أسدلت محكمة النقض أمس برئاسة المستشار إبراهيم عبدالمطلب الستار علي قضية أكياس الدم الفاسدة «هايدلينا» المتهم فيها هاني سرور- عضو مجلس الشعب السابق ورئيس مجلس إدارة شركة «هايدلينا»- وشقيقته نيفان- العضو المنتدب للشركة- و6 متهمين آخرين.. بأن قضت المحكمة بقبول طعن المتهمين بالنقض شكلاً ونقض الحكم المطعون فيه وبراءة جميع المتهمين من التهم المنسوبة إليهم ليكون هذا الحكم هو النهائي البات الذي لا طعن فيه ليقفل معه ملف القضية إلي الأبد. سادت حالة من الفرح داخل قاعة المحكمة وتعالت أصوات زغاريد أنصار هاني سرور وخرجوا جميعاً إلي بهو المحكمة وأخذوا يرقصون ويهتفون «الله أكبر ظهر الحق» و«يحيا العدل» و«بنحبك يا هاني».. وداخل قاعة المحكمة كان يجلس نجل هاني سرور وبعض أقاربه أثناء نطق المحكمة بالحكم وبعد انتهاء المحكمة ووسط هذه الفرحة بكي أقارب «سرور» وتبادلوا التهاني. شهدت جلسة النطق بالحكم حالة من الهدوء وفي حضور إعلامي مكثف ووجود أمني قليل علي غير العادة في مثل هذه القضايا، حيث وجد عدد كبير من الضباط داخل وخارج القاعة و10 عساكر أمن مركزي فقط. أكد أنصار هاني سرور ل «الدستور» أنهم كانوا يثقون في براءة «سرور» وشقيقته من بداية القضية، لأن أي شخص يساعد الفقراء ويفتح عشرات المنازل، ويحبه جميع أهالي دائرته لا يمكنه إيذاء أحد، وحب الناس له دليل علي حب المولي عز وجل له.. وأضافوا أن الحق ظهر وأصبح جلياً ليسكت ألسنة من تكلموا عن شرف ونزاهة هاني سرور.. وخلع البعض منهم قمصانهم التي يرتدون أسفلها «تي شيرت» مكتوباً عليه «هاني سرور». من ناحيته أكد الدكتور محمد بهاء أبوشقة- محامي سرور- ل «الدستور» أنه يحمد الله الذي أظهر الحقيقة التي كنا كدفاع نؤمن بها منذ أول وهلة وتحملنا في سبيلها العديد من المراحل الصعبة.. فقد مرت القضية بمراحل انتصار وانكسار لكننا كنا علي يقين كامل ببراءته. وأشار «أبوشقة» إلي أنهم أثبتوا لهيئة المحكمة سلامة قرب الدم وأن العيوب المزعومة ليست عيوب تصنيع وإنما هي عيوب سوء تخزين وتداول لدي وزارة الصحة وذلك بدليل شهادة جميع مديري بنوك الدم بالمحافظات الذين استخدموا هذه القرب دون ظهور أي عيوب. مؤكداً أن 39 ألف قربة دم من إنتاج شركة «هايدلينا» تم استخدامها فعلياً دون وجود هذه العيوب وأن القرب المعيبة تلفت أثناء تخزينها وتداولها بمخازن وزارة الصحة وقد اقتنعت هيئة المحكمة بذلك بعد أن تأكدت من صحته لذلك أصدرت حكمها العادل ببراءة جميع المتهمين من التهم المنسوبة إليهم. كانت محكمة النقض قد استمعت في جلستها السابقة إلي مرافعة المستشار بهاءالدين أبوشقة- رئيس هيئة الدفاع عن سرور- حيث قال إن المتهمين لهم الله والهدف من القضية هو تدمير صرح من صروح الصناعة في مصر وهدمه هدماً متعمداً، وهو ما أكده تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب والذي شهد بالحقيقة.. وأكد أن شركة «هايدلينا» تقوم بإنتاج 22 منتجاً من المستلزمات الطبية وتغني مصر عن استيرادها من الخارج، بل تصدر هي وأضافت خط توريد جديداً وفريداً من نوعه وهو توريد «قرب الدم» الذي قال عنه تقرير مجلس الشعب إن هذه المنتجات لو توقفت مصر عن استيرادها من الخارج بسبب وجود حروب في الدول المصدرة أو غيره لمات الناس لولا وجود هذه الشركة. وأشار «أبوشقة» إلي أن قرب الدم قبل أن تورد لوزارة الصحة تقوم بفحصها الهيئة القومية للرقابة والهيئة القومية للسياسات الدوائية ويقومان بإجراء التحاليل والاختبارات اللازمة للتأكد من مطابقتها للمواصفات. من ناحية أخري أكد مصدر أمني ل «الدستور» أن هاني سرور وباقي المتهمين سوف يخرجون من سجن مزرعة طرة والقناطر خلال ساعات وذلك عقب إنهاء الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.. مؤكداً أنهم إن لم يخرجوا في نفس يوم النطق بالحكم سوف يخرجون صباح الأحد. كانت نيابة الأموال العامة قد أحالت المتهمين إلي محكمة الجنايات بتهمة توريد قرب دم فاسدة إلي وزارة الصحة.. وقد أصدرت الجنايات حكمها الأول ببراءة المتهمين من التهم المنسوبة إليهم.. فقامت النيابة بالطعن بالنقض علي حكم البراءة وقبلت المحكمة الطعن وقضت بإعادة محاكمة المتهمين أمام دائرة أخري، وبعد تداول القضية أمام دائرة المستشار المحمدي قنصوة قضت بسجن «سرور» وشقيقته و3 آخرين 3 سنوات و6 أشهر لباقي المتهمين.. فطعن المتهمون بالنقض وقد سلم «سرور» وحلمي صلاح الدين- مدير عام الإدارة العامة لشئون الدم بوزارة الصحة- والدكتور محمد وجدان- رئيس قسم التوجيه الفني بالإدارة- أنفسهم إلي المحكمة في أولي جلسات نظر الطعن، وقد أجلت المحكمة القضية لجلسة أمس للنطق بالحكم سواء بقبول النقض أو برفضه، وفي حالة قبوله ستقوم بتحديد جلسة ثالثة لنظر القضية كمحكمة موضوع للفصل فيه.. ولكن المحكمة أصدرت حكمها بالبراءة دون ذلك ليصبح حكماً باتاً نهائياً أغلق ملف القضية.