وجبة دسمة ومتميزة من فنون العمل الصحفي قدمتها مشاريع تخرج طلاب كلية الإعلام، التي اتسمت هذا العام بتنوع واضح في اختيار الموضوعات، وجرأة شديدة في تناول قضايا سياسية، واجتماعية، كان يحظر طرقها في الأعوام الماضية. ورغم أن 3 مشاريع فقط هي التي حصدت جوائز الملتقي الإبداعي الحادي عشر لمشروعات قسم الصحافة من بين مشروعات أعدها طلاب القسم، فإن لجنة التحكيم المشكلة من بعض نجوم الصحافة، وأساتذة الإعلام سجلت إعجابها الشديد بجميع المشروعات وقررت أن معظم المشروعات للاستمرار كمطبوعة دورية جديدة، وقيمة مضافة للشارع الصحفي في مصر بدءاً من المجلة المتخصصة في الشئون الصحية «روشته» الحاصلة علي المركز الأول والتي جاءت في شكل جريدة التابلويد الأسبوعية واحتوت علي ملفات متميزة عن مرض الرؤساء والزعماء وتحقيق متكامل عن الأدوية الصينية والمضروبة التي انتشرت مؤخراً في صيدليات مصر، بالإضافة إلي إجراء دراسة استطلاعية علي غرار الدراسات التي تعدها وسائل الإعلام الكبري. أثبتت نتائجها أن 20 % من المصريين فقط هم الذين يذهبون للأطباء في حالة المرض كما شملت تحقيقات وحوارات عن الطب البديل وانتشار أدوية المسكنات بخلاف اهتمامها بالجانب الخدمي عن طريق تقديم قائمة بأسعار الأمراض المزمنة. أما مجلة « حقك» الحاصلة علي المركز الثاني والمعنية بقضايا حقوق الإنسان فقد قدمت للقراء وجبة متكاملة في فنون الحوار الصحفي والتحقيق والتقرير والمقال، حيث جمعت بين هذه الفنون في تناول كل موضوع من مواضيع المجلة ولم يكتف فريق المجلة الذي حصل علي موافقة البيت الأبيض لاستكتاب الرئيس الأمريكي أوباما بالملف المتميز الذي أعدوه تحت عنوان «المعزولون» واقتربوا فيه من معاناة مرض الجذام والمستشفيات النفسية، وتضاؤل فرص الأقزام في المجتمع المصري، واضطهاد الشيعة المصريين والحقوق الضائعة للقابعين خلف أسوار السجون، ومهمشي المجتمع المصري ونظرة المجتمع للمصابين بالإيدز واختراق جماعة شهود يهوه للمجتمع وأقلية الأدفا نتست المسيحية بل قدموا للقارئ 9 حوارات متميزة من بينها حوار شيق مع الوزيرة مشيرة خطاب، وآخر مع المفكر سليم العوا حول العلاقة بين الأديان، وثالث مع السينارست طارق عبدالجليل عن الطريقة التي تتعامل بها الدولة والأجهزة الأمنية مع الأفلام ذات المضمون السياسي، بالإضافة إلي حوارات عبر الإنترنت مع منسق تحالف المصريين الأمريكيين صبري الباجا، ورئيس جبهة إنقاذ مصر بالخارج أسامة رشدي، مؤسس فرع جمعية التغيير بلندن الذي يجمع توقيعات تأييد للبرادعي من الجالية المقيمة في المدينة الإنجليزية ومواجهة مع مستشار السفارة الأمريكية بالقاهرة «هانز ماهوني» عن الموقف الأمريكي من قمع أنصار البرادعي وحقوق الأقليات المصرية. وإلي جانب هذا الكم الكبير من الحوارات والتحقيقات المميزة استكتب فريق المجلة 7 من كتاب الصف الأول لأعمدة الرأي بالصحف المصرية من بينهم علاء الأسواني الذي كتب افتتاحية المجلة الشبابية ويوسف زيدان وأسامة غريب. كما قدم الفريق تقارير متميزة عن اغتراب عرب 48 داخل وطنهم، وقضايا العنف المدرسي والمدونات التي تحولت إلي بعبع الأجهزة الأمنية، فضلاً عن تحقيق متكامل عن زراعة الأعضاء ومخاوف من استغلال العالم الثالث كقطع غيار بشرية لمواطني العالمين الأول والثاني. وبالرغم من أن مجلة «مشاوير» المتخصصة في النقل والمواصلات التي عرضت لمعاناة الشارع المصري قد حصلت علي المركز الثالث والجائزة الأخيرة التي تقدمها الكلية للمشروعات فإن أعضاء اللجنة ارتأوا منح جائزة إضافية لمجلة «إشارة مرور» المصنفة ضمن المجلات السياسية لإعجابهم بالمضمون الذي قدمته المجلة وإحيائهم فن المغامرة الصحفية باختراق عالم المثليين والشواذ في المجتمع المصري والخروج بنتائج خطيرة وغير مسبوقة تستحق دراسة متأنية من جميع الجهات المعنية للظاهرة التي أثبتت المغامرة الصحفية إنها واقع لا يمكن إنكاره أو تجاهله داخل المجتمع المصري. إلي جانب ظاهرة أخري هي ظاهرة زني المحارم التي رصدتها المجلة داخل المجتمع المصري من خلال تقارير تؤكد استعراض شيوخ الإفتاء نحو 45 فتوي حول هذا الموضوع أسبوعياً، وتطرقت المجلة إلي ثقافة إضراب الشعب المصري، وتكرر مسلسل القتل الأسري، وظاهرة غلاء الأسعار من خلال حوار موسع مع وزير التموين الأسبق أحمد جويلي، وخداع المستهلك المصري من خلال تقرير عن سلسلة المحال الكبري التي انتشرت في مصر مؤخراً وحوار مع أحد رؤساء جمعيات حقوق المستهلك. بخلاف موضوعات وملفات أخري عن خسائر الشركات الحكومية في عام 2009، وملف عما لا يبحث عنه المصريون علي الإنترنت والحضانات العلمية والوضع الكارثي للبيئة في حلوان وبعض محافظات الصعيد. أزمة مياه النيل برزت بقوة في موضوعات المشروع الخامس «طلب إحاطة» وهي المجلة السياسية الثالثة بعد «حقك» و«إشارة مرور»، من بين مشروعات التخرج التي تمثل بها نسبة المجلات السياسية 30 % هو نسبة لم تتحقق منذ أعوام. وتتضمن «طلب إحاطة» حوارًا متميزًا لفريق العمل مع الفنان محمد صبحي عن تراث الفن المصري الذي قد يشاهده المواطن المصري مستقبلاً عبر قنوات تل أبيب، كما أكد صبحي في حواره مع المجلة وحوار آخر مع سفير نبيل فهمي عن الامل الذي زرعه أوباما وأحبطته إدارته وشملت المجلة تقارير عن العلاقات المصرية الإيرانية. أما الموضوع الرئيسي للمجلة فجاء تحت عنوان «مصر بلد النيل.. الأهرامات.. الطوارئ». مشروعات المجلات المتخصصة لم تنقصها أيضاً الجرأة التي حفلت بها المجلات المتخصصة السياسية سالفة الذكر، فمجلة جدران التي تم تصنيفها علي أنها مجلة اجتماعية معنية بشئون الإسكان والتعمير أعادت فتح ملف التعويضات التي لم تدفعها الحكومة لمضاري السيول بالعريش، والتبرعات التي استولت عيها دون أن تعيد إعمار المدينة بعد مرور 5 أشهر علي السيل، كما اشتملت المجلة علي ملف مشاكل الإسكان في عصر رؤساء مصر منذ ثورة يوليو، وضمت حوارًا متميز ًا لشباب الإعلاميين مع وزير الإسكان الأسبق صلاح حسب الله الذي قال: «إن البلد مش عايزه وزير إسكان لكن عايزة أدارجي كويس». «صفر علي اليمين» كان عنوان مجلة متنوعة تم تخصيص صفحاتها ال 97 للحديث عن الزبالة والمصريين والمقصود بالزبالة المفهوم الحسي والمعنوي أما الحسي فتناولت المجلة كل ما يتعلق بتلال القمامة في المجتمع المصري والمتعاملين معها أما المعني الآخر فتناول كل سلوكيات الزبالة في حياة المصريين واستطلاع للرأي بين 100 شخصية عامة عما يجب أن يتخلص منه المصريون. أما مشروع مجلة الراوي فقد حاول تقديم الوطن في حكاية باستخدام أسلوب أدبي رفيع، وكذلك مجلة سينيراما المتخصصة في فن السينما، حيث حقق فريقها معادلة السينما المثقفة التي تقدم للقارئ وجبة ممتعة ومسلية وشائقة عن أدوات السينما كتقنية ال( 3d) وتحليلاً راقيًَا وسهلاً لجانب كبير من الأفلام الأخير، دون الانحدار لمستنقع النميمة الفنية. أخيراً مجلة أعز الحبايب وهي مجلة اجتماعية تميزت بحوارات جيدة مع الإذاعية آمال فهمي والوزيرة عائشة عبدالهادي وحوار ثالث مع المعمر أحمد عابدين الذي تزوج بعد بلوغ 103 أعوام.