رصد مراسل إذاعة «بي بي سي» البريطانية بالقاهرة جون لين، والذي عمل سابقا كمراسل للإذاعة في طهران، تشوق كل من المصريين والإيرانيين إلي التغيير وانتظارهم بفارغ الصبر حدوث تغيير في بلادهم، قائلاً: إن كل من مصر وإيران يتمتعان بتاريخ عريق ويستحوذ الشباب علي نسبة كبيرة من سكان كل منهما، وأن الشباب هم المتعطشون لحدوث التغيير، لكنه أكد أن ثورات كل من الشباب الإيراني والمصري اتخذت مسارات مختلفة اختلافًا جذريًا، وعقد مقارنة بين حركات التغيير الإيرانية والمصرية، ورأي المراسل أن في إيران يبدو أن رغبة الشعب في التغيير حقيقية وقابلة للتحقق، وأن هناك ديناميكية في المجتمع الإيراني يصعب وجودها في أي مجتمع عربي، لكنه قال إن في مصر هناك حاجة إلي إحداث تغيير في المجتمع أيضا قبل تغيير الحكومة. كما قارن المراسل في تقريره للإذاعة بين ما يقوم به الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من استعدادت لإحياء الثورة الإسلامية، بينما في مصر، لم يهتم أحد بتحديد موعد الاحتفالات بمناسبة ذكري ثورة 23 يوليو هذا الأسبوع، علي حد وصف المراسل، وبدلا من ذلك تحول المناخ العام في مصر من غليان ثوري إلي ركود ناعم. ثم تطرق المراسل إلي التغيرات الاقتصادية في مصر، قائلا إن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات تجاه التحرر الاقتصادي ساهمت في تحقيق نمو أسرع، ولكن فوائد تلك الإصلاحات لم يشعر بها سوي النخبة فقط، كما تطرق إلي المظاهرات الاحتجاجية التي قام بها ملايين النشطاء الإيرانيون الشباب علي خلفية الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام الماضي، بينما في مصر، أحدثت عودة د.محمد البرادعي- الحائز علي جائزة نوبل للسلام والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- ضجة كبيرة في مصر من خلال انتقاداته اللاذعة لحكومته، ولكن المراسل رأي عدم وجود أي دلائل علي وجود حركة جماهيرية في مصر، ولا توجد أي إشارة إلي إمكانية خروج جيل كامل من الشباب إلي الشوارع المصرية للتظاهر مثلما فعل الشباب الإيراني العام الماضي. كما رأي المراسل أن المصريين لا يرون أي فرصة حقيقية للتغيير، في ظل ضمان الحرس القديم سيطرته علي الأمور في البلاد، بينما هناك ديناميكية لحركة اجتماعية نشطة في المجتمع الإيراني لا يمكن الشعور بها في المجتمع المصري أو في أي بلد عربي آخر. واختتم المراسل تقريره، بالقول إنه في إيران، بدا أن التغيير الجذري يبدو احتمالا حقيقيًا، بينمًا في مصر تكون المشكلة أكثر عمقًا وتعقيدًا، لأن المصريين لا يحتاجون إلي تغيير الحكومة فقط، ولكن إحداث تغيير في المجتمع المصري ذاته.