لا يستطيع أحد تصديق ماحدث في مباراة غانا وأوروجواي في دور الثمانية من بطولة كأس العالم 2010 والأحداث الدراماتيكية التي شهدتها المباراة وهو بالتأكيد يفوق الخيال خاصة بعد إضاعة أسامواه جيان هداف الفريق الغاني ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع من الوقت الإضافي الثاني كانت أشبه بتحقيق المعجزة ليس لبلاده فقط ولكن للقارة السمراء التي كانت تنتظر وجود فريق أفريقي في المربع الذهبي للمرة الأولي في التاريخ استغلالا لوجود البطولة في جنوب أفريقيا لتصبح كل إنجازات قارة أفريقيا تأهل ثلاثة منتخبات فقط لدور الثمانية من المونديال . أما اسباب فشل غانا في التأهل لنصف النهائي بعد الهزيمة بركلات الترجيح 3/ 5 بعد انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما فهي كثيرة أبرزها الفرحة الكبيرة التي سيطرت علي اللاعبين بعد احتساب الحكم ركلة جزاء ولم يفطن لاعبو الفريق الغاني أن الكرة لم تسدد بعد وهو ما كان له تأثير سلبي علي تركيز اسامواه جيان قبل تصديه للركلة خاصة أن اللاعب أصر علي الدخول في الوقت الصعب من أجل مواصلة تحطيم الأرقام القياسية خاصة أنه سيكون أول لاعب في التاريخ يحرز 3 أهداف من ركلات ترجيح في بطولة واحدة بجانب تساويه مع الأسطورة الكاميرونية ميلا في عدد الأهداف في كأس العالم وهو ما جعل اللاعب يتمسك بها خاصة مع الضغوط التي تعرض لها اللاعب قبل تنفيذ ضربة الجزاء، والدليل أن اللاعب أحرز في الركلات الترجيحية. ويتشابه موقف جيان مع موقف الأسطورة الإيطالية باجيو في مونديال 1994 بعد أن قاد بلاده للتأهل للمباراة النهائية وكان النجم الأوحد في وصول إيطاليا للنهائي بجانب أنه لعب دورًا كبيرًا في هزيمة إيطاليا أمام البرازيل بإهداره ركلة الترجيح الأخيرة لإيطاليا. ومن ضمن أسباب خسارة غانا لفرصة تحقيق الإنجاز التاريخي الحالة النفسية التي تحولت للنقيض بعد إضاعة جيان ضربة الجزاء، فتأكد كل الموجودين في الملعب أن خبرات غانا لن تسعفهم في الصمود خلال ركلات الترجيح مع الوضع في الاعتبار أن معظم لاعبي غانا من العناصر الشابة. كما أخطأ الصربي ميلوفان راجفيتش باختياره اللاعبين قليلي الخبرة لتسديد ركلة الترجيح رغم وجود عدد من عناصر الخبرة الأخري التي كانت قادرة علي التصدي لركلات الترجيح أبرزهم برنس بواتينج وعدد آخر من اللاعبين. ولم يفطن المدير الفني إلي حالة الإرهاق التي سيطرت علي اللاعبين طوال المباراة خاصة أنه لم يجر سوي تغييرين فقط رغم وصول المباراة للوقت الإضافي وكان هناك أكثر من لاعب قادر علي النزول وتخفيف الضغط الكبير علي الفريق والذي ظهر مع بداية الوقت الإضافي، واكتفي المدير الفني بنزول ستيفان أبياه ودومنيك أبياه فقط ولم يشرك برنس تاجو الذي شارك مع الفريق طوال مباريات الدور الأول ولم ينجح في تعويض البديل المناسب للثنائي أندريه أيو وجوناثان منساه رغم وجود سولي مونتاري صاحب هدف غانا إلا أن غياب أيو الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز كان له تأثير كبير علي الفريق خلال المباراة . ووضح من خلال تغييرات راجفيتش الثقة الكبيرة في حسم المباراة لصالحهم في أي وقت، حيث أجري تغييرات داخلية خاصة في خط الدفاع الذي تأثر كثيرًا بغياب جوناثان منساه للإيقاف.