الجريدة تعترف بالسطو ثم ترفض الاعتذار لا يمل الزملاء القائمون علي جريدة «المصري اليوم» من الحديث طوال الوقت عن مهنية جريدتهم وانحيازها للحقيقة، وأنها الصحيفة الوحيدة التي تعترف بأخطائها لا نعرف كيف ولكنهم يقولون ذلك ولا يصيبهم الملل من تكرار هذه النغمة والتغني بشعبية جريدتهم واحترام القارئ لها عندما احترمت هي في البداية هذا القارئ، وهو شعار الجريدة الذي تضعه في كل حملاتها الإعلانية. لكن مع مرور الأيام انكشفت الحقيقة، وبدا واضحا لكن متابع ل«المصري اليوم» وللصحف الأخري الموجودة بالسوق أن الزميلة «المصري اليوم» لم تعد تحترم قارئها كما تقول دائما؛ فأصبحت تنشر أخبارا علي شكل انفرادات، وتدعي أنها صاحبة الفضل في أي حملة صحفية حتي ولو لم يكن لها علاقة بها في بدايتها. «المصري اليوم» لا تخجل عندما تنشر مقالا علي أساس أنه موضوع لأحد كتابها، وعندما يتصل صاحب المقال بهم يحصل علي وعد بالاعتذار، لكن الجريدة لا تفي بوعدها أو تعتذر.. إنها وقائع نتحدث عنها وليست اتهامات دون أسانيد وأدلة، ففي عدد الجريدة الصادر في 16 يوليو الجاري نشرت موضوعا في صفحة الفن تحت عنوان «عز الدين ذو الفقار.. رائد الرومانسية.. وطني من رحم ثورة 19 ومخرج سينمائي صناعة ثورة يوليو» بتوقيع اثنين من الزملاء الصحفيين بالجريدة تناولا في الموضوع قصة حياة المخرج المبدع عزالدين ذو الفقار، أما المفاجأة فكانت فيما اكتشفه الناقد الفني طارق الشناوي عندما قرأ الموضوع ليجد أن فقرات كاملة في الموضوع مأخوذة بالنص من مقال كان قد كتبه الشناوي ونشر في جريدة «الدستور» في شهر أغسطس عام 2008، الشناوي من جانبه اتصل بماهر حسن المسئول عن الصفحة في «المصري اليوم»، ثم اتصل بالزميل مجدي الجلاد، رئيس تحرير المصري اليوم، فرد عليه شخص أبلغه أنه مدير مكتب الجلاد، وقال الشناوي إن الاثنين ماهر حسن ومدير مكتب الجلاد أكدا أنه سيتم الاعتذار عن هذا الخطأ ومحاسبة المسئولين عن ذلك، وانتظر الشناوي الاعتذار، وحتي كتابة هذه السطور لم تعتذر «المصري اليوم» للشناوي.العجيب أن أحد الزملاء من محرري «المصري اليوم» قد اتصل ب«الشناوي» وأكد له أن زميله الآخر قد غرر به وكذب عليه، وأنه غير مسئول عن هذا الاقتباس غير الأمين، ووعده بأن يتم حل المشكلة بعد الاعتذار وتوضيح الأمر.«المصري اليوم» زميلة لا ينكر منصف أنها أحدثت تغييرا في الحياة الصحفية المصرية، لكنها تعاني من عقدة «الأنا» لدرجة وصلت إلي أن الزملاء فيها أصبحوا لا يشغلون بالهم بما تنشره الصحف الأخري، وأصبح في حكم العادة أن تري خبرا مسبوقاً بالكلمة السحرية «انفراد»، رغم أنه منشور في أكثر من جريدة بالفعل، لكن «المصري اليوم» تعتبر نفسها الجريدة الوحيدة في مصر، فلا صحافة إلا عندهم ولا مهنية إلا لديهم، وهذه أزمتهم الحقيقية.