قد ينجم - عن مصاحبتك لي في هذه السطور - نوع من الحزن أو الفرح , عموما أنت حر واسمع ياسيدي: لاأظن أن «الخرفان» قد عاشت أياما من الحرية والكبرياء والرخاء وعزة النفس كهذه الأيام التي نعيشها الآن في مصر مع زيادة أسعار اللحوم ومأمأة الحكومة الذكية «فالخرفان» صارت عزيزة غالية حوافرها ثابتة وليتها وفروتها وأنفها في السماء ..إذا لم تصدقني جرب وافعلها وسر علي جانب خروف أي خروف.. ستجده إنشاء الله آمنا هادئا مطمئنا، لن تهتز له خصلة صوف وقد ينظر إليك مستهزئاً ويقول: «مااااا تقدرش». هذا مايجعلني أقول: أن آفة هذا العصر.. أغلبية تبحث عن الدعم، وأقلية تبحث عن كيفية السيطرة عليه وسرقته. أعتقد أن الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يأمر الدكتور أحمد نظيف من إغلاق فمه وعدم الإدلاء بأي تصريحات جديدة حول قضية الدعم أو غيرها من القضايا دون أن يحتج هو.. طبيب الأسنان. نحن الآن نواجه ثلاث كوارث: الأولي أزمة مياه النيل , والثانية انتشار الأمراض والثالثة الدعاء المعتاد الذي تردده الحكومة كلما اشتدت أزماتها وزاد فشلها: اللهم اجعل بيننا وبين الناس ستارا وحجابا وبيننا وبين الحاكم لذة وانسجاما.. هل من الممكن أن أتجرأ وأسألك: يا تري من هو أقوي وأخطر عضو في الحزب الوطني و (دعنا مما تفكر فيه الآن). الآن أصبحنا كلنا نخاف من تعذيب ضباط الشرطة ونخشي حتي المرور من جوارجدران أقسام الشرطة والسجون.. فما رأيك لو تجرب مرة وتحلم بأن هذه الأقسام والسجون قد امتلأت بكبار الفاسدين ولصوص المال العام .. صدقني ستنام علي جدران أي قسم أو أي سجن بطمأنينة وأمان.. علي فكرة الذين صدقوني وفعلوا ذلك شربوا المقلب وتم إلقاء القبض علي أحلامهم. نعم من حق صديقي أن يقلق وترتعد فرائسه «حلوة فرائسه دي» ففي صوت الناس هذه الأيام نبرة حزن وانكسار.. وإذا لم تصدق تأمل صوتك وانظر حولك. قال لي: ما أجمل أن تبكي وأنت ساجد ولا يشعر بك أحد وما أجمل أن تدعو دعاء غير مرتب وغير منمق وتقول ما يخطر علي بالك.. من يومها وأنا أدعو بكل ما يخطر علي بالك. إذا كان الجهاز المركزي للمحاسبات عامل فيها شاطر وبيكشف أوجه قصور وفساد الحكومة، فالحكومة ستكون أشطر منه واشترت غطا وح تغطي الفساد. كل شهر و التاني إسرائيل تقتل لنا مواطناً مننا علي الحدود و بعد كده ترجع حكومة إسرائيل تعتذر وتقول معلش غلطنا والتوراة ماخدنا بالنا.. أنا مش عارف إحنا ليه مابناخدش بالنا وبنغلط زيهم ليه؟!؟. من أهم الأحداث التي لفتت انتباهي في 2010 كان اتساع هامش الحرية في مصر بشكل غير مسبوق، فالآن المواطن يستطيع أن يختار وبكل حرية نظامه المفضل كارت.. خط.. يا بزنس. لعلكم مثلي تلاحظون أن أكثر الأسماء التي انتشرت في الستينيات كانت خليل «ثورة» عطية «مقاومة» وسيد «نضال».. الآن أهم الأسماء التي حققت قبولا وانتشارا ومكانة جديدة من الأسماء هي «عبده تلوث» وزيزو «النتن» وتوفيق «فساد» وسنية «سياسات» ونظيف «دعم» وبطرس «جباية». بصراحة نفسي أعرف أين تقع مصر التي تكلمنا عنها الحكومة بتكلمنا عنها كل يوم.. اللي حكومتها الكترونية ومليتنة فرص عمل.. اللي فيها دعم للفقرا وحرية صحافة وأحزاب وشفافية وديمقراطية.. واللي فيها ميه نظيفة.. وتعليم وعلاج كويس.. ممكن حد يقوللي مصر العظيمة الحلوة دي فين؟. دعيني أتخيل بشاعتك وخداعك، دعيني أرسم لعيني صورتك، دعيني أعيش استهتارك وفظاظتك، أنتِ كاذبة شاردةٌ ومشردةٌ بعون الله.. أنا مثلك سكير متسكع أحمق لا أنتمي للبلاد ولا للوطن.. من رسائلي اليومية ال «إس إم إس» للحكومة. حاول أن يبدي إعجابا بما أكتبه فقال لي: ياباشا أن تجيد عملك.. فنتستك. مامن مرة دخلت فيها مصلحة حكومية إلا وسمعت هذا الحوار بين المدير والفراش بتاعه المدير: تصدق انك حمار الفراش: ليه. المدير: أنا مش قلتلك تقوله مايحطش سلطة. الفراش: قلتله ميت مرة ياباشا. المدير: كداب في أصل وشك. الفراش: بصراحة نسيت وراح عن بالي. المدير: نسيت تزوغ.. نسيت تطلب الحوافز.. نسيت تطلب غلاء المعيشة ونسيت أنك عايز تعمل إضراب.. إمشي يازفت رجع السندوتشات. الفراش: ماترجعهما إنت ياباشا هو أنا اللي باكل.