ثلاثة أفلام جعلت منه واحدا من أهم نجوم الكوميديا في الوطن العربي.. ثلاثة أفلام فقط وضعت أحمد مكي في مكان مميز علي الخريطة السينمائية وجعلته قادرا علي منافسة كبار نجوم الكوميديا.. يدخل معهم في مناوشات ويتفوق عليهم في كثير من الأحيان.. ثلاثة أفلام أثبتت أن أحمد مكي يمتلك فكراً مختلفاً وذكاءً فنياً وموهبة.. كلها عوامل أهلته للوصول لهذه المكانة في زمن قياسي.. يري أن تعاقده الحقيقي ليس مع شركة الإنتاج وإنما مع الجمهور «اللي مضي معاه» بروتوكولاً يمنع مكي من «سلق» أفلامه، ويجعله حريصا علي «عدم التراجع أو الاستسلام».. وعلي توجيه «الضربة الدامية» لكل كوميديان يفكر في الاستخفاف بعقلية الجمهور.. تعتمد سينما «البارودي» في العالم علي السخرية من أفلام بعينها وليس من لون معين من الأفلام كما جاء في فيلمك الأخير «لا تراجع ولا استسلام..الضربة الدامية»؟ - أنا فعلا فكرت في البداية في موضوع السخرية من أفلام بعينها، لكني بصراحة اكتشفت أنه هيبقي إجحافاً لو تناولنا فيلماً بعينه، لأن في هوليوود هناك عوامل صناعة تساعد الفنان علي تقديم أعمال أفضل، لكن عندنا هنا في مصر ظروف الصناعة تقتلها، يبقي حرام لو اتريقنا علي أفلام بعينها لذا اخترنا أن نسخر من أسلوب معين يتم تقديمه في كل مرة بنفس الطريقة في كل الأفلام. تعتمد في كل أفلامك علي تقديم كاركترات مختلفة.. ألا تخشي أن تحرق علي نفسك كاركترات يمكنك تقديمها فيما بعد، أو أن يأتي يوم تبحث فيه عن كاركتر جديد لتقديمه فلا تجد بعد حرقك لكل هذا العدد من الكاركترات؟ - العالم مليان بملايين الملايين من الكاركترات.. كل شخص أقابله في حياتي هو كاركتر يمكن تقديمه علي شاشة السينما، المدرس والمحامي والطبيب كل منهم كاركتر وفكرة حرق الكاركترات هذه لا تشغل تفكيري لأن الكاركترات عمرها ما هتخلص، ولو جه عليا اليوم اللي مش لاقي فيه كاركتر أقدمه في أفلامي يبقي اقعد في بيتنا أحسن أو أروح أفتح كشك آكل منه عيش بدل التمثيل. وبعدين ما هو روبرت دي نيرو نادرا ما يظهر بشكله الحقيقي، ده في كل فيلم بيعمل كاركتر مختلف، وهو ده الصح لأن هي دي شغلة الممثل إنه يقدم شخصيات مختلفة في كل عمل فني جديد. هل السبب الرئيسي وراء إصرارك علي الاشتراك في كتابة أفلامك هو عدم ثقتك في السيناريستات الموجودين علي الساحة الفنية حاليا؟ - الأمر لا علاقة له بالثقة في المؤلفين لكن السيناريوهات التي قدموها لي لم تناسبني، مالقتش فيها حاجة عجبتني أو بمعني أصح تليق عليا، ويوم ما ألاقي السيناريو الذي يحتوي علي فكرة جديدة ومختلفة وتناسبني في المرحلة الحالية لن أتنازل عن تقديمه أبدا. تتحدث عن الأفكار الجديدة والمختلفة رغم أن أفلامك الثلاثة اعتمدت علي أفكار وتيمات تم تقديمها من قبل؟ - مش عيب أبدا إني أقدم فكرة اتعملت قبل كده طالما أن الفكرة القديمة لم تلاقي نجاحا وقت عرضها، فقررت أن أقدمها بشكل مختلف يعني فيلم «H دبور» مثلا معتمد علي نفس تيمة فيلم «ابن عز» لكن فيلم «ابن عز» مانجحش قوي وقت عرضه ماكنش زي «الناظر« مثلا، فقررت أن أعيد تقديم التيمة بطريقتي وفيلم «طير انت» مقتبس من فيلمين أحدهما أمريكي والآخر إنجليزي بعنوان «be dezzeleD» والفيلمان لم يحققا نجاحا وقت عرضهما وخصوصا الفيلم الإنجليزي، فقد فشل فشلا ذريعا، المهم الاختلاف في التناول الجديد، أما فيلم «لا تراجع ولا استسلام «الضربة الدامية» فهو ليس مقتبساً من أي فيلم آخر، بل أنا من قصدت أن أظهر أنه متاخد من فيلم «كتكوت» في الإعلان علشان أكشف المتحذلقين ومدعي الثقافة وأنصاف المتعلمين والناس اللي بتحكم علي الأفلام من إعلاناتها. ألم تخش أن تأتي هذه الطريقة بدعاية سلبية للفيلم عندما يتخيل الجمهور أن الفيلم نسخة مقلدة من فيلم «كتكوت»؟ - لا لأني مقتنع أن الدعاية الحقيقية للفيلم هي اللي بيعملها الجمهور نفسه بعد ما يدخل الفيلم ويخرج يقول إن الفيلم حلو. ما الذي دفعك لدخول مجال الإنتاج السينمائي؟ - وما ادخلش ليه ؟ حاجة أنا بفهم فيها وعملها قبلي نجوم كبار مثل المخرج «ريدلي سكوت» و«ستيفن سبيلبرج» وغيرهم، أنا كنت عايز أعمل علامة مميزة اسمها «بيرد أي» أما الجمهور يشوفها علي أفيش يعرف علي طول انه هيشوف أعمالاً مميزة وصورة مختلفة. فأسست شركة إنتاج بمشاركة محمد الدياسطي، وبعدين أنا لا أتعامل بمنطق إني ممثل في الفيلم وخلاص أنا بتعامل في أفلامي بنفسية «الميكانيكي« الذي يعرف مهمة كل جزء من أجزاء السيارة، بمعني أن ايدي في كل حاجة ومتابع كل تفاصيل الفيلم من البداية للنهاية. وأنا مؤمن بالمقولة التي تقول« لو بتعرف تعمل حاجة كويس ماتعملهاش ببلاش خليها شغلتك». هل تسبب تأسيسك لشركة إنتاج خاصة بك في أي مشاكل بينك وبين الشركة العربية منتجة أفلامك السابقة؟ - بالعكس فأنا لم أستقل تماما عن الشركة العربية، فهناك اتفاق بينا وتعاقد ينظم تعاون إنتاجي مشترك بيننا فأنا مثلا مازلت أحصل علي أجري من الشركة العربية وفي الأعمال المقبلة قد أحصل عليه منها أيضا وقد لا يحدث ذلك بحسب الاتفاق. هناك من يصنف نجوم الكوميديا بحسب الأجور التي يحصلون عليها.. ماهو ترتيب أجرك مقارنة بباقي زملاء من نجوم الكوميديا؟ - أنا أحصل علي أعلي أجر في السوق المصري، لكني أقوم بتوفير جزء من هذا الأجر لميزانية الفيلم حتي يخرج العمل الفني بصورة أفضل، فأنا ضد أن يحصل الممثل علي ثلثي ميزانية الفيلم وفي النهاية الفيلم ما يجيبش إيرادات لأنه يخرج في صورة أقل من المتوقع من النجم. والحمد لله الفيلم استطاع أن يحقق أعلي إيراد خلال موسم الصيف في أسبوع فقد حقق في أسبوع عرضه الأول خمسة ملايين جنيه ونصف المليون. لكن إيرادات فيلم «عسل إسود» تجاوزت في أول أسبوع الستة ملايين جنيه؟ - لا اللي أعرفه أن في إيرادات فيلمي أكتر تحديدا في أول أسبوع وأعرف أيضا أن الفارق بين الفيلمين في إيرادات الأسبوع الأول نصف مليون جنيه لصالح «لا تراجع ولا استسلام«. باعتبارك مشاركا في إنتاج الفيلم لماذا أجلت ميعاد عرضه لنهاية الموسم رغم أن هذا قد يؤثر علي إيراداته سلبا لدخول شهر رمضان مبكرا هذا العام؟ - لأني باشتغل طول السنة علي السيناريو وماخلصتش إلا منذ فترة قريبة، ومكنش ينفع أسلق الفيلم عشان أنزل بدري، أنا عامل بروتوكولاً مع الجمهور ينص علي ألا أقدم له سوي العمل الفني الذي يحترم عقله أنا بحب الكوميديان اللي يعرف يخلي المشاهد يضحك علي الفيلم. أصل في فرق بين الكوميديان والفقري الجمهور لازم يضحك من الممثل وليس عليه. ماذا تفعل لتطور من أدائك وتحافظ علي نجاحك؟ - أنا مؤمن بأن الممثل لازم يبقي مغموساً في الشارع عشان يعرف يبقي نمرة واحد لو بعد الناس مش هيعرف يعمل أفلام ممكن يقدم لهم بلح بالجنزبيل إنما فن بجد لأ.. لو مش هتعرف تبقي في وسط الناس شوفلك شغلانة تانية أحسن، عادل إمام ده لم يصبح الزعيم من فراغ ده راجل استطاع أن يحافظ علي نجوميته علي مدار أربعين سنة دي مش حاجة سهلة أبدا لأنه ببساطة لم ينفصل علي الشارع طوال هذه المدة. كذلك أحاول أن أطور من أدائي من خلال تدريبات الممثل التي أقوم بها وورش التمثيل التي أشترك فيها باستمرار ومعظمها مع ممثلين جدد وليس مع نجوم.