نحتاج إلى زعيم مثل «الخديوى إسماعيل».. والمسلسل ليس مادة تاريخية يمكن الاعتماد عليها مَشاهدى مع غادة عادل «عادية».. ومن رأوها غير ذلك أصحاب «نفوس ضعيفة» خاض النجم السورى، قصى خولى، تجربته الأولى فى العمل بالدراما المصرية من خلال تجسيده شخصية الخديو إسماعيل، إحدى الشخصيات التاريخية المحورية فى التاريخ المصرى، من خلال مسلسل «سرايا عابدين»، فرغم الانتقادات الواسعة التى نالها العمل والهجوم الذى شنّه البعض عليه فإن قصى خولى استطاع إثبات نفسه بمصر من خلال هذا الدور الذى شكَّل تحديًا كبيرًا بالنسبة إليه.. عن دوره وأدائه لهذه الشخصية التاريخية المثيرة للجدل، والانتقادات التى طالت المسلسل، ومقارنته بالمسلسل التركى الشهير «حريم السلطان» وعمله لأول مرة بمصر، وتحديات اللهجة المصرية لأول مرة، جاء هذا الحوار. ■ «الخديوى إسماعيل» فى سرايا عابدين أول عمل لك فى مصر، هل أضافت هذه الشخصية لك شيئا؟ بالتأكيد الدور كان إضافة كبيرة بالنسبة إلىَّ فى مصر، ومن لم يكن يعرفنى بها فتعرف على من خلال هذا الدور، فأنا استفدت من الخديو، وكان بشكل عام أضافة بالنسبة إلىّ، والعمل بأكمله نقلة نوعية ليس فى تاريخ الدراما المصرية فقط لكن فى الدراما العربية بأكملها. ■ هل تعتبر أداءه «مجازفة»؟ منذ قدومى لمصر كان لدىّ تخوف فى إثبات نفسى وسط عمالقة التمثيل فى الفن المصرى، وتحديدا ممثلى جيلى، وكان يجب أن أترك بصمتى الخاصة، وأعتقد أننى حققت ما أتمناه من خلال هذا الدور وأفتخر بما قدَّمته فى هذا العمل. ■ شنّ البعض هجوما عنيفا على العمل بسبب وجود أخطاء تاريخية وفقًا لوجهة نظرهم، فما ردك؟ كتب فى بداية العمل أن «القصة مستوحاة من الواقع»، وأنه ليس مادة تاريخية سيتم الاعتماد عليها، برأيى التاريخ مادة جافة ولا تجذب الجمهور، ونحن نقدّم عملاً دراميًّا مليئًا بالتفاصيل التى تجذب الجمهور بعيدًا عن ثقل التاريخ، ونحن لا نرصد أحداثًا تاريخية، فالغرض من الدراما هو المتعة. أما بخصوص العمل فأنا أريد انتقادات تخصّ الممثلين أو الديكورات أو الإخراج، أريد شيئا ملموسا أستطيع من خلاله تحسين أو تغيير أو تطوير هذه المادة بالمستقبل، أريد ممن ينتقدنى أن يتحدَّث معى عن الأخطاء التى وقعت بها كممثل لأتداركها، لكن هذا لم يحدث، ودائمًا ما يمسك ناقد بعمل ويؤكد فشله وينهك نفسه فى سبّه، وعندما تناقشه فى الشىء الذى لم يعجبه يقول بأن هذا رأيى، أو أنا أرى هكذا. وطبعا أنا أحترم رأى الآخر، لكن أعطى إثباتات أستطيع من خلالها أن أطوّر وأحسّن، وهناك بعض النقاد الذين بالأساس لديهم مشكلة مع المخرج أو مع الكاتب أو الممثل أو الشركة المنتجة، وغالبا ما تؤثر بشكل سلبى على تقييم العمل، وطبعا لن أتكلَّم عن النقد الإيجابى للعمل، وفى النهاية أنا فى رأيى أن الحكم الأول والأخير للجمهور. ■ البعض تساءل ما الحاجة إلى وجود جزء ثانٍ وثالث، وهل هذا مرتبط بنجاح الجزء الأول أم لا؟ صناعة جزء ثانٍ وثالث ليس مرتبطا بنجاح الجزء الأول أو ردود الأفعال حوله على الإطلاق، فهو أمر حسمته الشركة المنتجة من البداية. ■ تم توجيه انتقادات إليك وإلى غادة عادل بسبب المشاهد الجريئة الموجودة بالعمل، ما ردك على هذه الانتقادات؟ أنا أحترم غادة عادل، وأحترم إيمانها بعملها وجرأتها، فدورها كان يقتضى تنفيذ هذه المشاهد، والتى كانت تتم أمام فريق العمل بأكمله، وهى ممثلة محترمة وتخاف على اسمها، لذلك أقول للناس ضعيفة النفوس التى رأت بها شيئا خاطئا «أنتم المغلوطون وتفكّرون فى أشياء سيئة». ■ كيف تقبّلت اعتذار المخرج عمرو عرفة عن عدم استئناف إخراج الأجزاء الأخرى من المسلسل؟ عمرو عرفة بذل مجهودًا كبيرًا بهذا المسلسل، فهو لديه موهبة كبيرة جدا، وأسعدنى عندما قال إن هذا العمل يعادل كل مسيرته الفنية، وأنا حزين أنه تركنا، لكننا نكمل مسيرة نجاحه فى هذا العمل، وأيضًا تركنا وائل درويش مدير التصوير الذى بهرنا بجمال صورته، وحاليا شادى أبو العيون السود يتولى مسؤولية الإخراج، وهو من الشباب الواعدين، ويقوم بمجهود كبير فى الأجزاء المتبقية، ومعه مدير التصوير إيهاب محمد على والذى أيضًا يعمل باحترافية عالية. ■ هل أثرت الشخصية عليك، خصوصا أن المسلسل ثلاثة أجزاء مما يجعلك ترتبط أكثر بها؟ بالتأكيد تأثرت بالخديو وعشقت هذه الشخصية، لكننى لا أقتنع بتملك الشخصية على الممثل بعد أدائه لها، وأرى أن هذه الفكرة «مغلوطة»، فأنا أؤدى الدور داخل موقع التصوير وبالخارج أكون «قصى خولى»، وعلى مدار أجزاء العمل الثلاثة أعمل بحب شديد وأخلص فى أداء هذه الشخصية، ففى رأيى أن الخديو حالة خاصة، وينقصنا فى الوطن العربى زعيم مثله. ■ يواجه عديد من الفنانين العرب صعوبات مع اللهجة المصرية، هل واجهت ذلك؟ وإن كان، فكيف تغلبت عليه؟ اللهجة كانت من التحديات التى واجهتها، ودائمًا ما يعتقد البعض أنها سهلة، فرغم أننا تربينا عليها لكن يجب على الممثل غير المصرى أن يملك مفاتيحها ويدرسها بشكل جيد حتى يستطيع إقناع الشارع والجمهور المصرى بإتقانه لها. ■ كل شخصية لها صعوبتها، فما الصعوبات التى واجهتها فى أداء شخصية الخديو إسماعيل؟ أكثر ما كان صعبا هو التصوير لأكثر من أربع عشرة ساعة فى بعض الأحيان، واعتماد التصوير على تقنية «الفيديو إيفكت»، الذى يفترض تعاملنا مع أثاث وديكور تخيّلى، وينبغى علينا كممثلين أن نتعامل معها على أنها حقيقة. ■ رغم الأحداث بسوريا فإن الدراما هناك ما زالت مستمرة، ما رأيك بها؟ ما يحدث فى الدراما السورية رغم الوضع هناك هو إنجاز كبير، وكل من يعمل فى المجال الفنى بسوريا يقرّون أن الدراما السورية من أهم الصناعات، ويسعدنى بالتأكيد استمرار الدراما السورية بهذا الشكل، ومن يعمل بها يحاول أن يؤكد وجود وبقاء الهوية والشخصية السورية. ■ بعد عملك بالمسلسل التاريخى المصرى «سرايا عابدين»، ما أوجه الاختلاف بين الدراما التاريخية المصرية والسورية؟ بالتأكيد هناك اختلاف كبير، سأختصره بجملة إن الأعمال التاريخية السورية تعتمد على الميدان أو بشكل توضيحى أكثر على الخارجى، لكن فى «سرايا عابدين» اعتمدنا على تقنيات عالية ومهمة، وعمليات التصوير تمت بشكل أكبر بالاستوديو. ■ تردد أنك اعتذرت عن عدم المشاركة بمسلسل «الإخوة»، لماذا؟ بالفعل كنت مرشحًا للمشاركة بهذا العمل، لكن لارتباطى بمسلسل «سرايا عابدين»، تعذر عدم مشاركتى به. ■ ما الشخصية التى تحلم بتقديمها؟ شخصية «بليغ حمدى»، فأنا أعشق هذه الشخصية المصرية وهو أحد العباقرة العرب، وأعمل على تجسيد هذه الشخصية منذ عام ونصف العام، وأريد أن أقدّمه فى عمل فنى ضخم، وسمعت أنه تم ترشيح أكثر من ممثل ليقدِّم هذا الدور، لكننى لا أجد أى مشكلة فى ذلك، فهناك عديد من الشخصيات التى قدّمت فى أكثر من عمل فنى.