مرة أخري عاد الجدل من جديد حول حقيقة وباء إنفلونزا الخنازير الذي تسبب في إحداث الكثير من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية حول العالم، حيث اتهمت مجلة «bmj» البريطانية وهي إحدي كبريات الدوريات الطبية المتخصصة في العالم اللجنة الاستشارية العليا بمنظمة الصحة العالمية المعنية برصد ومتابعة وباء إنفلونزا الخنازير بتضارب المصالح وتسريب معلومات مغلوطة للمنظمة حول الوباء مع تضخيم حجمه بخلاف الحقيقة، وأكدت المجلة في التقرير الإخباري الذي نشرته أن المنظمة استندت في رفع مستوي تحذيرها من مرض إنفلونزا الخنازير وإعلانه وباء عالمياً إلي خبراء ثبت عملهم مستشارين في شركات لتصنيع الأدوية واللقحات المضادة لمرض إنفلونزا الخنازير، وهو ما تسبب في تضارب المصالح ووجود شكوك حول تورط هؤلاء الخبراء في خديعة المنظمة والعالم بوباء ثبت عدم شدته، مقارنة بأوبئة وأمراض أخري، وفي مقدمتها إنفلونزا الطيور والتي كان من المتوقع أن تحدث وباء قاتلا يفتك بنحو 60% من المصابين به، ولفت التقرير الذي نشرته المجلة إلي أن المنظمة ساهمت في تعزيز أرباح شركات الأدوية بالإضافة إلي إسهامها في نشر حالة خوف غير مبررة. من جانبها أصدرت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، بيانا أكدت فيه أن المصالح التجارية لا تؤثر في قرارات المنظمة، لافتة إلي أنها ستعلن عن أسماء اللجنة الاستشارية العليا في أقرب وقت ممكن، كما أن احتفاظها بسرية تلك الأسماء كان سببه عدم تعرضهم لصراعات شركات الأدوية العالمية . وأكدت تشان رفضها الإيحاء بأن المنظمة تسببت في خوف لا مبرر له، مشيرة إلي إعلان المنظمة منذ بداية الوباء عدم توقعها سلاله مميتة من الوباء أو أن يشهد العالم طفرة مفاجئة وهائلة في الإصابات المميتة، وفي كل تقييم للجائحة كانت المنظمة تذكّر الجمهور باستمرار بأن غالبية المرضي ظهرت عليهم أعراض معتدلة وتعافوا بسرعة دون علاج طبي.