وصفت جبهة علماء الأزهر الجدار الفولاذي الذي تقيمه السلطات المصرية علي الحدود بين رفح وغزة بأنه الكفر بعينه، وقالت الجبهة في بيان أصدرته أمس إن هذا الجدار هو في حقيقته إعلاء لمقتضيات السياسة الاستعمارية التي وضعت الخطوط الوهمية لتمزيق الأمة حتي يسهل عليهم فيما بعد ابتلاع الدول مرة ثانية، واستندت الجبهة إلي التصريحات التي أدلي بها الدكتور عبدالصبور شاهين ل«الدستور» والتي أكد فيها أن هذا الجدار فيه شبهة الاقتراب من الكفر، وقال بعدم الموافقة عليه لأنه يحمي أمن العدو الصهيوني. وعلقت الجبهة علي تصريحات شاهين قائلة: «مع عظيم تقديرنا للدكتور عبدالصبور شاهين وعلمه إلا أن هذا الصنيع هو الكفر بعينه لأسباب أولها أن هذا الجدار يكرس الاستعمار» واتهمت الجبهة المدافعين عن الجدار بأنهم يحكمون في الأمة بما يوجب الكفر، لافتة إلي أن من بين هؤلاء المدافعين من قام علي رءوس الأشهاد بسب الدين للمخالفين له داخل مجلس الشعب، وثاني هذه الأسباب أن هذا الصنيع حصار للمستضعفين والمجاهدين مما يؤدي إلي قتلهم صبراً بسبب دينهم وجهادهم مما يجعل الدفاع عنهم فريضة مفروضة منكرها كافر. وثالثها أن في هذا تمكيناً للصهاينة واليهود، حيث إنه قتال في سبيل الطاغوت، كما أنه قلب للحقائق بالكذب المدفوع بدافع الحرص علي متاع الدنيا الزائف بكل صنوفه، والذي يهدد أمن مصر القومي هو إسرائيل وليس إخواننا من المجاهدين في غزة. كما شدد البيان علي أن هذا الحديث لا يعني تدليل من يثبت عليه جُرم في حق مصر أو في حق غيرها من الدول ذات الاحترام المشروع، مضيفاً أن هذا العمل الذي تقوم به الحكومة المصرية تقطيع للأرحام التي أمر الله أن توصل بقوله «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون». وأن هذا الأمر كان سبباً في القضاء علي أمم كثيرة قبل الأمة الإسلامية وقع سادتها في خطأ الحكم بالسياسات الجائرة الظالمة فتم القضاء عليهم وعلي أممهم. وطالب البيان المؤيدين للجدار بأن يراجعوا مع الله ومع الأمة دينهم فإن الرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل.