أكد - عبد المجيد مطر - رئيس شركة البحر الأحمر للملاحة المشغلة للباخرة «سويس» المختطفة علي يد القراصنة الصوماليين منذ الاثنين قبل الماضي أن أزمة الباخرة المختطفة أوشكت علي الحل قريبا موضحا أن انفراجة كبيرة ستشهدها الأزمة خلال ساعات مقبلة. وأعلن - مطر - أن اتصالا هاتفيا سوف يتم إجراؤه بين القراصنة وبيننا نحن الشركة المشغلة والمسئولة عن الباخرة لإنهاء عمليات التفاوض وعودة البحارة إلي بلدهم مؤكدا عدم علمه بأي معلومات نشرتها وسائل إعلام عن تحديد القراصنة أو الاتفاق معهم علي مبلغ معين مقابل تحرير طاقم الباخرة. وأضاف أن القراصنة لهم « ناس » بمصر يطلعونهم أولا بأول علي الأخبار الجديدة عن قضايا احتجاز البواخر في سواحلهم مقابل نسبة متفق عليها ووصفهم - مطر - بأنهم مجموعات منظمة بشكل كبير ومحترف وسري في الوقت الذي طمأن فيه أهالي البحارة وطاقم الباخرة « سويس » وخاصة في أول أيام شهر رمضان المبارك مؤكدا أن عودتهم ستكون قريبا جدا. وقال - سمير معوض - المحاضر بأكاديمية النقل البحري إن الدول الغربية شريك أساسي فيما يحدث قبالة سواحل الصومال وخليج عدن من أعمال قرصنة من خلال سلبيتها غير المسبوقة في التعامل مع مثل هذه الحوادث البحرية ولأنهم - أي دول الغرب - يعلمون تماما أن هناك دولا عربية لا تجيد إلا الشجب والتنديد بالأعمال ولاتقدم علي حماية سفنها برغم قدرتها علي ذلك. وقال معوض إن أعمال القرصنة بالصومال يقوم بها مجموعات منظمة تماما من الجيش الصومالي والبحرية وأصبحت تلك المجموعات تحترف التعامل مع البحر ومع البواخر التابعة لدول لاتمثل لديها القرصنة علي بواخرها ومواطنيها أمراً مهماً أو شأنا يجب التحرك من أجله، موضحا أن القراصنة يبدأون الهجوم علي السفينة التي تم تحديدها وهم متأكدون أن من عليها لا يستطيع إطلاق طلقة واحدة من علي الباخرة حتي لايتعرضوا للتدمير الكامل من القراصنة ويخسروا الباخرة وماعليها وملايين الدولارات بلا مقابل. وأشار معوض إلي أن المجتمع الدولي يعلم تماما أن سبب نشوء هذه الظاهرة بتلك المنطقة سببها مايعانيه الشعب الصومالي من بطالة وفقر شديدين كما أن هناك العديد من دول العالم الكبري تجعل من مناطق عديدة قبالة السواحل الصومالية مكانا لإلقاء نفاياتها من السفن الكبيرة مما زاد لديهم شعوراً بأنهم محط لنفايات العالم ، مؤكداً أن مشاهد القرصنة علي البواخر التجارية تتم أمام أعين قوات التأمين الدولية ضد القرصنة ولكن هم لديهم تقديرات خاصة فيمن يحمونه من القرصنة وهذا أمر سهل لديهم موضحا أن عملية واحدة تجعل من العديد من فقراء الصومال أصحاب ثروة. واكد معوض أن قادة القبائل الكبيرة بالصومال هم الذين يوجهون ويدعمون مجموعات القرصنة للقيام بهذا العمل لدرجة تحولت فيها الدولة إلي فرق وأحزاب وشيع وأن هناك مراكز لتدريب العديد من الشباب علي أعمال القرصنة ولديهم جدول وتوقيتات علي مدار الأسبوع أو الشهر.