حياتي في السينما 2: سميحة وسنية وفي انتظار درية ؟ لست أدري أن كان هذا الفيلم يعني الكثير بالنسبة لي فقط أم أن هناك العشرات مثلي الذي يمثل لهم الوسادة الخالية أيقونة سينمائية ترتبط بحياتهم العاطفية في الربع الأول من أعمارهم مع «وهم الحب الأول» رغم كل ما في الفيلم من سذاجة ومباشرة وصدف لا نهائية لكنه من الأفلام القليلة التي تجعلني دوما أطفئ بروجيكتور النقد الذي يعرض الفيلم مفصصا علي شاشة الذهن تاركا نفسي أغرق في الجملة الموسيقية الساحرة لأغنية أسمر يا أسمراني من ألحان كمال الطويل والتي اختارها أبو سيف برقة غريبة علي مخرج كان يحاول الانتماء للتيار الواقعي لتكون التيمة الموسيقية الأساسية لعلاقة الحب بين صلاح وسميحة التي لم يقدرلها أن تكتمل أبدا. . في حياة كل منا وهم كبير اسمه الحب الأول هكذا كان أبو سيف يحافظ علي الجملة الشهيرة أو المورال الذي يكتبه إحسان عبد القدوس مفتتحا به رواياته ملخصا للقارئ الهدف من ورائها أو مكثفا مغزاها في إجمال شديد يأتي بعده التفصيل خلال صفحات الكتاب وفي الوسادة الخالية والطريق المسدود نجد أبو سيف ينقل تلك الجمل من مقدمة الكتاب إلي تيتر الفيلم وكأنه ليس اقتباسا للنص سينمائيا فقط ولكن للشكل الروائي الذي اشتهر به عبد القدوس. . بالنسبة لي كانت تلك الجملة علي فطريتها وشيوعها جملة شديدة العبقرية والذكاء خاصة عندما كنت أتوحد مع شخصية صلاح أو عندما أجبرتني الحياة علي التوحد معها أكثر من مرة حتي كانت المرة الحقيقية والاخيرة التي ألصقت وجه الحبيبة بالوسادة كما التصق وجه سميحة بوسادة صلاح ساعتها شعرت أن تعلقي بالفيلم خلال سنوات مراهقتي لم يكن سوي نبوءة لما سوف يحدث لي بالفعل في الحياة الواقعية. . كنت أكره سمحية صلاح قبل أن ألتقي» بسميحتي «وصرت أكرهها أكثر بعد أن خرجت من الفيلم وتجسدت في لحم ودم وكنت أضحك علي الصدفة التي جعلت زوج سميحة الدكتور فؤاد من دون كل أطباء مصر هو الذي ينقذ حياة صلاح من الموت ومازلت أضحك علي تلك الصدفة لكنني أعلم أنها أكثر رحمة بكثير من «صدفة» أن تتزوج حبيبتي من صديقي بعد هجرها لي لألقي بنفسي في حضن سنية! وشخصية سنية الراقصة «بتاعة الفراخ» التي يلجأ كل صلاح إلي أحضانها لكي ينسي كل سميحة هي أكثر شخصيات الفيلم رقة وعذوبة وضعفا والتي تستحوذ علي كل شفقتي أكثر من صلاح رغم توحدي معه ودرية رغم شعوري بمعاناتها! فسنية في آخر السلم الغذائي العاطفي أو في أوله لست أدري المهم أنها الطرف الأضعف في عملية الهتك الشعوري التي يمارسها صلاح طوال الفيلم كرد فعل عكسي لهتك سميحة لمشاعره وفي حياة كل صلاح منا أكثر من سنية ولكنها كالفيلم تماما تختفي بلا رجعة ودون شرح درامي. . فقط تذوب ويسقط ذكرها خلال الأحداث! أما درية فلقد التقيت بالعديد منها ولكن في كل مرة لم تكن تفتش عن الدبلة الثانية في أصبعي لتتأكد أنني خلعتها وهي علي فراش المستشفي وأنا مازلت في انتظارها مستلهما روح الشكوي الشهيرة التي أطلقتها زينات صدقي في فيلم شارع الحب فيا رب (املالي الوسادة الخالية أنني لا أنام).