«مؤمن» شاب يبلغ من العمر 34 عاماً، ولد من أم مصرية وأب ليبي الجنسية ويعيش دون أوراق رسمية بخلاف عقدي زواج وطلاق والديه وصورة ضوئية لموضوع منشور عنه بإحدي الصحف، يحكي خلاله قصته، ويستخدمه ك«بديل» عن أوراقه الرسمية في كمائن ولجان الشرطة. يروي مؤمن حكايته بداية من زواج والديه في مصر، قبل أن يقرر والده الليبي العودة بزوجته المصرية، وهناك اكتشف حملها فطلب منها العودة إلي مصر لتلد فيها. وقال مؤمن: إن والدته لم تعرف أن زوجها طلقها بعد يوم من الزواج كما يدعي، وأنها لم تستطع إثبات نسب مؤمن لوالده لعدم وجود الأب بمصر أو وجود أي من أقاربه. وقال مؤمن إنه تم القبض عليه «تحري» وبحوزته عقد زواج والديه؛ فقامت السلطات المصرية بترحيله الي ليبيا، وأوضح أنه ظل محتجزاً لدي السلطات الليبية ما يقرب من ثلاثة أشهر، أرسلت خلالها السلطات الليبية لوالده فأجاب: «نعم تزوجت مصرية لكنني لا أعرف هل أنجبت منها أم لا؟»؛ مما دفع السلطات الليبية إلي رفض وجود مؤمن علي أراضيها، وقامت بطرده لكن الحكومة المصرية رفضت دخوله إلي أراضيها كونه ليبي الجنسية؛ فظل عالقا بين الحدودين فلا الليبيين قبلوه واحداً من أبنائهم ولا الحكومة المصرية تقبلته. وظل مؤمن علي حاله قرابة الثلاثة أشهر رأي فيها «أسود» أيام حياته، علي حد قوله، وأضاف: «كنت عالقا علي الحدود بين البلدين لمدة ثلاثة أشهر وكان سكان المنطقة يعطفون عليَّ ولكن مشيئة الرحمن نجتني، حيث أصبت بجرح بالغ وقرحة في المعدة مما دفع أحد الجنود علي الحدود المصرية لحملي إلي أقرب مستشفي وهناك تعاطف الطبيب معي وساعدني حتي أعود الي أسرتي في الإسكندرية». وقام مؤمن برفع دعوي قضائية لإثبات نسبه لوالده في عام 2003، وأنكر والده بنوته في المحكمة، ثم توفي الأب بعد ذلك دون أن يعترف ببنوته، وبالرغم من ذلك مازال مؤمن مستمرا في رحلة إثبات نسبه دون أن ييأس. ونجح مؤمن في أن يقابل أخاه الأكبر من الأب الذي أتي إلي الإسكندرية وقضي معه ما يقرب من أسبوع وتعجب مؤمن مما حدث فيما بعد، فقد تغير أسلوب معاملة أخيه معه بعد أن زار السفارة الليبية، وهو ما حدث قبل ذلك مع والده الراحل، الذي جاء إليه ليعترف بنسبه ويأخذه معه إلي ليبيا، وعندما زار السفارة الليبية عاد لينكر بنوة مؤمن! وأكد مؤمن أنه مصر علي الحصول علي حقه في اسم أبيه ونسبه، وقال: إنه رفض أن يحمل اسم جده من أمه، مؤكدا أنه سيظل رافضا ذلك ومتمسكا بحقه،مشيرا إلي أنه قام بتقديم طلب تحليل «D N A» لإثبات نسبه لأبيه من خلال الهندسة الوراثية. واستنكر الشاب السكندري مؤمن موقف الحكومة المصرية الغامض في رد حقه وحق أمه بالرغم من أنها مواطنة سكندرية تحمل الجنسية المصرية.