الحزب الوطني قرر هذا العام توزيع مليون هدية علي الفقراء.. والهدية عبارة عن شنط رمضان!! .. وبالطبع يتفرج أعضاء الحزب علي المواطنين الغلابة الذين يأتون إلي مقار الحزب.. أو أماكن توزيع الشنط كالاستادات الرياضية- بعد أن قضوا علي الساحات الشعبية- ويتلذذون في مشاهداتهم الفقراء وهم يتشابكون من أجل الحصول علي الشنطة الرمضانية. .. في الوقت نفسه يقول قيادات الحزب العليا إن توزيع تلك الشنط يعبر عن روح التكافل والتضامن الاجتماعي بين المواطنين التي يحرص الوطني علي ترسيخها. فأي تكافل هذا يدعو إلي ترسيخه الحزب الوطني.. اللهم إلا ترسيخ الفقر بين المواطنين؟! دعك من هذا الكلام «الهجص».. فالحزب الوطني لم يكن وحكومته أبداً «يرسخون» التكافل بين المواطنين.. وإنما ينشرون الفساد بينهم.. ويشجعون علي «التهليب» والمزيد من الضرائب علي المواطنين الغلابة. إن الحزب الوطني يتمسح الآن بالفقراء ويحاول تقليد آخرين يمارسون ذلك العمل «التكافلي» في هدوء ودون ضجة أو تصوير أو تصريحات من مسئولين كبار عن فائدة الشنط الرمضانية. .. لقد جعل الحزب الوطني وحكومته ونظامه علي مدار ثلاثين عاماً المصريين فقراء. لقد وصل عدد الفقر المدقع في مصر إلي 42% من السكان.. من خلال سياسات القهر والاستغلال التي مورست علي المصريين وزادت عليها سياسات أمانة سياسات جمال مبارك بوزرائه الذين جاءوا من أجل تخريب التعليم والصحة وخصخصتهما بالكامل.. والتخلص التام من شركات الدولة وأراضيها وبيعها لمحاسيبهم وشركائهم في شركات المقاولات الجديدة التي تحكم البلاد. ومع هذا يا أخي يقولون ترسيخ التكافل بين المواطنين «!!» ألم يعد هناك دم عندهم.. بعد أن استباحوا كل شيء. لم يعد يرون أي شيء آخر في البلد غير شخوصهم فقط.. وكيف يستطيعون الاستفادة الأكثر في ظل وجودهم في كنف النظام الذي يشجعهم علي الفساد والإفساد. .. ثم يأتون اليوم ليتكلموا علي التكافل بين المواطنين عن طريق مليون شنطة رمضانية.. وماذا عن الباقي؟! والله عيب. يا أيها الذين في الحزب الوطني اتقوا الله في المواطنين الفقراء.. إنهم ليسوا في حاجة إلي شنطكم الرمضانية.. وإنما هم في حاجة إلي أن ترحلوا وتريحوهم!!