لن تعلم علي وجه التحديد ما هو السر الحقيقي وراء مأساوية حياة «شريهان».. كل ما سوف تعلمه أن هناك غلالة ليست رقيقة علي الإطلاق من الحزن و الأسي تحيط بها و بأحداث حياتها المختلفة دوماً.. و أن هناك حالة غريبة و متناقضة تجلل هامة حياتها باستمرار من الجمع بين شعورين.. الشعور بإمتلاك كل شيء.. الشهرة و الموهبة الحقيقية و النجومية و المال و حب الجماهير.. و في نفس الوقت الشعور بعدم إمتلاك أي شيء.. إنها اللعنة التي تصيب جميع الموهوبين في مجالاتهم عموماً.. الشعور في وقت معين من أوقات الحياه بالعبث و باللا جدوي.. إنها اللعنة التي كان طبيعياً جداً أن تصيب فتاه مثل «شريهان».. فنانة موهوبة بالفطرة.. ترقص و تغني و تمثل.. تراجيدية و كوميدية و استعراضية.. جميلة ترتدي البكيني علي حمام السباحة.. و صعيدية ترتدي ملابس سوداء و تصرخ بينما زوجها يضربها باللي في رجله.. إنها الأميرة «وردشان» التي أحبت الفقير «ماندو» ابن الزبال «تمبال» و زوجته «زمارة».. و التي ثبتتنا في آخر يوم من أيام رمضان 1986 أمام التليفزيونات في إنتظار ما سوف يحدث في الحلقة الأخيرة من ألف ليلة وليلة.. و هل ستستطيع الزواج من حبيبها أم لا.. سلام لتلك الأيام الجميلة التي لا زلت عاجزاً حتي الآن عن معرفة سر جمالها علي الرغم من إفتقارها إلي كل الأوبشانات التي نمتلكها الآن.. يبدو أنه بالفعل كلما أصبح الإنسان يمتلك أشياءاً أكثر زاد أكثر شعوره بعدم إمتلاك أي شيء علي الإطلاق!