أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري السبت في بيروت ان تمسكه بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة والده"غير قابل للتأويل او المساومة"، لكنه قال ان قضية اغتيال رفيق الحريري "لن تكون سببا في اندلاع فتنة" في لبنان. وقال سعد الحريري في افتتاح المؤتمر التنظيمي الاول لتيار المستقبل ان "امر المحكمة الدولية ليس طارئا ولا هو ابن هذه الساعة (...) وان الاجماع اللبناني على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة مسألة غير قابلة للتأويل او المساومة". واشار الى ان امر المحكمة "جزء لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني ومن البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بعد جريمة الاغتيال". واضاف "هناك من يتصور او يتخوف او يهول او ربما يتمنى ان تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سببا في اندلاع ازمة لبنانية او فتنة مذهبية ونحن نقول بكل صدق وامانة ومسؤولية ان لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف والادعاءات او حتى التمنيات". ويشهد لبنان تصاعدا في التوتر على خلفية المحكمة الدولية.وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اكد الخميس ان الحريري ابلغه ان القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة سيتهم عناصر في حزب الله. ودعا سعد الحريري امام حشد من انصاره الى "التهدئة والابتعاد عن الانفعال والتزام الآداب السياسية والوطنية التي تعلمناها في مدرسة رفيق الحريري". وتحول تيار المستقبل الى حزب في التاسع من أغسطس 2007 بعد اكثر من سنتين على اغتيال مؤسس التيار رفيق الحريري في 14 فبراير 2005. وفي حين غاب الرد المباشر من جانب الحريري على كلام نصرالله، نفى نائبان من تيار المستقبل المعلومات التي اوردها امين عام حزب الله. وقال النائب عمار حوري في حديث لصحيفة المستقبل التابعة لمجموعة مؤسسات الحريري الاعلامية "هذا الكلام غير صحيح. كان هناك حديث عن معطيات اعلامية كان يتم تداولها فقط"، مؤكدا ان رئيس الحكومة يجهل فحوى القرار الظني. كما تحدث النائب هادي حبيش عن "مغالطات" وردت على لسان نصرالله، معلنا في حديث الى اذاعة صوت لبنان القريبة من الحريري ان ما نقل عن لسان رئيس الحكومة بأنه ابلغه عن مضمون القرار الظني "غير دقيق ابدا". وجدد رئيس الوزراء اللبناني التأكيد على "فتح صفحة جديدة" مع سوريا، في اعقاب زيارة الى دمشق هي الرابعة له منذ توليه رئاسة حكومة لبنان في 9 نوفمبر 2009. وقال "زيارتي الأخيرة أسست من دون شك لترجمة إرادتنا المشتركة في دفع هذه العلاقات في الاتجاه الصحيح". واضاف "أتطلع مع كل اللبنانيين المخلصين الى البناء على هذه المرحلة لتفعيل دور لبنان في تعزيز التضامن العربي وتثبيت نتائج المصالحة العربية الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت". واشار الحريري الذي يرأس تيار المستقبل الذي ينتمي غالبية اعضائه الى الطائفة السنية الى ان "هناك من يعتقد ومن سيروج، أن هذا المؤتمر، يضع حجر الأساس لحزب السنة في لبنان"، معلنا ان تياره "لن يحمل هويةً مذهبيةً أو طائفية أو مناطقية.الحريري يؤكد ان قضية اغتيال والده لن تكون سببا في اندلاع فتنة في لبنان