ارتباك واضح وتشديدات أمنية غير مسبوقة سادا ساحات الجامعات مع انطلاق أول أيام العام الجامعى الجديد. جامعة الأزهر التى لم يبدأ العام الجامعى بها فعليا حتى الآن حصلت على الجزء الأكبر من التشديدات الأمنية، بينما انتشرت دعوات طلابية للتظاهر فى ساحات جامعة القاهرة، اليوم، احتجاجا على ما أثير عن حدوث حملة استباقية للقبض على عدد من الطلاب المتورطين فى إشعال شغب الجامعات فى أثناء تجهيزهم أعمال شغب جديدة هذا العام. توزيع إجراءات تأمين الجامعات بين شركة «فالكون» للحراسات الخاصة وأجهزة الأمن الإدارى أدى إلى تخبط وارتباك واضحين فى ساحات الجامعات، كما تسبب فى صراع مكتوم بين الجانبين ظهرت آثاره بوضوح فى مشادة بين الطرفين بجامعة القاهرة، وتقارير رفعها مسؤولو الأمن الإدارى بعدة جامعات عن رصد عناصر دخيلة داخل الجامعات. وزير التعليم العالى، الذى توجه إلى جامعة طنطا، لتفقد أول أيام العام الدراسى، وجه كلمة مكتوبة إلى طلاب وأعضاء تدريس الجامعات تضمنت تهنئة بالعام الجامعى الجديد، ثم عاد ليزور جامعة القاهرة برفقة وزير الشباب للاطمئنان على الجامعة. الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، حاول من جانبه عبور أول اختبار للمواجهة مع أساتذة الجامعة الرافضين تعديلات تشريع عزل أعضاء التدريس، وذلك بالموافقة المشروطة على تنظيم وقفة احتجاجية أمام قبة الجامعة غدا لرفض التعديل التشريعى، على أن يقتصر المشاركون فى الوقفة على أعضاء تدريس جامعة القاهرة فقط، وعدم رفع أى شعارات أوعبارات مسيئة إلى الجامعة أو قيادات الدولة. الوضع كان أكثر هدوءا فى كثير من جامعات الأقاليم، التى تبدأ الدراسة بها فعليا اليوم فى ظل حالة من القلق والترقب بسبب تأخر حركة تعيين عمداء الكليات. جامعة القاهرة.. ارتباك أمن «فالكون» وغياب المحاضرات نصار يلقى محاضرته فى كلية الحقوق الثامنة صباحا.. وعبد الخالق يفاجئ الجامعة بزيارة مسائية
كان الارتباك هو ما شهدته جامعة القاهرة فى أول يوم دراسى لها، خصوصا فى عمليات تأمين ساحات الحرم الجامعى، بسبب قلة أعداد أفراد الأمن التابعين لشركة «فالكون» الخاصة للحراسات، وعدم تدريبهم بشكل كاف على استقبال الأعداد الكبيرة من الطلاب الذين توافدوا على الحرم الجامعى فى ساعة مبكرة منذ صباح أمس (السبت). ارتباك إجراءات الأمن على أبواب الحرم الجامعى، أدى إلى شلل مرورى تام أمام بوابات الجامعة الرئيسية، بعد فتح باب واحد للدخول وخروج سيارات أعضاء التدريس، وتشغيل 3 بوابات إلكترونية من إجمالى 10 بوابات لدخول الطلاب، وهو ما أدى إلى تكدس أعداد كبيرة من الطلاب فى الشوارع المحيطة بالجامعة وبين السرايات وشارع السودان وفى المناطق المطلة على أبواب الجامعة. ورغم الإجراءات المشددة على أبواب الجامعة، فقد نجح عدد كبير من مندوبى مكتبات تصوير الأوراق والكتب غير المرخصة فى الدخول، خصوصًا فى كليات التجارة والحقوق والآداب ودار العلوم، وهو ما أثار مخاوف داخل الجامعة من تزايد تلك الثغرة مع توافد أعداد أكبر من الطلاب، بعد فتح جميع كليات الجامعة، وانتشار دعوات إلى تظاهر الطلاب أمام قبة الجامعة. اللواء مصطفى رشوان، مدير أمن جامعة القاهرة، أكد من جانبه أن مهمة تأمين ساحات الحرم الجامعى والكليات سيتولاها أفراد الأمن الإدارى وفرق الانتشار التابعة للجامعة، بينما ستعمل شركة «فالكون» الخاصة على تأمين مداخل الحرم الجامعى فقط، واستخدام أجهزة التأمين الحديثة لمنع دخول أى أسلحة أو مواد مخالفة داخل الحرم الجامعى، مضيفا أن جميع الوافدين إلى الحرم الجامعى سيمرون عبر بوابات إلكترونية للكشف عن المعادن، بخلاف استخدام أجهزة دقيقة للكشف عن المتفجرات وتغطية كل سنتيمتر من أسوار الجامعة بمتابعة دقيقة من كاميرات المراقبة. ارتباك تأمين بوابات الجامعة الخارجية انتقل إلى ساحات الكليات، التى لم يصدر قرار بتعيين عميد لها حتى الآن، خصوصا كلية الإعلام، التى واجهت فراغا إداريا كبيرا بسبب بلوغ عميد الكلية ووكيليها سن المعاش، ومنافسة الوكيل الثالث على منصب العمادة، وهو الأمر الذى امتد إلى كليات العلوم والآداب والاقتصاد والعلوم السياسية، التى تنتظر تعيين عمدائها الجدد منذ 31 يوليو الماضى وفقا لنظام الاختيار الجديد. ورغم حرص الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، على بدء المحاضرات منذ الساعة الأولى، وتوجهه فى الثامنة صباحا إلى كلية الحقوق لبدء محاضراته الخاصة كأستاذ فى الكلية، فإن المحاضرات غابت تقريبا عن جميع كليات الجامعة، حيث اقتصر العمل تقريبا على مكاتب شؤون الطلاب لاستكمال إجراءات قيد الطلاب الجدد. الدكتور عز الدين أبو ستيت، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، حرص من جانبه على ترك سيارته الخاصة والمرور بساحات الجامعة وحيدًا لمراقبة الأوضاع وتفقد إجراءات تسكين الطلاب الجدد. بداية فاشلة لطلاب «الإرهابية» فى جامعة الأزهر ضبط 3 متسللين بمطواة وسكين وكارنيه مزوّر.. وإجهاض محاولة تظاهر لطلاب «الإخوان»
ثلاثة متسللين ضُبطوا بسكين ومطواة وكارنيه مزوّر، حصيلة شركة الأمن «فالكون»، فى اليوم الأول من الدراسة بجامعة الأزهر، أمس. وبشعار «تحيا مصر» وحضور طلابى كبير، استقبلت جامعة الأزهر أول أيام الدراسة وعلقت إدارة الجامعة علمًا كبيرًا يصل طوله إلى 30 مترًا أمام مبنى إدارة الجامعة، كما رسمت أعلامًا مكتوبًا عليها «تحيا مصر» على جدران بوابات الجامعة. وشهد اليوم الأول، منذ بدايته، حضور رئيس جماعة الأزهر الجديد الدكتور عبد الحى عزب، بمكتبه، كما وجد نوابه بمكاتبهم لمتابعة أعمالهم منذ الصباح. وفى أول اختبار حقيقى لفاعلية شركة «فالكون للأمن»، التى تم الاستعانة بها لتأمين عدد من الجامعات المصرية، تم القبض على ثلاثة متسللين إلى مقر الجامعة الرئيسى بالقاهرة، أحدهم يحمل سكينًا حاول الدخول من بوابة النصر الرئيسية والثانى حاول الدخول من بوابة الزراعة وبحوزته مطواة «قرن غزال»، وثالث تم ضبطه يحمل كارنيهًا مزورًا بصفة طالب، فتم التحفظ عليهم من قبل الجامعة. وشهد بداية اليوم، أمس، حضورًا مكثَّفًا لقوات الأمن الإدارى وأفراد شركة «فالكون» المسؤولة عن تأمين الجامعة، وتسبَّب إصرار أعضاء الأمن ب«فالكون» على التفتيش، فى زحام شديد أمام البوابات الرئيسية، الأمر الذى تسبب فى مشادات كثيرة بين بعض الطلاب وأفراد الأمن. ورغم محاولات التجمّع للعشرات من طلاب الإخوان، فإنها جميعًا باءت بالفشل فى التظاهر أو الهتاف فى ظل الخوف من الأمن، الأمر الذى دفعهم لكتابة ملصقات وتوزيعها على الطلاب بعيدًا عن الجامعة، وحرَّضوا فيها على الجامعة، واتهموا الأمن بمعاملة الطلاب معاملة سيئة، وباقتراب بعض أفراد الأمن من التجمع، فر الطلاب بعيدًا عن الجامعة. ومنع الأمن وقوف السيارات أمام الجامعة، كما قام بتفتيش شنط السيارات خوفًا من تهريب مولوتوف أو أسلحة وعصيان أو وجود متفجرات داخل السيارات، ورغم غضب البعض من التشديدات الأمنية والتفتيش الذاتى وعبور البوابات الإلكترونية، فإن غالبية الطلاب رحَّبوا بتلك الخطوات لوقف العنف وعدم تكرار مأساة العام الماضى. وحرص أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر على الوجود منذ بداية اليوم، كما حرص الدكتور عبد الحى عزب على القيام بجولة داخل أروقة الجامعة، بصحبة نوابه الأربعة، للاطمئنان على سير العمل، حيث بدأها بزيارة كلية العلوم للبنين وهى أقرب الكليات إلى مكتبه بمبنى رئاسة الجامعة، وهتف بشعار «تحيا مصر» 3 مرات فى أثناء تفقده كلية العلوم بنين بجامعة الأزهر، وردد طلاب الفرقة الأولى الهتاف خلفه، مطالبًا الطلاب بالعمل من أجل مصر والحفاظ عليها، موجهًا لهم النصح بالالتزام خلال حفل استقبال العام الدراسى بالكلية، وبعدها توجَّه عزب إلى كليتَى الزراعة والتجارة داخل الجامعة. وأكد عزب، فى كلمة للطلاب، أن العصا لمن عصى وأن القانون سيطبق على المخالفين، مضيفًا «شيخ الأزهر وجَّه تعليمات مشددة إلى إدارة الجامعة فى أول أيام الدراسة، بالاهتمام بالطالب الأزهرى، وتوفير العناية الكاملة له»، لافتًا إلى أن الجامعة تهدف إلى بث روح الأمل والتفاؤل على وجوه الطلاب لمساعدتهم فى تحصيل العلم. «حلوان» تمنع دخول الطلاب «السبت».. واستدعاء أولياء أمور المشاغبين.. وهدوء فى جامعات الأقاليم تأمين «فالكون» فى الإسكندرية «فشنك».. وتفتيش للطلاب ب«بنها».. وزحام فى «كفر الشيخ»
فى الوقت الذى شهدت فيه جامعة عين شمس، أمس (السبت)، حالة من الاستنفار الأمنى لأفراد الأمن الإدارى، والأمن الخاص بشركة فالكون، استعدادًا لاستقبال الطلاب اليوم الأحد، شهدت جامعة حلوان حالة مشابهة من الاستعدادات الأمنية، حيث شددت الجامعة فى إجراءاتها الأمنية لدخول الطلاب الذين يصل عددهم ل95 ألف طالب وطالبة، إلى حرم الجامعة مع بداية العام الجديد. مسؤول شركة فالكون بالجامعة، العميد فايق عبدالنور، قال ل«التحرير»، إن وظيفة الشركة منع دخول أى أجسام غريبة للحرم الجامعى، وكذا أى ألعاب نارية، مشيرًا إلى أنه حال تفاقم الأمر داخل الجامعة، فى أثناء المظاهرات، لن تتعامل الشركة مباشرة مع الطلاب، حيث تقرر أن يقوم رئيس الجامعة باستدعاء الشرطة للتعامل معهم. وفى جامعة حلوان، أثار رئيس الجامعة، الدكتور ياسر صقر، غضب الطلاب بعد إصداره قرارًا بمنع دخول الطلاب للجامعة يوم أمس (السبت)، واقتصار الوجود داخل الجامعة فقط على طلاب التعليم المفتوح. ولأول مرة، قامت الجامعة باستدعاء أولياء أمور الطلاب المتورطين فى الشغب والفوضى العام الماضى لاطلاعهم على تفاصيل ما قام به أبناؤهم، وتحذيرهم من اتخاذ قرار فورى بفصلهم، إذا تكررت أعمال الشغب. فى كليات جامعة الإسكندرية، شهدت الساعات الأولى من بدء العام الدراسى، إقبالا من الطلاب، الذين توافدوا على كلياتهم، وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة بمحيط الكليات، وكانت الإجراءات الأمنية داخل الحرم الجامعى «مرتبكة». الإقبال الأكبر على الحضور للجامعة، كان من الطلاب الجدد بمختلف الكليات، الذين حرصوا على الانتظام منذ اليوم الأول فى الكليات، والتعرف على جداول المحاضرات، وأماكن، وقاعات المحاضرات، واستكمال أوراقهم. شركة «فالكون» للحراسات الخاصة والأمن، فرضت إجراءات أمنية «مرتبكة» لتنظيم عملية دخول الطلاب لكلياتهم مع القيام بتفتيش الطلاب، وإجبارهم على المرور عبر البوابات الإلكترونية، لمنع دخول ممن ليسوا من المقيدين بكلياتهم أو الغرباء، والتأكد من هوية الطلاب سواء الجدد أو القدامى. العشرات من طالبات كلية الدراسات الإسلامية، بجامعة الأزهر بالإسكندرية، والمنتميات إلى تنظيم الإخوان «الإرهابى»، نظمن سلسلة بشرية ومظاهرات احتجاجية، داخل ساحة الكلية بشارع مصطفى كامل، بطريق الملاحة، ورفعت الطالبات لافتات كتبن عليها «يسقط حكم العسكر»، وصورا للرئيس المعزول، محمد مرسى، ورددن الهتافات المناهضة للنظام، والمعادية للقوات المسلحة والشرطة، وطافوا أرجاء الكلية، وأمام أبوابها، وأغلقت إدارة الكلية الأبواب منعا لخروج الطالبات للشارع أو انضمام آخرين من الخارج لهم، وتسبب إغلاق الكلية فى زحام شديد على أبوابها وسط غضب شديد من الطالبات ومناوشات مع الأمن الإدارى للجامعة. بينما استقبلت جامعة بنها، 100 ألف طالب بالتعليم العام، والمفتوح، والدراسات العليا، خلال أول أيام الدراسة ب15 كلية بالجامعة، وسط إجراءات أمنية مشددة من الأمن الإدارى للجامعة، وقوات الشرطة، التى وجدت حول مجمع الكليات، وبقية منشآت الجامعة فى بنها، ومشتهر، وشبرا، وحول المدن الجامعية. كما استقبلت، جامعة كفر الشيخ 7500 طالب وطالبة من الطلاب الجدد ب15 كلية تابعة للجامعة من إجمالى 35 ألف طالب وطالبة. وشهدت البوابات الرئيسية والفرعية بجامعات الصعيد، وفرع جامعة الأزهر تزاحما شديدا وتكدسا للطلاب الجدد منذ صباح أمس (السبت) بسبب إجراءات التفتيش التى يقوم بها أفراد الأمن الإدارى.