أعلنت استراليا اليوم فوز نائبة رئيس الحكومة جوليا جيلارد بزعامة حزب العمال الحاكم، لتكون أول سيدة تتولى منصب رئاسة الوزراء في البلاد. وجاء اختيار حزب العمال لجيلارد في اطار محاولاته استرجاع شعبيته بتغيير قيادته قبل انتخابات هذا العام. وكان رئيس الوزراء كيفن راد تنحى من منصبه في محاولة لتجنب الهزيمة في الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في موعد لاحق من العام الحالي. وكانت شعبية حكومة راد الاشتراكية، التي وصلت إلى الحكم في 2007، اهتزت بسبب قانون يرفع الضريبة على الشركات المنجمية، وقرارات بتعليق العمل بخطة لمكافحة الانحباس الحراري. ويرى أعضاء الحكومة أن لجيلارد فرصة أكبر في استرداد شعبية حزب العمال، لأن شخصيتها محببة إلى الناخبين أكثر من شخصية راد. ويأمل مستثمرون أن تتراجع جيلارد عن ضريبة الأنشطة المنجمية التي استغلتها الشركات العاملة في القطاع لتخويف الناخبين من بطالة كبيرة قد تنتج عنها. وسيتولى وزير المالية واين سوان، الذي يعود له الفضل في انقاذ استراليا من تأثيرات الازمة المالية، منصب نائب رئيس الوزراء. وقالت جيلارد في مؤتمر صحفي عقدته لاحقا إنها قررت خوض معركة زعامة الحزب والحكومة لأن "الحكومة العمالية الجيدة بالاساس قد ضلت الطريق" ووعدت باجراء انتخابات عامة جديدة في غضون الاشهر القليلة المقبلة. ويقول المراقبون إنه من غير المرجح ان تقوم رئيسة الحكومة الجديدة بتغيير مسار السياسة الخارجية الاسترالية بما في ذلك التزامات البلاد العسكرية في افغانستان. وتتمتع جيلارد (48 عاما) بشعبية كبيرة في الإعلام والبرلمان الأسترالييْن. وعملت جيلارد سابقا وزيرة للعمل وعلاقات العمل وللتعليم والاندماج الاجتماعي، قبل أن تصبح نائبة لراد في 2007. وتنحدر جيلارد من مقاطعة ويلز البريطانية، وقد سافرت عائلتها إلى أستراليا وهي في الرابعة من العمر.