في قائمة الشخصيات الخمسين الأكثر شعبية في فرنسا احتل «ساركوزي» المرتبة رقم «49» بعد أن هبطت شعبيته 7 درجات مرة واحدة عن العام الماضي، بينما زوجته «كارلا بروني» لم يأت ذكرها أبداً في تلك القائمة.. أما الأوائل فإنهم «يانيك نوا» مطربة من أب كاميروني وأم فرنسية والثالث «زين الدين زيدان» لاعب الكرة الشهير وهو جزائري الأصل وكان يحتل المركز الأول قبل اعتزاله.. ثم «شارل ازنافور» الأرمني احتل المركز السابع!! ليس مهماً أن نتعرف علي أسماء من احتلوا القمة ولكن الأهم هي دلالة الأرقام.. الناس تختار المطرب والممثلة ولاعب الكرة قبل الرئيس، بينما زوجة الرئيس - سيدة فرنسا الأولي - المطربة الحسناء وعارضة الأزياء السابقة رغم ما تتمتع به من كاريزما لا يأتي ذكرها علي الإطلاق ثم يتم النشر علي الملأ! الرجل العام في بلدنا يعلم أن جماهيريته ينبغي أن تظل بعيدة تماماً عن المقارنة.. لقد حكي لي الإذاعي الكبير- أطال الله في عمره- «أحمد سعيد» أنه في إحدي السفريات التي كان يصاحب فيها الرئيس «جمال عبد الناصر» هتفوا باسمه فكان يخشي من غضب «عبد الناصر» ولكن «عبد الناصر» طمأنه علي اعتبار أن شعبية «أحمد سعيد» هي صدي لشعبية الرئيس.. ولم يسلم من ذلك حتي الكبار أمثال «أم كلثوم» و «عبد الوهاب» و «عبد الحليم» لا شك أن شعبية «أم كلثوم» فاقت الجميع إلا أنها حرصت أن تظل شعبية محاطة برضاء الرئيس.. توجه الناس أو تطلعهم لشخص ما قد يؤدي مباشرة إلي إقصائه.. بين كل رؤساء الوزراء كان الوحيد الذي يتمتع بشعبية «كمال الجنزوري» فصار عليه بعد أن غادر الموقع ألا يتواجد في أي مناسبات عامة.. «عمرو موسي» بعد أن غني له «شعبان عبد الرحيم» بحب «عمرو موسي» تم إبعاده عن وزارة الخارجية.. الدولة عندما استشعرت أن هناك من يؤيد «د. البرادعي» حرصت علي تشويهه.. بمجرد أن تلامست بعض كلمات لمنصور حسن مع الرأي العام في برنامج «العاشرة مساءً» قبل نحو عام صار «منصور حسن» ممنوعاً من الهواء سواء أكان في محطة رسمية أم خاصة.. «عبد السلام محجوب» محافظ الإسكندرية السابق كانوا يصفقون له بمجرد رؤيته في الشارع ولهذا رفعوه إلي درجة وزير للحكم المحلي ليبتعد عن مواجهة الجماهير! وبرغم ذلك فإن أي استفتاء يتم إجراؤه لن يحتل فيه رجال السياسة المقدمة.. رجل السياسة لا يمكن أن يحظي أبداً بالمركز الأول لأنه لا يخاطب مشاعر الناس فقط ولكن عقولها أيضاً وأفكاره قد تصطدم بتوجهات مغايرة ولكن الفنانين ولاعبي الكرة ومذيعي التووك شو من الممكن أن يحصلوا علي تلك الشعبية بل والإجماع.. فهل نحن نملك الجرأة لنعلن قائمة الخمسين المصرية الأكثر شعبية حتي ولو لم يأت في مقدمتها اسم الرئيس!