استنكرت وزارة الدفاع الروسية تصريحات المسؤولين في "كييف" حول تورط "موسكو" في إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز (سوخوي -25). إذ وصفت تصريحات الناطق باسم المركز الإعلامى التابع لمجلس الأمن القومى والدفاع فى أوكرانيا "أندريه ليسينكو" عن احتمال تورط روسيا فى إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز "سوخوى-25" فى مقاطعة دونيتسك أمس بأنها مجرد هراء وافتراء.
وقال مصدر فى وزارة الدفاع الروسية إن افتراءات السلطات الأوكرانية بشأن تورط روسيا فى إسقاط المقاتلتين ترمى إلى صرف اهتمام المجتمع الدولى عن كارثة الطائرة الماليزية.
وكان مسلحون فى مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا قد أعلنوا الأربعاء عن إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز (سوخوى-25) بصواريخ محمولة مضادة للأهداف الجوية، وأقرت كييف بفقدان الطائرتين، لكنها رجحت إسقاطهما باستخدام منظومات صاروخية من طراز (بوك) أو بصاروخ أطلق من الأراضي الروسية.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك استقالته من منصبه. وقال في كلمة ألقاها أمام البرلمان إنه اتخذ هذا القرار بسبب "تفكك الائتلاف النيابي، وبسبب عدم إقرار عدد من مشروعات القوانين الهامة. ووصف عدم قبول البرلمان بمشاريع القوانين الهادفة إلى تقديم المساعدة الاجتماعية للجيش الأوكراني والشرطة والمعلمين، بالإضافة إلى رفضه دعم مشروع قانون يسمح لمجلس الوزراء بإعطاء 49% من نظام نقل الغاز الأوكراني للمستثمرين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وصفه بغير المقبول.
واعتبر ياتسينيوك أن "ماحدث الخميس في قاعة البرلمان ستكون له تداعيات صعبة جداً على البلاد. كما أعلن حزبا "الحرية" و"أودار" خروجهما من التحالف الحاكم. وأعلن البرلمان عن حلّ الكتلة الشيوعية في البرلمان. وينص الدستور الأوكراني على أن استقالة رئيس الوزراء يجب أن تتبع باستقالة الحكومة بأكملها. ويواصل مجلس الوزراء عمله حتى تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان ياتسينيوك ترأس الحكومة في 27 فبراير 2014 بعد تشكيل كتل نيابية للتحالف البرلماني "الخيار الأوروبي"، الذي جمع 250 نائباً. وكان رئيس البرلمان الأوكراني ألكسندر تورتشينوف قد أعلن خلال الجلسة المسائية للبرلمان يوم 24 يوليو عن حلّ تحالف "الخيار الأوروبي". يذكر أن حلّ التحالف وعدم تشكيل تحالف جديد خلال 30 يوماً يعطي الرئيس الحق بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
من جهة أخرى قال رئيس وزراء "جمهورية دونيتسك الشعبية" ألكسندر بوروداي إن مقاتلة أوكرانية حاولت إطلاق النار على الخبراء الدوليين العاملين في موقع كارثة الطائرة الماليزية. وأفاد بوروداي أنه وصل إلى منطقة تحطم الطائرة مجموعة من الخبراء من ماليزيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وحاولت مقاتلة "سو-25" إطلاق النار عليهم.
وكانت وسائل الإعلام أفادت في وقت سابق أن 3 خبراء ماليزيين يعملون في مكان الكارثة، بينما لا يزال أفراد من قوات الدفاع الشعبي التابعة ل "جمهورية دونيتسك الشعبية" يحرسون هذا المكان.
وأفاد شهود عيان أن القوات الأوكرانية قصفت ضواحي مدينة توريز الواقعة على بعد 20 كيلومترا عن موقع تحطم الطائرة الماليزية. واستمر القصف بصواريخ "جراد" نحو 15 دقيقة. ما أسفر عن اندلاع حرائق عديدة في ضواحي توريز. يذكر أن مدينة توريز تدخل في منطقة الأمن التي أعلنها طرفا النزاع الأوكراني حول موقع تحطم الطائرة الماليزية. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو كلّف العسكريين الأوكرانيين في وقت سابق بعدم إطلاق النار في دائرة 40 كيلومترا حول موقع سقوط الطائرة. من جهتها وافقت قوات الدفاع الشعبي على إعلان الهدنة في هذه المنطقة أيضا. إلا أن الجانبين يواصلان توجيه الاتهامات إلى بعضهما البعض بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار في حدود المنطقة المعلنة.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قررت نشر 16 مراقباً في نقطتي العبور "دونيتسك" و"جوكوفو" على الحدود الروسية - الأوكرانية لمدة 3 أشهر. وأوضحت أن هذا القرار يأتي في سياق تطبيق أحد بنود إعلان برلين لوزراء خارجية ألمانياوروسيا وفرنسا وأوكرانيا المؤرخ 2 يوليو.
ولفت بيان الخارجية الروسية إلى أن روسيا هي التي دعت المراقبين دون أن تنتظر تطبيق وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا، واصفاً هذه الخطوة بإبداء حسن النية من قبل موسكو ورداً على الطلب الألماني وسعياً لوقف حمام الدم وتسوية النزاع المسلح الأوكراني.
كما أعرب البيان عن أسفه لموقف أوكرانياوالولاياتالمتحدة وكندا أثناء اعتماد القرار، والذي حاول إعاقة التوصل إلى إجماع مطالبا بتضمين بنود لا تمت للموضوع بصلة وتحرّف جوهر المبادرة الروسية. وأكد البيان أن الجانب الروسي بانتظار قدوم المراقبين إلى النقطتين، معرباً عن أمله في أن يقوموا بعملهم بشكل موضوعي لايصال المعلومات الصحيحة إلى المجتمع الدولي من أجل تهيئة الظروف الملائمة لوقف القتال في شرق أوكرانيا.