها المشاكل، فالأستاذ الذي كان بيرن الجرس من شوية هو مندوب مفوض من مؤسسة عالمية ترغب في احتكار اكتشاف الدكتور شمس مقابل شيك علي بياض.. في البداية يرفض الدكتور شمس وترفض الدكتورة أحلام لأنهما يرغبان في أن تستفيد البشرية كلها من الاكتشاف. لكن تبدأ محاولات المؤسسة في التأثير علي الدكتور شمس من خلال أقرب الناس إليه.. أصدقاؤه وزوجته والتي ترفض طبعا الاشتراك في هذه الجريمة، وتقف في مكتبها لتنهي الحوار بينها وبين مندوب المؤسسة بجملة لن يتخيل المشاهد أنها لسه عايشة لحد الوقت: «المقابلة انتهت». يا نهار أبيض..المقابلة انتهت؟! جابتها منين الجملة دي؟! وطبعا سبق ذلك المشهد الكاريكاتوري حوار أكثر كاريكاتورية طلبت فيه الدكتورة أحلام عشرة ملايين جنيه مقابل خيانة زوجها، وإقناعه بالتخلي عن مبادئه قائلة: «ولو طلبت عشرة مليون جنيه؟» طبعا الأمر لا يحتاج إلي «فكاكة» ليعرف المشاهد أن الدكتورة أحلام «بتشتغل» المندوب، وأنها سترفض العرض في نهاية المشهد الذي سينتهي حتما بجملة من نوعية: «ولا مليارات الدنيا كلها تخليني أتآمر علي الدكتور شمس»! لكن الدكتور شمس يقرر الموافقة علي العرض المغري جدا الذي قدمته له المؤسسة، فلا تجد زوجته سوي حل واحد، وهو نقل المشروع من علي جهاز «الكمبيوتر الخاص به» علي فلاشة لتحتفظ به بعيدا عنه! في تلك اللحظة التاريخية يقرر المخرج أن يخلصنا أخيرا من كل هذا العذاب، بنزول تترات نهاية الحلقة التي تأتي بمثابة طوق نجاة من كل هذا العبث الدرامي الذي استمر علي مدار ساعة إلا ربع.. مرت كأنها تأبيدة!