قبل أسبوعين نشرت ثلاث جرائد قومية وخاصة ومعارضة في التوقيت نفسه أخباراً عن تغييرات مقبلة في «ماسبيرو» وحددت أسماء المرشحين للمناصب القيادية الجديدة.. كانت الأخبار لها بالفعل ظل من الحقيقة.. اضطر «أسامة الشيخ» رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلي نفي هذه الشائعات التي كانت ستؤدي بالفعل إلي توقف كل شيء في هذا المبني.. كان التليفزيون وقتها في حالة استنفار فهو ينتظر احتفالاً بيوبيله الذهبي وفي الوقت نفسه يضع يده علي قلبه في امتحان شهر رمضان الذي عادة ما يكرم فيه المسئول أو يهان وهكذا جاءت تأكيدات «أسامة» لتهدئ النفوس قليلاً ولكن في الحوار الذي أجراه مؤخراً الكاتب الصحفي «ياسر رزق» رئيس تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون» مع «أنس الفقي» كرر الوزير في أكثر من موضع أن بعض القيادات التي رقاها قد خذلته ولم تأت النتائج علي قدر الانتظار.. هل بعد ذلك من الممكن أن يقال شيء آخر سوي أن التغيير مقبل لا محالة لم يحدد الوزير التوقيت ولكن المنطق يقول: إنه بعد انتهاء رمضان لأن أي تغيير الآن سوف يؤدي إلي ارتباك حاد علي الشاشة ورغم ذلك فأنا لو كنت مكان الوزير لاخترت التغيير فوراً دون انتظار أو إنذار.. المؤكد أن المرءوسين الذين يقصدهم الوزير بتعبير أنهم خذلوه لم يفاجأوا بإعلان هذا الرأي علي صفحات المجلة فهم يعلمون أن نهايتهم وشيكة ومنطق الأمور يشير إلي أنه سبق للوزير وأن أفضي لهم بغضبه في اجتماعات مغلقة ولهذا فإن المحصلة سوف تؤدي إلي أننا سنجد بين القيادات الحالية أيادي مرتعشة وأيادي منتقمة.. المرتعشون لن يصنعوا أي نجاح والمنتقمون سوف يستغلون ما بقي لديهم من أيام لتصفية الحسابات.. هل وزير الإعلام مطلق اليد في اختيار مرءوسيه؟ الحقيقة هي أن الرئيس دائماً يتدخل في مثل هذه الأمور.. بل أحياناً يتم اختيار مرءوس ليس علي هوي الوزير مثلما حدث مع الإعلامية «ميرفت رجب» التي هاجمت «صفوت الشريف» وزير الإعلام الأسبق في اجتماع كان يحضره الرئيس مع قيادات الإعلام فاختارها الرئيس كرئيسة للتليفزيون.. صحيح أن «صفوت الشريف» استطاع أن يتخلص منها بعد أشهر قليلة حتي أني كتبت مقالاً في جريدة «الوفد» وقتها كان عنوانه «رئيسة ما رأستش حاجة» إلا أن القيادة السياسية لا تترك مسئولية اختيار قيادات الإعلام في يد وزير الإعلام منفرداً؟! ولهذا فأنا أعتقد أن «أنس الفقي» لا يمكن أن يعلن عن هذا التغيير الوشيك إلا إذا كانت هذه هي رغبة القيادة السياسة فالكل يري أن الإعلام المصري لم يستطع أن يلاحق الفضائيات ويحتاج إلي ثورة إعلامية.. إلا أن السؤال هل العيب في الأشخاص أم في طبيعة النظام الإعلامي؟ مع اعترافي بالفروق بين الأشخاص إلا أن النظام الإعلامي لا يزال هو الجدير بالتغيير.. وهو مع الأسف ما لن تسمح الدولة بتغييره.. سيظل إعلام النظام معبراً وحامياً فقط للنظام؟!