كعادة المخرجة «إنعام محمد علي» لا تلهث وراء العرض الرمضاني ولهذا رفضت أن تضحي بالإبداع من أجل ألا يفوتها رمضان.. فاتها رمضان 2010 وننتظرها علي أقل من مهلها في رمضان 2011. كان عدد من الفضائيات وأيضاً التليفزيون المصري قد أكد أن مسلسل «رجل لهذا الزمن» الذي يتناول حياة العالم المصري «د. مصطفي مشرفة» في طريقه للعرض وبالفعل نشرت الجرائد صوراً من المسلسل وقدم له علي الشاشات أكثر من «برومو» إلا أنها أقصد «إنعام» وكالعادة لم تلهث ولم تنجز ساعات التصوير المطلوبة علي حساب القيمة الإبداعية والذي مع الأسف صار الطريق الوحيد للدخول إلي السباق الرمضاني ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تضحي فيها «إنعام» بالعرض الرمضاني لتنتظر عاماً كاملاً.. أتذكر عدداً من مسلسلات «إنعام محمد علي» مثل «الحب وأشياء أخري»، «ضمير أبلة حكمت»، «أم كلثوم» وغيرها اضطرت فيها أيضاً «إنعام» للانتظار عاماً كاملاً واكتشفنا عند العرض أن المسلسل كان يستحق بالفعل الانتظار.. أغلب المخرجين يعلمون أن عدو الإبداع الأول هو الزمن وهم يتعاملون معه باعتباره كالسيف إذا لم تقطعه قطعك لكنهم لا يقطعونه ويتركونه يقطعهم ولهذا يخضعون له ويضطر بعضهم إلي إسناد مهمة الإخراج في اللحظات الحرجة لمساعديهم، بينما يمكث هو في صالة المونتاج لتجهيز الحلقة الأولي.. لقد حدث في بعض المسلسلات أن عرض المسلسل بدون تترات لأن المخرج لم يكن لديه وقت لإنهاء التترات فقالوا له إذن أرسل الحلقة وثاني وثالث يوم ننتظر التترات.. الكل في حالة من اللهاث والخاسرون هم المشاهدون.. المخرج يعنيه بالتأكيد أن ينهي العمل في رمضان ليتعاقد علي عمل آخر في رمضان القادم والنجم وضع في حسابه أن أمامه بضعة ملايين ولا يريد التأجيل لأنه ينتظر ملايين أخري في رمضان القادم.. الكثير من المخرجين والنجوم تستمع إليهم وهم يقولون لا نحتاج إلي رمضان، لا يعنيني رمضان سوف أعرض مسلسلي في أي توقيت وأخلق أنا رمضان موازياً وهم في الحقيقة يقاتلون بل ويتذللون من أجل أن يحظي مسلسلهم بالعرض الرمضاني.. الناس تفضل أن تذهب إلي الطابور المزدحم مهما لعنوا علي الملأ الزحام!! «إنعام محمد علي» دائماً أراها صاحبة القرار وهي تقدم مسلسلاً مغامرة بكل أبعاده منذ اختيارها عالم ذرة «مصطفي مشرفة»، بينما الآخرون يبحثون عن القادة والزعماء المشهورين ثم تحمسها لفنان شاب تراهن عليه بطلاً محورياً وهو «أحمد شاكر».. تظل «إنعام محمد علي» حالة استثنائية في الحياة الفنية فهي السلحفاة التي تتحرك ببطء ولكنها تفوز في نهاية السباق علي الأرانب بينما أغلب من نراهم علي الشاشة الآن من فصيلة الأرانب!!